أخلص للمدينة التي ولد فيها بالعزف والغناء، وخلّدها بكل أنواع الشعر، فمثّل "الرقة" تمثيلاً مشرفاً على مسارح الفنّ في عدد كبير من المحافظات والمناطق، وحفظ التراث، وأبرز دور "الربابة" كآلة غنية.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 22 كانون الثاني 2017، لمعرفة مسيرة الفنان الراحل "حسين الحسن" ابن مدينة "الرقة"، التقت أحد أقاربه الإعلامي "محمّد الصغير"، الذي تحدث عن بداياته مع الفن، قائلاً: «منذ الصغر تعلقت به، وارتبطت معه يومياً، فبات الأخ والصديق والجار، حيث سكن في حيّ "المشلب" الذي يجاور موقعين من أهم المواقع التاريخية، وهما: "باب بغداد الأثري"، و"موقعة صفين". تأثّر بتلك المواقع في الغناء، لذلك انطلق إلى ذلك العالم وهو في سن العاشرة، وفي ذلك السنّ عزف على "الربابة"، ويعد من أوائل الفنانين في المنطقة الذي عزف عليها، رافق مسيرته الفنية الشعراء "محمد الحبيب"، و"محمد الذخيرة"، و"محمود الذخيرة"، وحصل على دعم كبير من أسرته، وجالس كبار الشيوخ منذ الصغر، وقدّم لهم باقات العزف والغناء، فوجد الحافز والدعم المعنوي من جميع الأطراف، وحمل على عاتقه غناء "المواويل والعتابا والسويحلي واللقاحي"، وكل ألوان الغناء الفراتي، إضافة إلى ذلك وقف على المسرح وعمره 17 عاماً في مهرجان "احتفالية الرقة للغناء الشعبي"».

كُرّم على منصات عديدة، من خلال وزارة الثقافة أكثر من مرة، ومن مديرية الثقافة في "الرقة"، والاتحاد العام للفلاحين، وفي العديد من المهرجانات الفنية التي شارك فيها. وكتب عنه نخبة من أدباء وكتّاب المنطقة، منهم الدكتور "عبد السلام العجيلي"، والدكتور "خلف المفتاح"، والأديب المصري "إحسان عبد القدوس"

يتابع عن الرحلة الفنية للراحل "حسين الحسن" بالقول: «شارك في 63 مهرجاناً داخل القطر في محافظات "دمشق، وحمص، والسويداء، ودرعا، ودير الزور"، وطوال تلك السنوات التي عاشها مع الفن، رافق فرقة "الرقة للفلكلور الشعبي". أمّا التخصص الأكبر من الشعر والغناء، فكان لمدينته "الرقة" إلى جانب مساحة واسعة لزوجته "مريم" التي أحبها وعشقها وتزوجها، وظلتّ معه حتّى آخر يوم في حياته، ومن أجل حبّها كان يقطع نهر "البليخ" الفائض في فصل الشتاء من أجل لقاء عذري صادق جميل. وفي نهاية التسعينيات أصيب بالشلل، ومع ذلك حافظ على نهجه ومسيرته الغنائية، وأكثر من ذلك تتلمذ على يديه ابنته "خولة"، وابنه "محمد"، وابن أخيه "يوسف الحسن". كان يتأثر بأي موقف أو حدث عاطفي بسقوط الدموع فوراً من عينيه، ونثر الشعر والغناء، ويحول الموقف إلى قصيدة غنائية كما في قوله: "ركبت على الهودج وميلها.. أربع جدايل شقر.. الهوى ميلهن.. قولو لباشا حلب.. يأتي مياه الهنا.. من بئر زمزم على رأسه بجدرية". ويتابع في مقطع آخر بالحديث عن "مريم": "خذو سفرجل عذي.. قلبتهن بيدي.. وهن بيض ومناجيدي"».

الفنان محمد الدوش

ويختم "الصغير" حديثه عن الراحل وما حصل عليه طوال مسيرته الفنية بالقول: «كُرّم على منصات عديدة، من خلال وزارة الثقافة أكثر من مرة، ومن مديرية الثقافة في "الرقة"، والاتحاد العام للفلاحين، وفي العديد من المهرجانات الفنية التي شارك فيها. وكتب عنه نخبة من أدباء وكتّاب المنطقة، منهم الدكتور "عبد السلام العجيلي"، والدكتور "خلف المفتاح"، والأديب المصري "إحسان عبد القدوس"».

الفنان "محمّد الدوش" من مدينة "القامشلي"، تحدث عن سيرة الراحل "حسين" بالقول: «وجدته في مناسبات فنية على خشبة المسرح، فهو من أهم فناني المنطقة الشرقية، في العناية والتركيز على التراث الفني للمنطقة، بل له دور في الحفاظ عليه، وساهم بنشر الغناء الفلكلوري وانتشار الربابة في المنطقة، ووجوده دائم في المهرجان الشعبية على مستوى القطر، إلى جانب كل ذلك، فقد كان من أبرز الذين غنّوا للحب العذري».

الجدير بالذكر، أنّ الفنان "حسين الحسن" من مواليد "الرقة"، عام 1928، وقد وافته المنية في نهاية عام 2016.