«الفشل الكلوي هو أحد الأمراض الذي يصيب الكليتين، وينتج عنه في النهاية توقف كلي أو جزئي لعمل الكليتين، حيث لا تقوم بوظائفها بالشكل الكامل، ما يؤدي إلى تراكم السموم في أنحاء الجسم، وتوقف الكثير من الأعضاء الحيوية فيه، علماً أن الأسباب المؤدية للإصابة بالفشل كثيرة، وتختلف من منطقة إلى أخرى.

وكثيرون من المرضى الذين يصابون به لا تتوافر لديهم الإمكانيات اللازمة للتداوي، فيتأخر بالعلاج، ويتفاقم معه المرض نتيجة تشكل الحصيات في الكلى، والتهابات المجاري البولية، أو نتيجة الإفراط في تناول بعض العلاجات، وقد تؤثر بعض الأمراض الوراثية كالضغط، والسكر، على ظهور الفشل الكلوي».

أبلغ من العمر /70/ عاماً، ومنذ عشر سنوات وأنا أقوم بالغسيل الكلوي، في المشفى الوطني، وأجري الغسل ثلاثة أيام في الأسبوع، ولمدة أربع ساعات في الجلسة الواحدة. وأتمنى أن يكون هناك برنامج توعية للمواطنين بطرق الوقاية من هذا المرض، وخلق وعي مجتمعي لدى المواطنين

هذا ما ذكره لموقع eRaqqa بتاريخ (24/11/2009)، الدكتور "أحمد حافظ"، رئيس قسم الكلية الصناعية في المشفى الوطني في "الرقة" في معرض حديثه عن مرض الفشل الكلوي، والخدمات التي يقدمها قسم الكلية الصناعية في المشفى الوطني.

د. أحمد الحافظ مع إحدى المريضات

وعن بدايات تأسيس قسم الكلية الصناعية في المشفى الوطني بـ "الرقة" تحدث "حافظ" قائلاً: «تأسس القسم في عام /1989/، واحتوى على جهازي غسيل كلية صناعية، وبدأ يتطور تدريجياً مع ازدياد عدد المرضى، وتطور وسائل تشخيص القصور الكلوي، وفي عام /1994/ كان هناك أربعة أجهزة لغسيل الكلية الصناعية، وفي عام /2002/ أدخلت أجهزة حديثة، ونسقت الأجهزة القديمة، وبدأنا بإجراء جلسات الكلية الصناعية وفق المعايير التقنية الحديثة المعمول بها عالمياً في كل المراكز المتقدمة عربياً ودولياً، ومن ذلك الحين لا يكاد يمر عام دون إدخال أجهزة حديثة إلى القسم.

وتحوي الشعبة حالياً /30/ جهازاً لغسيل الكلية، وهي من أحدث ما أنتجته الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، ويبلغ عدد المرضى الخاضعين للعلاج الدائم بالكلية الصناعية /170/ مريضاً، يخضعون لثلاث جلسات أسبوعية، عدا حالات القصور الكلوي الحاد التي تتطلب علاجاً مؤقتاً قد يشفى بعده المريض».

خلال الغسيل الكلوي

وعن الخدمات التي يقدمها القسم للمرضى، تحدث "الحافظ" قائلاً: «لا يقتصر عمل القسم على إجراء الغسل الدموي فقط، ولكن القسم مجهز بأحدث الوسائل التشخيصية والعلاجية لكافة أمراض الكلية، إضافة لتوفر /10/ أسرة لمتابعة المرضى المصابين بأمراض كلوية، أو ارتفاع ضغط شرياني، أو تحضير مرضى زرع الكلية ومتابعتهم.

