لمع اسمه في المجال الرياضي، وكان بارزاً في مختلف المواقع الرياضية، وترك أثراً طيباً من خلال عمله على خدمة الناس طوال المدة التي أمضاها في العمل، وكان له دور بارز في حل النزاعات والوصول بالناس والمحيط إلى أقصى درجات المحبة والتسامح.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 نيسان 2018، تواصلت مع "عبد طه الحمزة" ليحدثنا عن نشأته، حيث قال: «نشأت ضمن أسرة بسيطة، كنت أكبر أفرادها، حيث بدأت دراستي في المرحلة الابتدائية في مدرسة "الرشيد"، ثم أكملت المرحلة الإعدادية، ونظراً للظروف المادية الصعبة التي كانت تحيط بي، بحثت عن وظيفة في مرحلة مبكرة من عمري، فتوظفت في المؤسسة العامة الاستهلاكية لبعض الوقت، ثم حصلت بعدها على فرصة عمل آخر كمساعد عدلي في منطقة "تل أبيض". وعندما تم افتتاح مدرسة للمساحة في "دمشق" التحقت بها، وبعد تخرجي فيها عام 1976، عينت في المؤسسة العامة لحوض "الفرات"، وكلفت بمهمة استلام الأعمال المساحية من الشركة "الرومانية" التي كانت تعمل في مجال استصلاح الأراضي. وفي عام 1980، استقلت من الوظيفة وغادرت القطر متوجهاً إلى دولة "الكويت" سعياً لتحسين وضعي المعيشي، وبقيت حتى عام 2006».

نظراً لعملي في خدمة الناس، فقد اكتسبت مكانة جيدة بينهم، فليس من السهولة كسب الثقة؛ وهو ما أهلني عند عشيرتي ليكون لي دور كبير ومهم في حل النزاعات والمشاحنات التي كانت تحدث داخل العشيرة وخارجها. كنت من المساهمين في إزالة الكثير من الخلافات وإصلاح الأمور، وإعادة العلاقات الاجتماعية إلى شكلها الطبيعي، وزرع حالات من المحبة والوئام بين أبناء محافظتي

وعن عمله في مجالس الإدارة المحلية، يقول: «على الرغم من غيابي عن المحافظة، إلا أنني كنت أتردد إليها بين الفينة والأخرى، وخاصة أثناء مدة الانتخابات، وكنت دائماً من المرشحين بصفة مستقل، ونتيجة علاقاتي الواسعة مع معظم الشرائح الاجتماعية، وكنت دائماً من الناجحين في مجالس الإدارة المحلية، واستطعت أن أكسب ثقة الناس للدور الكبير الذي عهدته على نفسي بالمساهمة في تقديم العون والمساعدة وحل الكثير من الأمور التي تهم المواطنين من خلال نقل شكاويهم ومعاناتهم إلى السلطة التنفيذية. وقد نجحت بحل كثير من القضايا، وخاصة في الجانب الرياضي، حيث تم نقل معاناة الأندية المادية وعدم قدرتها على تأمين الأموال اللازمة للصرف على مشاركاتها المتعددة في المباريات الرسمية والبطولات المركزية، وقد تم معالجة هذا الأمر بتخصيص الأندية بإعانات مالية سنوية وتكريم الرياضيين المتفوقين بالحوافز المالية، وتوظيف الرياضيين المميزين في كافة الألعاب، إضافة إلى معالجة موضوع تأمين آليات من الدوائر الرسمية لنقل الفرق إلى المحافظات الأخرى؛ وهو ما خفف على الأندية الكثير من المصاريف المالية التي لم تكن باستطاعتها دفعها لضعف وارداتها نتيجة غياب الاستثمارات».

من محفوظاته الغنية

وعن انتخابه عضواً في المكتب التنفيذي للإدارة المحلية، يقول: «كان ذلك في بداية عام 2011، حيث تم تكليفي بمكتب الخدمات، وهذا المكان كان له خصوصية لكونه على تماس مباشر مع المواطنين، وقد بذلت جهوداً كبيرة في هذا الإطار، وكنت صلة الوصل بين المواطن وأصحاب القرار على اختلاف مستوياتهم. ويشهد كل من عاصر عملنا خلال تلك المدة في إنجاز الكثير من الأعمال التي ساهمت في معالجة الكثير من القضايا التي كانت تتسبب في تعطيل أعمال الناس، سواء في مركز المدينة أو ريف المحافظة، وبعضها كان بتسبب في حدوث مشكلات وخلافات عشائرية، ونجحنا من خلال التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية بمعالجتها ضمن الأطر القانونية، وكانت تلك الحلول تلاقي ارتياحاً في نفوس أصحاب العلاقة».

وعن دوره في الجانب الاجتماعي، يقول: «نظراً لعملي في خدمة الناس، فقد اكتسبت مكانة جيدة بينهم، فليس من السهولة كسب الثقة؛ وهو ما أهلني عند عشيرتي ليكون لي دور كبير ومهم في حل النزاعات والمشاحنات التي كانت تحدث داخل العشيرة وخارجها. كنت من المساهمين في إزالة الكثير من الخلافات وإصلاح الأمور، وإعادة العلاقات الاجتماعية إلى شكلها الطبيعي، وزرع حالات من المحبة والوئام بين أبناء محافظتي».

أثناء تكريمه في إحدى المناسبات

وعن علاقته بالرياضة، يقول: «مارست الرياضة منذ صغري، وكانت بدايتي في كرة "السلة"، حيث مثّلت نادي "الشباب" ومدارس "الرقة" بكافة مراحلها، ومنتخب المحافظة، وشاركت في مباريات دولية مع أندية "روسية" و"عربية". ومارست رياضة ألعاب القوى، وحصلت على عدة بطولات داخل المحافظة وخارجها، كما تفوقت برياضة "الدراجات"، وحصلت على بطولة المحافظة في أكثر من مناسبة. وفي الجانب التدريبي حصلت على شهادات دولية بإشراف مدربين "ألمان" و"أميركيين"، وعملت في الجانب الإداري في كثير من اللجان الفنية، وفي إدارة نادي "الشباب"، حيث حققنا العديد من الإنجازات والانتصارات في عدة ألعاب.

وأهم شيء حققته في الرياضة، مساهمتي الكبيرة في رعاية وتنشئة أسرة رياضية كبيرة من أشقائي تألفت من خمسة أشخاص، وعدد منهم حقق إنجازات وسجلوا أرقاماً قياسية في ألعاب القوى، وتفوقوا في أكثر من لعبة، حيث كنت الداعم والموجه لكل نشاطاتهم».

الرياضي المخضرم "وليد الحافظ" الذي عاصر "الحمزة" زمناً طويلاً، قال: «معرفتي به قديمة من خلال ممارستنا الرياضة لمدة طويلة. كان مميزاً جداً، حيث يمتلك إمكانيات بدنية جعلته متوفقاً في أكثر من لعبة، كذلك يتمتع بالأخلاق الحميدة والوفاء لأصدقائه، ويحظى باحترام وتقدير كبير من الجميع. وخلال وجوده في المجالس المحلية لم يقصر، وكان خدوماً إلى أبعد الحدود لكل من قصده، ومتابعاً للأحداث التي تجري في المحافظة. كما له دور مهم في الجانب الاجتماعي كأحد الأشخاص الذين يشاركون في المصالحات».

يذكر أن "الحمزة" من مواليد "الرقة"، عام 1953.