من يقرأ خواطرها التي خطتها في كتبها، لا بد أن يشعر بمدى وعيها الذي يفوق عمرها، ويلاحظ اختلاف ميولها عن أبناء جيلها؛ وهو ما يبشر بولادة روائية متميزة تسير بخطى ثابتة بعد أن تجاوزت كل العراقيل التي وقفت بوجه تحقيق أمنياتها ورغباتها.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 نيسان 2019، تواصلت مع الروائية "بيداء الصالح"، لتتحدث عن سيرتها الحياتية والأدبية، حيث تقول: «كنت الابنة الثانية لوالدي، درست المرحلة الابتدائية في مدرسة الشهيد "عدنان المالكي"، وتابعت المرحلة الإعدادية في مدرستي "الفارابي" و"حطين"، وأكملت المرحلة الثانوية في مدرسة "بلقيس" حتى انتقالنا إلى محافظة "اللاذقية" نتيجة الأحداث التي حلت بمدينة "الرقة"، حيث حصلت هناك على الشهادة الثانوية عام 2014، بعد أن توقفت عن الدراسة لمدة عامين بسبب سوء الأوضاع وعدم الاستقرار، ثم التحقت بالمعهد التقني الهندسي في جامعة "تشرين" في "اللاذقية"، لكن لم أستمر نتيجة ظروفي المادية، حيث اضطررت إلى ترك المعهد والعمل، واستعضت عنه بالتسجيل في التعليم المفتوح، ودراسة اختصاص إدارة الأعمال».

"بيداء الصالح" أنثى مكافحة بقدر ما هي حساسة وناعمة، امرأة مناضلة سعت نحو أحلامها وحققتها. نتاجها الأدبي أشبه بانتصارات، وكتاباتها تختلط فيها مجموعة من التخبطات النفسية، فهي تخرج ذاتها على الورق بكل شفافية، وتعامل القارئ بكل صدق وكأنه ذاتها، وتتحدث معه دوماً بالأسلوب المباشر؛ وهذا ما يجعل القارئ متفاعلاً دوماً معها وقريباً منها

وعن تعلقها بالأدب وكتابة الرواية تقول: «ربما تكون البداية غريبة بعض الشيء، كان ذلك في عام 2009، حيث كنت أتابع مسلسلاً كرتونياً على قناة "سبيستون" اسمه "إيميلي"، وهو عبارة عن سيرة ذاتية للكاتبة الإنكليزية "إيميلي برونتي"، حيث أحببت أسلوبها في الكتابة، ولشدة تعلقي بمؤلفاتها الشهيرة "مرتفعات وذرينغ" أعدت قراءتها خمس مرات خلال شهر واحد، ثم باشرت الكتابة عندما قرأت أن الكاتبة قد دونت رثاء لأستاذها الراحل الذي تحبه، ووجدت نفسي أشرع بالكتابة من دون وعي لما أفعل، حيث كانت الحروف تخرج عنوة من داخلي، فاكتملت عندي قصيدة أطلقت عليها اسم "أوتار العود الحزين"، لكن قمت بعد ذلك بتمزيقها وإتلافها نتيجة شجار وقع بيني وبين والدي.

كتابها "عيناه خضراء كالقهوة"

أقول في مطلعها:

الكاتبة فرح وحيد الحويجة

أبكتني أوتار هذا العود الحزين

شجت ثنايا صدري على بحر السنين

وبعدها تابعت الكتابة على الرغم من معارضة والدي بشدة على هذه الخطوة، خاصة لكوننا من مجتمع رقاوي، حيث تعدّ هذه الخطوة مغامرة بالنسبة لفتاة في ذاك الوقت، وخصوصاً أنها تفضل كتابة السياسة الهزلية، فتشاجرنا مراراً حول هذا الأمر، وحاول بشتى الطرائق قطع أجنحة قلمي لكنه أبَى وسكب ما في قلبه من مشاعر على الورق، وتابعت على الرغم من كل العراقيل».

وعن إنتاجها الأدبي منذ انطلاقتها تقول: «كان عبارة عن عدة كتب؛ أهمها كتاب بعنوان: "عيناه خضراء كالقهوة" حيث قمت بإصداره عام 2016 في "مصر" عن دار "ببلومانيا" للنشر والتوزيع، وتعرض الاسم للانتقاد بشدة لا توصف نتيجة غرابته ومخالفته للغة، لكنه وصل الآن إلى أوروبا بعدما اجتاح الوطن العربي، وهو عبارة عن مجموعة نصوص وخواطر جمعت فيه كل ما خالجني، وهو أشبه بمجموعة القهوة بأنواعها السادة، والحلوة، والمرّة، وقد ملأته بالحب للحبيب والوطن الذي أصبح كل شبر فيه مقبرة. والثاني عنوانه: "هايبومنيا"، قمت بإصداره إلكترونياً فقط عام 2017، وهو عبارة عن تغريدات على "التويتر". والثالث: "حماقة قلب"، الذي قمت بكتابته عام 2015، وقمت بتعديله عدة مرات حتى قمت بنشره عام 2019 في "سورية"، ولاقى رواجاً كبيراً من فئة الفتيات والفئة العمرية من 40 عاماً فما فوق، وأحببت ذلك بشدة، وهو عبارة عن رواية من "الرقة"، بأسماء منها، وأسماء لأشخاص واقعيين فيها.

وبعد توزيع إصداراتي، تم تكريمي من قبل الجالية السورية في "مصر"، ومنها "جمعية العطاء السورية" عام 2017».

"فرح وحيد الحويجة" الكاتبة الرقاوية، عنها تقول: «"بيداء الصالح" أنثى مكافحة بقدر ما هي حساسة وناعمة، امرأة مناضلة سعت نحو أحلامها وحققتها. نتاجها الأدبي أشبه بانتصارات، وكتاباتها تختلط فيها مجموعة من التخبطات النفسية، فهي تخرج ذاتها على الورق بكل شفافية، وتعامل القارئ بكل صدق وكأنه ذاتها، وتتحدث معه دوماً بالأسلوب المباشر؛ وهذا ما يجعل القارئ متفاعلاً دوماً معها وقريباً منها».

يذكر، أن الروائية "بيداء الصالح" من مواليد "الرقة"، عام 1995، تقيم حالياً في "اللاذقية".