عندما نشخص حالة القصور الكلوي المزمن، نقوم بتحري التهابات الكبد الفيروسي لدى المريض قبل وضعه على جهاز الكلية الاصطناعية، وبعدها نجري له عملاً جراحياً لوضع مأخذ وعائي دائم أو مؤقت، ثم يطبق المريض برنامج حمية وعلاج دوائي دائم، ويعطى لقاح لالتهاب الكبد "B"، وتقرر له مواعيد الجلسات اعتماداً على حالته الصحية، ومكان إقامته.

أما في حالات القصور الكلوي الحاد أو بقية الأمراض، نقوم بفحص المرض وإجراء "إيكو" على الجهاز البولي، بالإضافة إلى بعض التحاليل والاستقصاءات، ومن بعدها تقديم العلاج، ويقدم القسم أيضاً العلاج بهرمون "الأرثيوبروتين" لمعالجة فقر الدم لدى مرضى القصور الكلوي».

ويتابع "حافظ" في ذات السياق قائلاً: «نحن نطمح لتوسيع القسم، بحيث نتمكن من تقديم المعالجة بظروف فنية أفضل، وبعدد ورديات أقل، لأننا حالياً نعمل على مدار /24/ ساعة، ونتمنى أن يوجد في القسم مستقبلاً عيادة خاصة بمتابعة مرضى زرع الكلية، وصرف العلاج لهم محلياً، حتى لا يضطرون للسفر إلى "دمشق" ليخضعوا للعلاج هناك».

وعن المشكلات التي يواجهها القسم، يقول "حافظ": «من أهم المشاكل التي يواجهها قسم الكلية الصناعية، هي نقص الكادر الطبي والتمريضي، وهي مشكلة يعاني منها المشفى الوطني في "الرقة" بكافة أقسامه، والمشكلة الثانية هي كثرة المرافقين لمرضى الغسل الكلوي، علماً أن هناك قراراً إدارياً من السيد وزير الصحة منذ عام /2005/، بمعاملة شعب الكلية الصناعية في القطر كمعاملة وحدات العناية المشددة، بحيث يمنع وفقاً لهذا القرار دخول أي مرافق إلى القسم، كما يمنع إدخال الأطعمة والأشربة، ولكن الواقع أن عدد المرافقين يفوق أحياناً عدد المرضى، وكل مرافق يتبرع لمريضه إما بزجاجة كولا، أو بكيس موالح، أو بوجبة دسمة، وهذا الأمر مرفوض صحياً لأنه يؤدي إلى تراجع حالته الصحية، وكثيراً ما تواجه توجيهاتنا ونصائحنا للمرافقين والمرضى بالاستنكار، أو العنف اللفظي، لكننا نأمل أن نجد آلية للتعاون التام، مع المرضى ومرافقيهم، وذلك حرصاً على جودة الخدمات».

وفي هذا الإطار تحدث المريض "أحمد الكدرو" لموقعنا قائلاً: «أبلغ من العمر /60/ عاماً، وكانت بداية مرضي منذ ثماني سنوات، حيث عانيت أولاً من حصى في الكليتين، فذهبت إلى "دمشق"، وخضعت للعلاج، وحتى وقت قريب لم أكن أعاني من أي شكاية، ولم أشعر بالألم، ووجدت نفسي منذ ثلاثة أشهر على جهاز الغسيل الكلوي، لأجري الغسل ثلاث مرات في الأسبوع، ولمدة ثلاث ساعات ونصف في كل جلسة، وأنا أشكر المشفى الوطني على الخدمات التي يوفرونها لنا، والاهتمام الكبير بنا، وأتمنى أن تتوافر حقن الخضاب».

أما "فارس صبيح"، فقد تحدث قائلاً: «أبلغ من العمر /70/ عاماً، ومنذ عشر سنوات وأنا أقوم بالغسيل الكلوي، في المشفى الوطني، وأجري الغسل ثلاثة أيام في الأسبوع، ولمدة أربع ساعات في الجلسة الواحدة. وأتمنى أن يكون هناك برنامج توعية للمواطنين بطرق الوقاية من هذا المرض، وخلق وعي مجتمعي لدى المواطنين».