«تعتبر محافظة "الرقة" إحدى بوابات سورية إلى تركيا والعالم، عبر الممر الحدودي في "تل أبيض"، ونقطة وصل بين المحافظات الشرقية، ومحافظات القطر الشمالية والوسطى، حيث تبعد عن "دير الزور" بحدود /135/كم، وعن "الحسكة"، بحدود /230/كم، وعن "حلب" بحدود /200/كم، وعن "حمص" بحدود /265/كم، وعن "حماة" بحدود /260/كم، وعن "دمشق" بحدود /430/كم.

تمتاز "محافظة "الرقة" بتنوع مناخي، وتنوع في المقومات الطبيعية السياحية، والمواقع الأثرية والدينية، والحرف اليدوية التقليدية، والعادات والتقاليد الشعبية، وحرارة الاستقبال، وكرم الضيافة».

الطبيعة في "الرقة" متنوعة بشكل واضح من جبال، وغابات، وهضاب، وسهول، وأنهار، ومغاور، وكهوف، وبحيرات طبيعية، واصطناعية، وبواد ومحميات طبيعية، وحوائج نهرية، مما يجعلها مقصداً رئيساً للسياحة الطبيعية والبيئية، إضافة إلى توفر تنوع حيوي للحيوانات البرية والطيور المقيمة والمهاجرة

هذا ما ذكره لموقع eRaqqa بتاريخ (9/11/2009) الدكتور "فيصل مصطفى الحسن"، مدير السياحة في "الرقة"، في معرض حديثه عن واقع السياحة ومقوماتها في "الرقة".

قلعة جعبر

ويتابع في ذات السياق، قائلاً: «تمتلك المحافظة كل المقومات، التي ستجعلها في القريب العاجل، محافظة سياحية، فمن سياحة الآثار والثقافة والتراث، عبر مئات المواقع المنتشرة في ربوعها، والتي تحكي قصة عشرة آلاف سنة من تاريخ البشرية، والحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة، ومازالت آثارها شاهد على عظمتها.

ومنها آثار مدينة "الرقة"، ومدينة "الرصافة، وقلعة "جعبر"، ومملكة "توتول"، وأول مسكن في التاريخ، في موقع "تل المريبط"، إلى السياحة الدينية في مقام النبي "إبراهيم"، ومقام الصحابة والتابعين "عمار بن ياسر"، و"أويس القرني"، و"أبي بن قيس النخعي"، و"وابصة بن معبد الأسدي"، وكاتدرائية القديس "سرجيوس"، وكنيسة "الزوراء" في الرصافة، و"دير زكى"، إلى السياحة البيئية في بحيرة "الأسد" وضفافها، ومحمية جزيرة "الثورة"، التي تقع في قلب بحيرة "الأسد"، والحوائج النهرية (الجزر الفراتية) في نهر "الفرات" العظيم، وعلى امتداد النهر في المحافظة، ومغارة "الكاطر"، التي تعتبر ثاني أطول مغارة في العالم، وكهوف "سحل الخشب"، و"بغديك".

الجامع القديم

هذا التنوع الكمي والكيفي في كنوز "الرقة"، يرشحها لتكون في مقدمة المدن السياحية في القطر العربي السوري، وليس عبثاً اختيار "هارون الرشيد"، الخليفة العباسي لمدينة "الرقة"، مصيفاً له، ومقراً للخلافة العباسية في السنوات الأخيرة الخمس من خلافته».

وعن نقاط القوة التي ترشح "الرقة" لتكون مدينة سياحية من الطراز الأول، يقول "الحسن": «تتنوع نقاط القوة، التي تعتبر مقدمة أساسية لقيام صناعة سياحية في "الرقة"، ومن أهمها، توسط محافظة "الرقة" لمحافظات القطر الشرقية والشمالية والوسطى، ووجود بوابة حدودية مع تركيا، وحرارة الاستقبال، وكرم الضيافة، وتزايد عدد الفنادق بكافة المستويات، ووجود طاقة مبيت رديفة للفنادق، كدور للضيافة، ومطاعم بكافة المستويات، وشبكة طرق برية، وسكك حديدية، ومراكز الخدمة البريدية والهاتفية، وتوفر شبكات الكهرباء والمياه، ووسائل الاتصال الحديثة.

