أحب اختصاصه فحصد سبق التميز على أقرانه في جامعات القطر، إنه الطبيب "إسماعيل أحمد الدينو" الذي التقاه موقع eRaqqa في عيادته الطبية بتاريخ 6/9/2011 حيث قال عن مسيرته العلمية الأكاديمية:

«النجاح والتفوق منزلة شرف لا تدانيها منزلة، لا ينالها إلا من أعدَّ العدة لها، ويمم وجهه شطر عليائها».

النجاح والتفوق منزلة شرف لا تدانيها منزلة، لا ينالها إلا من أعدَّ العدة لها، ويمم وجهه شطر عليائها

عن مسيرته الدراسية تحدث قائلا: «أنا من أسرة ريفية تعمل بالزراعة، بحكم البيئة التي نشأت فيها درست الابتدائية والإعدادية في مزرعة "حطين"، وهي تبعد عن محافظة "الرقة" /6 كم/.

مع الأساتذة المشرفين على رسالة الماجستير

في بداية مسيرتي الدراسية لم أكن متميزاً، ونتائجي الدراسية كانت متواضعة، إلا أنني كنت أحب المدرسة كثيراً، بدأ تفوقي في الصف الخامس والسادس، عندما لاحظ المدرسون آنذاك قدرتي على الاستيعاب في المسائل الرياضية والحسابية، وحلها بشكل لافت للنظر، ثم تكرس هذا التفوق في صفوف المرحلة الإعدادية بنجاح، ومجموع في تمام المرحلة قدره /259/ درجة، ثم انتقلت بعدها إلى المدينة لدراسة المرحلة الثانوية في مدرسة "ابن خلدون"، وهي مدرسة عريقة في المحافظة، ولها باع علمي طويل في رفد كوادر جامعية بمختلف الاختصاصات والفروع الجامعية في جامعات القطر، وفيها أثبت تفوقي بين طلاب المدينة في مراحل التعليم الثانوي كافة، وكانت المحصلة في تمام المرحلة الثانوية المرتبة الأولى على المدرسة بمجموع قدره /222/ من /240/ على الرغم من الصعوبات التي واجهتها والمنافسة الشريفة من بعض زملائي في المدرسة، وأنا بالأساس لم أعتمد على الدورات لأنه في اعتقادي أن الدورات الخاصة مضيعة للوقت وعبء مادي ثقيل يرهق كاهل الأهل مهما كان شكلها فهي لا تصنع طالباً مثالياً، بل الطالب المجد المجتهد هو الذي يصنع مستقبله بنفسه لهذا كنت أعتمد على نفسي كثيراً».

وأضاف: «بدأت الحيرة بعد نجاحي في الثانوية العامة، وهذا لسان حال الكثير من الطلبة الرقيين حيث كان الهدف هو المجموع، ولم يكن عندي اطلاع على الفروع والاختصاصات الجامعية ودرجاتي لم تدخلني كلية الطب البشري، فدرست طب الأسنان في جامعة "حلب"، حيث قضيت خمس سنوات في دراستي، كانت حياة ملأى بالجد والصبر والعمل وسهر الليالي وفيها أثبت جدارتي وكنت من المتفوقين في الجامعة وبمعدل نهائي 72%.

من حضور رسالة الماجستير

وبعيداً عن موضوع الدراسة كان للجامعة أثر اجتماعي هام في نضج شخصيتي وتوسيع مداركي المعرفية في مناحي الحياة، وذلك بما ينشأ بين الطلاب من حوارات اجتماعية وثقافية وعلمية بين أبناء القطر، وهذا ما دفعني منذ السنوات الأولى الجامعية إلى التطلع إلى متابعة الدراسات العليا، ولن أكتفي بنيل الإجازة فقط، وحققت رغبتي وكان معدلي جيداً جداً في الجامعة أهلني للدراسات العليا في جامعة "تشرين" في "اللاذقية" اختصاص "تيجان وجسور"، وكنت من أوائل الطلاب في المحافظة أدخل دراسات عليا، والوحيد الذي نلت درجة "الماجستير" في علوم طب الأسنان بهذا الاختصاص وبدرجة امتياز 92% وسأكمل مشواري الدراسي وأنال درجة الدكتوراه في طب الأسنان في المستقبل القريب.

ومن هنا أقول: طلاب محافظة "الرقة" لا يقلون عن طلاب بقية المحافظات فهم قادرون على الوصول إلى أعلى درجات العلم، وكل طالب يجب أن يحب الاختصاص الذي يتعلمه وإن كان لا يرغب به فيجب أن ينظر إلى النواحي الايجابية فيه، ويزرع حب الاختصاص حتى يستطيع النجاح والتقدم العلمي».

وعن المؤثرين والذين ساهموا في تحقيق طموحه العلمي تحدث قائلاً: «من الأشخاص الذي لهم أثر بالغ في نجاحي أهلي البسطاء في حياتهم وثقافتهم الذين كانوا شركاء يتقاسمون معي نجاحي في كل المراحل الدراسية، قدموا لي كل ما بوسعهم من إمكانيات، وأتمنى من كل قلبي أن أسد جزءاً يسيراً من عرفانهم الجميل، وهنا لابد مني وواجب علي أن أذكر دور المعلمين في كافة المراحل الدراسية، فهم شموع ينيرون لنا مستقبلنا وجسور علم تعبرها الأجيال لغد مشرق، وهناك دائماً معلم أو أكثر ممن تحتفي به الذاكرة، وهنا أود أن أقدم امتناني وتبجيلي العميق ومحبتي لأستاذي في المرحلة الإعدادية مدرس الرياضيات المربي الفاضل "عماد فاخوري" وأتمنى له دوام الصحة والعافية».

وعن مسيرة الطبيب الرقي العلمية الناجحة "إسماعيل أحمد الدينو"، تحدث الإعلامي "محمد السويري" قائلاً عنه: «حالة مثالية، من الشباب في محافظة "الرقة" ومضرب مثل للطلبة في منطقتنا، وخاصة من قبل أولياء الأمور بما يتمتع من ذكاء ومحبة وتواضع وثقة بالنفس وكل الانجازات العلمية التي حققها كان جديراً بها.

كنا نعمل مع أهلنا في الحقول، ونساعدهم في جني المحصول، ونمارس أنشطتنا الرياضية بشكل مبالغ به من كرة قدم وشطرنج... مع هذا الواقع كله لم يثنِ من عزم الطبيب الطموح في تحقيق طموحه العلمي ونتائجه التراكمية العلمية الخلاقة، التي حصدها بكل تميز وتفوق، يعد بحق أنموذجاً مثالياً في مشواره العلمي تدعم مسيرة الطلبة الرقيين المتطلعين إلى عالم كل ما فيه نجاح وتميز وثقة بالنفس».