باتت اليوم كلية الهندسة المدنية في "الرقة" تخرّج عناصر كفوءة مهيّأة للإسهام في مسيرة التنمية والبناء‏، فالكلية التي بدأت بتسعة طلاب أصبح عدد طلابها يفوق الألفين. وهذه حال بقية الكليات المفتتحة في "الرقة"، والتي تعتبر نواة حقيقية لإحداث جامعة مستقلة في المستقبل القريب، وهي بما لها وما عليها تشكل إضاءة في مجال التنمية الشاملة.

أسرة موقع eRaqqa زارت كلية الهندسة وحاورت عميدها الدكتور "عبد الرزاق رمضان"، الذي تحدث قائلاً: «إن أردت أن تحصد لسنة فازرع أرزاً، وإن أردت أن تحصد لعشر سنوات فازرع شجراً، وإن أردت أن تحصد للأبد فازرع أجيالاً، وهذه الزراعة هي التي أنتهجها السيد الرئيس "بشار الأسد" عندما كرّم المنطقة الشرقية بإحداث جامعة "الفرات" فيها، هذه المكرمة التي جاءت إيماناً منه بدورها في تنمية المنطقة بشرياً واقتصادياً وخدمياً.‏‏

مبنى كلية الهندسة المدنية مستأجر من اتحاد العمال لصالح جامعة "الفرات" وهو مكان ضيق، ولا يفي باحتياجاتها فعلياً، لأن المبنى غير مصمم أساساً ليكون بناءً جامعياً، لكنه حالياً يفي بالغرض المطلوب ولكن ذلك لا يؤثر على جوهر العملية التدريسية، وحالياً يسعى فرع الجامعة في محافظة "الرقة" لبناء كلية تتناسب مع احتياجات الطلبة العلمية والتدريبية، ونأمل أن يتم بناءه بأسرع وقتٍ ممكن

بعد أن انطلقت كلية الهندسة المدنية بالتجهيزات والإمكانات البسيطة أضحت تزخر اليوم بأحدث المخابر العلمية، وقد استطاعت تخريج دفعتها الأولى بنجاحٍ، وأوشكت على تخريج الدفعة الثانية لتكون رافدة لمؤسسات الدولة بدماءٍ شابةٍ جديدةٍ.‏

الدكتور عبد الرزاق رمضان عميد كلية الهندسة المدنية

إنّ التطور العلمي الذي شهدته وتشهده الكلية منذ إحداثها وحتى اليوم، ومساهمتها في رفد سوق العمل من خلال التعاون مع نقابة المهندسين وغرفة صناعة وتجارة الرقة، أكد أن الحصاد مثمراً، والنتائج الجيدة ثمار للتخطيط الجيد».

وعن كفاية الكوادر التدريسية في الكلية، وخططها لإيفاد معيدين جامعيين يحققون استقراراً علمياً في الكلية مستقبلاً. يقول "رمضان": «المستوى العلمي للمهندسين المحاضرين في كلية الهندسة المدنية عالٍ جداً، وتجاربهم واسعةً جداً في الدراسات والتنفيذ، إلا أن القليل منهم وخاصة الذين تم تكليفهم هذا العام لا يمتلكون مهارات التدريس كما يمتلكها زملاؤهم الذين يقومون بالتدريس منذ سنوات عدّة، ونحن في مرحلة بناء كادر تدريسي محلي يغطي الحاجة العملية للكلية، لأننا نعتمد على أعضاء الهيئة التدريسية من جامعتي "حلب" و"البعث"، ولا يمكن الاعتماد على أعضاء الهيئة الفنية من هاتين الجامعتين إلا بالحدود الدنيا، وهذا من شأنه المساهمة في استقرار العملية التدريسية في الكلية».

رئيس جامعة الفرات مع خريجي الدفعة الأولى

وعن مبنى الكلية استهل" الرمضان" حديثه قائلاً: «مبنى كلية الهندسة المدنية مستأجر من اتحاد العمال لصالح جامعة "الفرات" وهو مكان ضيق، ولا يفي باحتياجاتها فعلياً، لأن المبنى غير مصمم أساساً ليكون بناءً جامعياً، لكنه حالياً يفي بالغرض المطلوب ولكن ذلك لا يؤثر على جوهر العملية التدريسية، وحالياً يسعى فرع الجامعة في محافظة "الرقة" لبناء كلية تتناسب مع احتياجات الطلبة العلمية والتدريبية، ونأمل أن يتم بناءه بأسرع وقتٍ ممكن».

كما تحدث لموقعنا الطالب "مأمون قنطار"، الأول على دفعته وعلى مستوى القطر، قائلاً: «مضت خمس سنوات عشناها بين السطور، وعلى صفحات الكتب، وفي المخابر والحقول، لنصل أخيراً إلى ميدان العمل الحقيقي، عملت على متابعة دراستي ونظّمت وقتي بدقة وتفرّغت للدراسة بشكل كامل والفضل في ذلك يعود لله ثم لأبي وأمي حيث بذلا كل الجهد لنجاحي كما يعود الفضل في تفوقي للكادر التدريسي بأكمله، والذي أصبحت عضواً فيه، فأساتذتي البارحة أصبحوا زملائي اليوم، الذين لم يبخلوا علينا بمعلومة، ولم يقصروا في خدمة الطلاب، بل كانوا ملازمين لنا في مقاعد الدراسة وفي الحقول وساحات العمل».

وأضاف "القنطار": «إنّ يوم التخرج مهم بالنسبة لكل طالب ما زال على مقاعد الدراسة، لأنه يوم القطاف وسيتربع في ذاكرة كل طالب مدى الحياة، وأدعو زملائي الطلبة إلى استثمار الوقت والحرص على تطوير خبراتهم العلمية إذ أن التحصيل الدراسي لا يغني عن متابعة التعلم لاسيما وأننا في عصر يتجدد فيه العلم باستمرار.

كما أن كلية الهندسة المدنية في "الرقة" أصبحت مشهود لها بكفاءة خريجيها، ونأمل أن تكون جميع كوادرها من "الرقة" في المستقبل القريب، وهذا ما يساهم باستقرار العملية التعليمية».‏‏

يذكر أن كلية الهندسة المدنية (قسم الهندسة المائية – قسم المدني العام) في "الرقة" أحدثت في عام /2005/م.