يعتبر الكادر البشري المحرك الأساسي للمؤسسة الصحية، ويكثر الحديث عن دوره الكبير في تفعيل استثمار تلك المؤسسات في هذه الآونة من قبل المهتمين بهذا الشأن، حيث صار يطرح في أغلب الحوارات التي تعنى بالشأن الصحي.

مديرية صحة "الرقة"، التي تعتبر هذا الأمر من أولويات عملها، كي تستطيع مؤسساتها الصحية، المنجزة منها، والتي قيد الإنجاز، أن تؤدي دورها بالصورة المثلى، من تلبية حاجات المواطنين، لا تألو جهداً في تخصيص هذا الباب جلَّ اهتمامها، ومن الصور التي تسلكها في ذلك، إيلاء مدرسة التمريض في "الرقة" اهتماماً ملحوظاً، باعتبارها النواة الرئيسية في تأمين جزء لا يستهان به من هذا الكادر البشري، عبر تخريجها الممرضين والممرضات، والقابلات القانونيات.

تقع مدرسة التمريض في الحرم التابع للمشفى الوطني في "الرقة"، وقد تم افتتاحها في عام /1977/م، بقصد رفد المؤسسات الصحية بعناصر تمريضية، ذات كفاءة علمية

موقع eRaqqa وبتاريخ (9/6/2009)م، التقى مدير صحة "الرقة"، الدكتور "فيصل الشعيب"، للوقوف معه على الدور الذي تلعبه هذه المدرسة في رفد المؤسسات الصحية بالكادر البشري، وشرح مبسط عن هذه المؤسسة الهامة، ودورها في تنمية القطاع الصحي، حيث بدأ حديثه لنا معرفاً بالمدرسة فقال: «تقع مدرسة التمريض في الحرم التابع للمشفى الوطني في "الرقة"، وقد تم افتتاحها في عام /1977/م، بقصد رفد المؤسسات الصحية بعناصر تمريضية، ذات كفاءة علمية».

المدرسة من جانب آخر

ويتابع "الشعيب" حديثه عن هذه المدرسة منوهاً بأهدافها، فيقول: «يعتبر تخريج الممرضين ذوي القدرة من أهم أهداف المدرسة، تلبيةً للاحتياجات الصحية في المدن والأرياف التي تتواجد فيها تلك المؤسسات، مراعين أن يكون لديهم القدرة على الاستمرار في دعم تلك المؤسسات بكل ما هو جديد في علم التمريض، عبر إتباعهم دورات تقيمها المديرية، باستقدامها للخبرات المؤهلة التي تتولى تدريبهم، كما يعتبر تشجيع مزاولة مهنة التمريض المرتكزة على البحث العلمي، من أهم أهداف المدرسة، إضافةً لتوفير فرص التعليم المستمر لهؤلاء الخريجين».

وللإطلاع على جديد هذه المدرسة، تحدث لنا مديرها الدكتور "مهند مشوَّح" قائلاً: «إنَّ المنهاج الدراسي خاضع لمعايير وزارة الصحة السورية، ولدينا حالياً برنامج امتحانات نخضع له طلابنا حاولنا أن يلم بمتطلبات الجديد في هذه المهنة من خلال تقسيم الطلاب إلى مجموعات تحت إشراف مدربين اتبعوا دورات متقدمة بجديد الخدمة الطبية في وزارة الصحة، ونأمل من خلال هذه الطريقة الجديدة أن نضع الخريجين في جو من الالتزام المهني يجعلهم فاعلين في المراكز الطبية فور تخرجهم.

مدخل المرسة

كما حرصنا على إيفاد المتفوقين منهم إلى دورات داخلية بالقطر ذات برامج متميزة، ويقومون فور انتهاء هذه الدورات بنقل تلك المعلومات الحديثة إلى زملائهم من الطلاب الذين لم يتخرجوا بعد، تحت إشراف مباشر من قبل مدربينا المؤهلين، ولدينا حالياً في المدرسة مدرب موفد من قبل وزارة الصحة حاصل على الماجستير في التمريض، يخضع طلابنا لدورات مكثفة بكل ما هو معمول به في المشافي المتطورة بما يخص عمل الكادر التمريضي».

ولمعرفة مدى تأثير مثل هذه الدورات على الطلاب التقينا عدداً من الطلاب في هذه المدرسة، وتحدثت لنا الطالبة في السنة الثالثة "لينا العلي"، حيث قالت: «لدينا في كل عام مادة تعنى في البحث العلمي تعطى نظرياً، ثم يتم تطبيقها في المشافي والمراكز الصحية، وتقوم المدرسة بالتصنيف العملي لموادنا النظرية فتتم ترجمة بعض الأبحاث العلمية لنستعين بها كمرجع في مكتبة المدرسة، كما يشجعنا المدربون على الاجتهاد الذاتي بالبحث بأنفسنا عن المعلومة أياً كان مصدرها، ونحن بذلك نرفع السوية العلمية لنا حتى نستطيع أن نكون فاعلين عند تخرجنا».

مدير صحة الرقة

أما الطالب "أحمد الخلف" فقد تحدث لنا عن أهمية التأهيل التي تقوم بها المدرسة لرفع سوية الطلاب العلمية: «لم يعد عمل الممرض منحصراً في حقن الإبر العضلية كما يتصور الأغلبية، فبتزوده بالمعلومات النظرية الجديدة، وإتباعه للدورات العملية التي تخضعنا لها المدرسة، نكون قادرين على مساندة الطبيب المعالج من جهة، وبث الراحة لدى المريض، الذي أصبح يدرك أننا نتمتع بقدرة عملية وعلمية تساعده كثيراً بالوصول لمرحلة الشفاء، وهذه الدورات تساعد على تقليص الهوة بين معلومات الطبيب، وبين ما يعرفه الممرض من الناحية العلمية، ويرتد كل ذلك إيجاباً على مصلحة المريض».

ويختتم السيد مدير صحة "الرقة" حديثه لنا عن المدرسة، فيقول: «تتم الدراسة في كل عام على فصلين دراسيين، وفي السنة الثالثة يخضع كل الخريجين لامتحان مركزي شامل لكل السنوات، ولقد بلغ عدد خريجي هذه المدرسة للسنوات السابقة /1500/ طالباً وطالبة، منهم /250/ قابلة قانونية، وأغلب أولئك الخريجين كانوا من محافظات أخرى، وتم نقلهم إلى محافظاتهم بناءً على طلب شخصي منهم، بعد أن أنهوا فترة التزامهم بالمدة بعد التخرج، ومنذ عام /2002/م, لم نعد نقبل في مدرسة تمريض "الرقة" سوى أبناء المحافظة حصراً، لضمان خدمتهم في المحافظة بشكل دائم، وتلافي العجز في عدد العناصر في المشافي والمراكز الصحية إن وجد، ومجموع عدد طلاب مدرستنا حالياً /295/ طالباً وطالبة، ونسعى لأن يكون للمدرسة دور كبير في توزيع الخريجين على المناطق التي تتوزع فيها مراكزنا الصحية ومشافينا».