كنيسة القديس سرجيوس في الرصافة

أيضاً تمتاز محافظة "الرقة" بمناخ بارد شتاءً، وحار صيفاً، وقد ساعد تشكل بحيرة "الأسد" بزيادة الرطوبة في المحافظة، وتلطيف الجو فيها، كما تمتاز بكثافة وتنوع المواقع الأثرية، التي تحتضنها، والتي تجعل منها مهداً للحضارات، فهي متحف كبير، يضم آثاراً لحضارات تعاقبت على هذه المنطقة، وهي مهدٌ لأقدم مسكن في التاريخ في موقع "المريبط"، والتي يعود تاريخها إلى الألف التاسع قبل الميلاد، إضافة لوجود مئات التلال والمواقع الأثرية، التي ترسم تاريخ الحضارة الإنسانية، وتحقق تنوعاً يجعلها مقصداً رئيساً للسياحة الثقافية».

ويتابع "الحسن" حديثه عن طبيعة "الرقة"، قائلاً: «الطبيعة في "الرقة" متنوعة بشكل واضح من جبال، وغابات، وهضاب، وسهول، وأنهار، ومغاور، وكهوف، وبحيرات طبيعية، واصطناعية، وبواد ومحميات طبيعية، وحوائج نهرية، مما يجعلها مقصداً رئيساً للسياحة الطبيعية والبيئية، إضافة إلى توفر تنوع حيوي للحيوانات البرية والطيور المقيمة والمهاجرة».

شكل افتتاح بوابة "تل أبيض" الحدودية أهمية كبرى في زيادة نقاط الجذب السياحية، عن ذلك يقول "الحسن": «إثر افتتاح بوابة "تل أبيض" الحدودية، تزايد أعداد القادمين إلى "الرقة"، حيث ارتفع عددهم إلى أكثر أربع مرات مقارنة مع عام /2007/، كما ازداد عدد السائحين بهدف السياحة الثقافية، وخاصة لموقعي "الرصافة" وقلعة "جعبر"، والسياحة الدينية، التي استقطبت أعداداً كبيرة في مقام الصحابي "عمار بن ياسر"».

ويختتم "الحسن" حديثه عن نقاط القوة في سياحة "الرقة"، قائلاً: «تطورت خبرة أهل "الرقة" في عقد الملتقيات والمعارض والمهرجانات، والمشاركة فيها، مثل مؤتمر استثمار المنطقة الشرقية، وملتقيات سوق الاستثمار السياحي، وغقامة قداس "الرصافة"، والمعارض العلمية، ومهرجانات الفنون المسرحية، والرواية العربية، والشعر العربي، والفنون التشكيلية، وربيعة الرقي للشعر، ومسابقة "البتاني" للقصة القصيرة، ومهرجان ومسابقة "عبد الحميد الكاتب" للخط العربي، ومهرجان "الرقة" للفنون الشعبية.

كما ساهم صدور عدّة تشريعات في مجال التسهيلات، والإعفاءات الضريبية المقدّمة لجذب المستثمرين العرب والأجانب والمحليين، في تعزيز فرص الاستثمار، إضافة إلى القرارات الصادرة عن المجلس الأعلى للسياحة، التي رسمت ملامح بيئة استثمارية جديدة وجاذبة، في ظل وجود مواقع بمساحات كبيرة قابلة للاستثمار السياحي. وأخيراً إن وجود مدرسة فندقية في "الرقة"، يمكن تحويلها إلى مركز تدريب على مستوى المنطقة الشرقية، سيعزز من ثقافة الخدمة السياحية، وبساهم في تطوير البنى السياحية في المحافظة».