قضى مدة طويلة في ميدان التعليم، وتنقّل بين عدّة مواقع قيادية، واستطاع أن يفرض وجوده من خلال نشاطه الدؤوب ووجوده الميداني أن يكسب احترام وتقدير كل من عمل معه لأمانته وحرصه على التعاون مع الجميع.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 كانون الأول 2018، تواصلت مع المربّي "عيسى الخليل" ليتحدث عن سيرة حياته، حيث يقول: «نشأت ضمن أسرة فلاحية كادحة تنتمي إلى بيئة اجتماعية واسعة تربطها حالة الود والتراحم فيما بينها، درست المرحلة الابتدائية في مدرسة "مستجد نكيب"، ثم أكملت المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة "الرشيد"، وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة انتسبت إلى جامعة "دمشق" كلية الآداب، قسم الجغرافية في عام 1972، لكن لم أتابع دراستي بسبب ظروفي المادية والعائلية؛ حيث تابعت دراستي في معهد المعلمين (الصف الخاص)، حيث اقتضت الضرورة أن أختصر مدة الدراسة وأتخرّج لإعالة أسرتي المؤلفة من أب وأم كبيرين في السنّ وأنا المعيل لهما».

في المرحلة الثانوية من دراستنا كان تعارفنا ولقاؤنا مع مجموعة كبيرة من مختلف أرجاء المحافظة، وكان لتباين الثقافات دور كبير في كشف المستويات، حيث كان بيننا المتقدم المتفوق والطموح، وبيننا المهمل واللا مبالي، وتميّز "عيسى الخليل" حينئذٍ بأدبه، وهذه السمة ظلت تلازمه، ويشهد له الجميع بذلك

وعن أهم نشاطاته التي يقوم بها يقول: «بعد استقالتي من الوظيفة، اقتصرت نشاطاتي على كتابة المقالات السياسية والاجتماعية والتراثية وبعض الخواطر المتنوعة، وأنشرها في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك ومن خلال اهتمامي الواسع بالعمل التربوي أعمد إلى نشر مواضيع تتعلق بالتربية الإبداعية بين بناة الأجيال، والأخذ بالأساليب المتجددة التي تساعد في بناء جيل المستقبل. إضافة إلى إيماني المطلق بالعمل الميداني والتطبيقي وربط المعارف النظرية بجوانبها العلمية، واستيعاب كل جديد يعزّز التطوير والتحديث».

الدكتور رياض العجيلي

وعن أهم الحوادث المهمة التي مرّت في حياته، يقول: «لقد محوت أغلبها أمام ما مرّ في بلدنا "سورية" في الوقت الحاضر من تحولات أثرت كثيراً في حياتنا من مختلف الجوانب، وعلى الصعيد الشخصي أشعر بالرضا عن كل ما قدمته من جهد وعزيمة أثناء تأديتي واجبي في كل المهام التي كلّفت بها.

وإذا كان لدى كل مواطن في بلدي معاناة في هذه الأزمة، فإن لديّ معاناة كثيرة مثل غيري، مثل خسارة منزلي الوحيد الذي كنت أملكه بسبب هدمه من قبل العدوان الأميركي على مدينة "الرقة" الحبيبة، وهو نتيجة جهد وعمل مدة ثلاثين عاماً».

وعن المهام التي كلّف بها يقول: «منذ أن كنت طالباً في المراحل المتوسطة، عملت في منظمة "اتحاد شبيبة الثورة" في مختلف تسمياتها، ثم انتقلت للمشاركة في العمل الحزبي، حيث كان نشاطي واسعاً فيه، وبعد تخرّجي في معهد المعلمين عملت معلماً في مدرسة "الوحدة العربية" في حيّ "المشلب" لمدة قصيرة جداً، ثم تمّ تفريغي لمصلحة العمل الحزبي حتى عام 1980، وبعدها كلّفت بإدارة مدرسة "الوحدة" لعدة سنوات، ثم تمّ اختياري موجهاً تربوياً. وفي عام 1986 تم تعييني أميناً لفرع الطلائع في "الرقة"، وبقيت في هذه المهمة حتى عام 2000، بعدها تمّ اختياري أميناً لفرع الحزب في المحافظة حتى عام 2004».

الدكتور "رياض العجيلي" أحد الذين عملوا معه، عنه يقول: «في المرحلة الثانوية من دراستنا كان تعارفنا ولقاؤنا مع مجموعة كبيرة من مختلف أرجاء المحافظة، وكان لتباين الثقافات دور كبير في كشف المستويات، حيث كان بيننا المتقدم المتفوق والطموح، وبيننا المهمل واللا مبالي، وتميّز "عيسى الخليل" حينئذٍ بأدبه، وهذه السمة ظلت تلازمه، ويشهد له الجميع بذلك».

"عبد اللطيف حبيب" أمين فرع منظمة "طلائع البعث"، عنه يقول: «هو شخصية تربوية تركت بصمات كبيرة في مدارس "الرقة"، وخلال تكليفه بمهمة أمانة فرع الطلائع كنت من الكوادر التي عملت معه لمدة طويلة، ولازمته في كافة الأنشطة والفعاليات الطليعية في المعسكرات والمهرجانات، واكتسبنا منه الكثير من الخبرة والمعرفة في أمور كثيرة، وقد انعكست صفاته الشخصية التي كانت يمتلكها على عمله من محبة واحترام وتعامل طيب، حيث كان يقود فريق العمل بحكمة واقتدار، ونجح في تأهيل الكثير من الكوادر الطليعية التي ساهمت برفع مستوى العمل في كافة المدارس. كما أنه كان محباً لعمله، وحريصاً على تطبيق مبدأ الحوار والاستماع إلى الرأي الآخر، وهو متابع لكل صغيرة وكبيرة بمنتهى الجدية وتواضع كبير، ويمتلك قدرة على معالجة كافة الصعوبات بأسلوب هادئ ومتزن، باختصار كان مرجعاً تربوياً وقيادياً للكثيرين».

يذكر، أن المربّي "عيسى الخليل" من مواليد "الرقة"، عام 1952.