جاور الإنسان نهر الفرات منذ القديم، واكتشف الكهوف الواقعة على الضفة اليسرى من نهر الفرات، في الجزيرة، وضمن الهضبة التي تشرف على وادي الفرات، وتعتبر مدينة "الرقة" غنية بالتجويفات الطويلة والكهوف ذات المنشأ الطبيعي نتيجة للانكسارات الصخرية الكثيرة.

الباحث "محمد العواد" أشار لمدونة وطن eSyria عن كهوف "الرقة" بالقول: «تقع كهوف الفرات على الضفة اليسرى من نهر الفرات، في الجزيرة، وضمن الهضبة التي تشرف على وادي الفرات، وتبعد عن مدينة الرقة نحو35 كم غرباً، وتمتد على مساحة تصل إلى نحو 10كم2، تبدأ من غربي "السلحبية" وتقع في أسفل قريتي "سحل الخشب" و"السويدية" وهما منطقتان أثريتان تقع بالقرب منهما مدافن قديمة إضافة إلى العديد من الكهوف الطبيعية التي تشكلت عبر الزمن، ومن تلك الكهوف "كهف القاطر" عبارة عن كهف طبيعي كارستي، يقع في قرية الفيحاء على جبل البشري على بعد15 كم عن مركز مدينة الرقة باتجاه الجنوب الشرقي، حيث يبعد عن طريق عام الرقة- دير الزور 2كم تقريباً، وتتألف مغارته من باحة واسعة وممتدة يصل طولها إلى أكثر من 100م وعرض أقل من 60م وهي تطل عليك بكل شموخ وكبر لارتفاعها، وقد توزعت أرضيتها المستوية بين يابسة واسعة- تحاذيها بحيرة عميقة من المياه تشكلت عبر السنين من خلال مياه الأمطار التي تتقاطر من سقف الكهف ولهذا سميت "القاطر"، وللكهف منافذ متعددة شرقي المدخل الرئيسي وغربه وله فتحات عديدة أغلبها عمودية، يقال إن مياهه ربما أتت من الرصافة عبر نهر تحت الأرض، أو ربما عبر أنهار صغيرة متعددة تحت الأرض، وتتقاطر فيها المياه كاللآلئ الرطبة في الشتاء».

هناك كهوف السويدية ويعتقد أن الإنسان استخدمها فيما مضى بقصد السكن الجماعي ويتواجد هذا النوع البسيط التجويف أسفل قرية "السويدية" على طريق مدينة الثورة، وهناك مغارة "بغيديك" صنعتها يد الإنسان القديم فحملت بين طيات صخورها عبق الماضي وعراقته، وهي عبارة عن مغارة حفرت بالصخور ذات غرف كثيرة وكبيرة كان يستخدمها الإنسان القديم بقصد السكن

وأضاف "عواد" بالقول: «هناك كهوف السويدية ويعتقد أن الإنسان استخدمها فيما مضى بقصد السكن الجماعي ويتواجد هذا النوع البسيط التجويف أسفل قرية "السويدية" على طريق مدينة الثورة، وهناك مغارة "بغيديك" صنعتها يد الإنسان القديم فحملت بين طيات صخورها عبق الماضي وعراقته، وهي عبارة عن مغارة حفرت بالصخور ذات غرف كثيرة وكبيرة كان يستخدمها الإنسان القديم بقصد السكن».

داخل كهوف الرقة

السيد "محمد الهادي" من سكان "السلحبية" قال: «مازالت الكهوف تحمل أسماء من سكنوها حتى الآن، وقد استمروا في سكنها حتى العام 1952 حين شيّدوا بيوتاً من الطين وهجروها، حيث كانت الكهوف الأثرية الفراتية مجهولة، إلاّ لأصحابها سكان قريتي "سحل الخشب" و"السويدية".. قلتُ لأصحابها، وقد قصدت ذلك، فالسكان استوطنوا هذه الكهوف وجعلوها منازل لهم إلى جانب بيوت الشعر، لقد سكنوها مع أغنامهم وحيواناتهم، والكهوف ذات مداخل متعددة، وقد حفرت حفراً في الهضاب، وهي غير عريضة، لكنها طويلة ومتواصلة وتنفتح على بعضها بعضاً وكأنها مدينة كاملة، وهي حالياً مملوءة بالرمل والتراب، ومعرضة للانهيار والانهدام والتخريب، مع أنها صالحة للاستثمار، إذا ما تم تنظيفها من الأتربة، لتكون كالمظلات على "بلاج" الفرات».