يخطّ لوحاته الفنية بعدة خطوط عربية وبدقة على الرغم من صغر سنّه؛ فهو ظاهرة برأي بعض المختصين، حصل على لقب أصغر خطاطي العالم من "منظمة المؤتمر الإسلامي" قبل أن يتجاوز عامه الثالث.

الطفل "محمد ضبة" خطّ أولى كلماته بقلم "الجاوا" في عمر السنتين، وقُدمت تجربته للمعايرة على كبار الخطاطين قبل أن يتعلّم القراءة بعد، وهنا كانت القصة بحسب حديث والده الخطاط "خليل ضبة": «في عمر العامين طلب "محمد" قلم القصب ليكتب به، وهذا الطلب لم يفاجئني؛ لأنه كان يراقبني باستمرار ولساعات طويلة، فضحكت وطلبت منه الابتعاد كي لا يعيقني بالكتابة، فصمّم على البقاء، فأعطيته القصبة، وهنا كانت الغرابة الأولى عندما بدأ يديره بين أصابعه حتى أمسك به بطريقة سليمة، وعندما بدأ الكتابة كانت الغرابة الثانية لدقة ما كتبه وجودته، علماً أنه لم يكن يدرك القراءة بعد، وإنما يصور ما يشاهده بدقة.

الخطاط الصغير "محمد" ظاهرة فريدة؛ لأنه لم يسبق لنا أن رأينا طفلاً بعمره يكتب بهذه الطريقة السلسة والدقيقة، فهو يشتغل لوحاته الفنية بروحه الطفولية وبمهارة الخطاطين المخضرمين، واللقب الذي حصل عليه يستحقه

لم يفتني أن أصوّر هذه الحالة الفريدة بطريقة الفيديو لعدة دقائق لأحتفظ بها، وخلال مشاركتي عام 2001 في كتابة مصحف دبي ضمن ملتقى "رمضان لخط القرآن الكريم" بمشاركة ثلاثين خطاطاً عربياً وعالمياً، وبحضور لجنة عالمية مختصة بالخط العربي، ومن بينهم الخطاط "مصعب خضير بورسعيدي"، قدمت لهم مقطع الفيديو ولم يصدقوا إلا بعد تحليل معمق من قبل اللجنة، لما وصفوها بالظاهرة الفريدة، لأنه أول طفل يكتب بمهارته، فعرضوا الفيديو على وزير الثقافة آنذاك، ونتيجة ذلك تم توجيه دعوة لحضور "محمد" الملتقى على أن يكون من خارج "سورية" ومن دولة مجاورة، فرفضت الفكرة.

وضمن أعمال "منظمة المؤتمر الإسلامي" عرض الفيديو، ومنح "محمد" لقب أصغر خطاطي العالم من قبل لجنة الحفاظ على التراث الإسلامي».

أما الخطّاط "محمد القاضي" وخلال اتصال هاتفي معه، فيقول: «الخطاط الصغير "محمد" ظاهرة فريدة؛ لأنه لم يسبق لنا أن رأينا طفلاً بعمره يكتب بهذه الطريقة السلسة والدقيقة، فهو يشتغل لوحاته الفنية بروحه الطفولية وبمهارة الخطاطين المخضرمين، واللقب الذي حصل عليه يستحقه».

محمد ضبة

وفي لقاء مدونة وطن "eSyria" مع الطفل "محمد ضبة" بتاريخ 5 آب 2016، حدثنا عن شغفه بالخط العربي، يقول: «بدأت خط الحرف العربي منذ كان عمري عامين، حيث كانت ميولي تجاه الكتابة وكأن الموروث من والدي يفعل فعله، فالانحناءات في الخط العربي رائعة جداً وتشدني إليها، فترى يدي تتمايل وهي تشتغل بها، وكأنها تتمايل فرحاً بما تقوم به».

ويتابع: «كتابة لوحة الخط العربي لا يمكن أن تتم بأسلوب عبثي لمجرد الكتابة بالنسبة لي، وإنما يجب التركيز على أدق التفاصيل مهما صعبت مخارج الحروف، وخاصة في تتالي نوعيات الخطوط المراد الكتابة بها، كالخط الديواني والثلث اللذين أحب، علماً أنني أتقن خط النسخ».

الخطاط خليل ضبة

يذكر أن "محمد ضبة" من مواليد "الرقة" عام 2007، ويقيم في "طرطوس".