ما يلاحظ في أغلب مطاعم مدينة "الرقة"، وجود سيخ من "الشاورما"، منصوباً بالقرب من مدخل المطعم، أو بجانبه، حيث يتزاحم عليه الناس الذين لا يرغبون الدخول إلى المطعم، والاكتفاء بوجبة سريعة لذيذة، حتى أضحت هذه الوجبة طقساً من طقوس الوجبات السريعة، التي صارت تنافس "الفلافل"، و"الفول"، اللذين يعتبران في مقدمة الوجبات الشعبية السريعة في مدينة "الرقة".

موقع eRaqqa وبتاريخ (20/12/2008)، زار مطعم "الشهباء" الشعبي، الذي يبيع الدجاج المشوي بكافة صنوفه، وكان سيخ "الشاورما" موجوداً أمام المحل، فالتقينا السيد "أحمد محمد الحماد"، صاحب المحل، فحدثنا عن هذه الوجبة وتاريخها، فقال: «هذه الوجبة السريعة، جاءت إلى بلادنا من تركيا، وكانت فيما سبق تحضر من لحم الغنم، التي لم تعد موجودة في السوق، نظراً لانتشار "شاورما" الدجاج، حيث صارت مظهراً يستوفي به أي مطعم حاجات زبائنه، وفي البداية كان إعدادها يمثل بالنسبة لصاحب المطعم مغامرة، إذ لم يكن الإقبال عليها كما هو اليوم، لعدم معرفة الناس سابقاً بكيفية إعدادها ومما تتكون، ولكنها اليوم تلاقي طلباً كثيراً في الصيف والشتاء على حد سواء، وصار أصحاب المطاعم يتفننون في طريقة عرضها وإعدادها، حتى صارت وجبةً تطلب إلى المنازل، بعد أن كانت عبارة عن "سندويتش" سريع».

يحدث أحياناً وبسبب ضغوط العمل في المحل، ألا أستطيع الذهاب للمنزل، لتناول طعام الغداء، فنتناول وجبة "شاورما"، التي أجد فيها شخصياً الكثير من المتعة، إنها وجبة لذيذة، وأجدها تغني عن الجوع

أما عن طريقة إعدادها فيحدثنا الشاب "محمد عبد الغني"، الذي يتولى عملية إعدادها، فقال: «الفروج المستخدم هو طازج، حيث يتم ذبحه يدوياً، ثم يقوم عمال متخصصون بتنظيفه وغسله بالماء والملح، ثم يسلخ اللحم عن العظم، وخلال ذلك نقوم بتحضير "التبلة" الخاصة به، والمؤلفة من البهارات العربية، والليمون، والخل، والثوم، والكاري، حيث ينقع لحم الفروج بها حتى اليوم التالي، فأقوم بلظمه بالسيخ الخاص بـ"الشاورما"، ونراعي عدم إضافة أيَّ دهون أخرى، ونضعه على الآلة، وتبدأ عملية تعريضه للحرارة بالطريقة المألوفة لكل الناس، الذين أصبح منظر سيخ "الشاورما" مألوفاً لهم، ويكون الخبز السياحي جاهزاً، حيث يضاف لكل "سندويتش" كريم الثوم، والبندورة، والمخلل، والمحمرة، وصحتين وهنا».

صاحب المحل السيد "محمد الحماد"

كما تحدث لموقعنا أحد الزبائن، السيد "ياسر عاكولة"، الذي يملك محلاً لبيع الألبسة الجاهزة، بالقرب من محل بيع "الشاورما"، فقال: «يحدث أحياناً وبسبب ضغوط العمل في المحل، ألا أستطيع الذهاب للمنزل، لتناول طعام الغداء، فنتناول وجبة "شاورما"، التي أجد فيها شخصياً الكثير من المتعة، إنها وجبة لذيذة، وأجدها تغني عن الجوع».

ويذكر أنَّ وجبة "الشاورما" أدخلت لمدينة "الرقة"، في عام /1993/م، عندما افتتح مطعم في شارع "تل أبيض" مقابل مشفى "الرسالة" حالياً، وكان اسمه "صحتين"، ومنه انطلقت هذه الوجبة إلى بقية المطاعم، والمحلات، في محافظة "الرقة".

زبائن
طبق شاورما منزلي.