لم تمنعه إعاقته الجسدية من تحقيق أحلامه في ميدان كرة اليد، حيث كان عنصراً فعالاً في ميدان التدريب، كما مهّد لزملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة الأرضية المناسبة لإشباع هواياتهم وإثبات ذواتهم، وساعدهم على التفوق في أكثر من لعبة رياضية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 شباط 2019، تواصلت مع الكابتن "فجر الرشيد" ليحدثنا عن مسيرته الرياضية، حيث يقول: «بداية تعلقي بالرياضة كان في عام 1978؛ ضمن فريق كرة اليد الذي تم تكوينه في مدرسة "أبي ذر الغفاري" للمشاركة في بطولة مدارس المحافظة، واستمرت ممارستي لهذه اللعبة في نطاق البطولات المدرسية حتى عام 1985؛ حيث انتسبت إلى نادي "الشباب"، وبدأت التدريب مع فريق الأشبال، وشاركت معه في كثير من المباريات خلال التجمعات التي كان يقوم بها اتحاد كرة اليد في عدد من المحافظات. وبعد أن تركت اللعب، عملت في الجانب التدريبي مع عدد من المدربين لمختلف الفئات للفرق المدرسية، حيث كنت مساعداً للمدرب الراحل "بشار العلي" لمنتخب "طلائع الرقة"، وأحرزنا المركز الأول على كافة المحافظات عام 1990. بعدها عملت مع المدربين "ياسين العمر" و"ياسين حمزة" في تدريب فرق القواعد والأشبال التابع لنادي "الشباب"، حيث أحرزت الفرق وقتئذٍ نتائج جيدة، وكانت دائماً تنافس على مراكز الصدارة في الدوري السوري لعدة مواسم.

الكابتن "فجر" مدرب محبوب من الجميع لأنه يخدم كرة اليد، ويعمل على متابعة كافة أمورها، ويسعى إلى دعم اللاعبين ومساعدتهم بتأمين التجهيزات وكافة لوازم اللعبة من خلال علاقاته الشخصية الواسعة، وكل ذلك نتيجة محبته ووفائه لكرة اليد

وبقيت أعمل ضمن كوادر نادي "الشباب" من خلال مرافقة فرق النادي لجميع فئاته في كافة مشاركاته خارج المحافظة؛ بحكم العلاقة الطيبة التي تربطني مع جميع كوادر اللعبة من لاعبين ومدربين وإداريين، حيث أقوم بتقديم المساعدة بمتابعة أمور اللاعبين وحثهم على الالتزام بالتدريب».

إحدى مباريات ذوي الاحتياجات الخاصة

أما عن عمله في ميدان رياضة الاحتياجات الخاصة، فيقول: «في بداية عام 2000 بدأ الاهتمام بتفعيل رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تمت دعوتي من قبل فرع الاتحاد الرياضي لتكوين فرق رياضية بهذه الفئة بدعم واهتمام من المسؤولة عن هذا الألعاب "عائشة الويس"، حيث تم تكوين لجنة مؤلفة من الإداريين "محمود غالب" و"مازن مسلم"، وقمنا بالبحث عن أصحاب الإعاقات في المحافظة، وخلال مدة قصيرة تمّ تجهيز فرق لكرة الطائرة وألعاب القوى وكرة الطاولة، وبعد مدة من التدريب بدأنا المشاركة بالبطولات المركزية، ونجحنا بكرة الطائرة في السنة الأولى بإحراز مركز متقدم على الرغم من قلة الخبرة لدى لاعبينا؛ لكونها كانت المشاركة الأولى لهم مع محافظات متقدمة بهذه اللعبة. وفي ألعاب القوى أحرز بعض لاعبينا مراكز متقدمة في عدد من السباقات، كذلك الأمر في كرة الطاولة. وبعد النتائج الجيدة التي أحرزناها لقيت مشاركتنا اللاحقة دعماً واهتماماً من كافة الجهات؛ عبر تأمين مستلزمات هذه اللعبة، ودعمها بكافة التجهيزات، وتأمين الملاعب النظامية، والاهتمام بأوضاع اللاعبين، وتوظيف عدد منهم، الأمر الذي أدى إلى التزام الجميع بالتدريب والاستعداد الجيد، وقد نجحنا بكرة الطائرة في المنافسة على المركز الأول أكثر من مرة، وتمّ اختياري مع لاعبين من "الرقة" للانضمام إلى المنتخب الوطني الذي شارك في بطولة "الأفرو آسيوية" التي جرت في محافظة "طرطوس" عام 2007، وتابعنا نشاطنا ومشاركتنا المتميزة في البطولات المركزية حتى عام 2012، حيث توقفت نتيجة الأوضاع التي حصلت في المحافظة».

ويتابع: «في عام 2017 حاولنا العودة إلى ممارسة اللعبة والمشاركة في البطولة المركزية بعد أن تمت دعوتنا من قبل اتحاد اللعبة، وعلى الرغم من تجميع اللاعبين في محافظة "حماة" تمهيداً للسفر إلى "السويداء" مكان البطولة، لكن فوجئنا بإلغاء المشاركة بحجة عدم وجود آلية لنقل اللاعبين وعدم تدخل الاتحاد الرياضي في "الرقة" الذي لم يهتم بالأمر ولم يقم بواجبه، حيث انعكس ذلك سلباً على معنويات اللاعبين الذين أصيبوا بإحباط شديد نتيجة ما حصل، وأوقفنا كافة نشاطاتنا. حالياً أتابع نشاطي التدريبي مع مجموعة من المدربين، حيث قمنا بإعادة تنشيط كرة اليد بعد غياب طويل، حيث كوّنّا عدة فرق لمختلف الفئات ضمن أكاديمية نادي "الشباب" التي أسسها اللاعب المحترف "عبد الرزاق العاني"، الذي يقدم لها الدعم المستمر مع مجموعة من لاعبي ومحبي النادي في المغترب».

عبد الرزاق العاني

"عبد الرزاق العاني" المدرب المحترف في "النرويج"، عنه يقول: «من خلال معاصرة الكابتن "فجر الرشيد" لعدد كثير من المدربين، والعمل معهم لمدة طويلة، اكتسب خبرة كبيرة، وله مساهمات عديدة بتدريب فرق القواعد، ويشهد له الجميع بالمتابعة الجادة والحرص على مصلحة اللاعبين ومتابعة كافة أمورهم. وحالياً يسهم بدور فعال في إعادة تنشيط كرة اليد عبر أكاديمية نادي "الشباب" التي تم افتتاحها مؤخراً في "الرقة"، ويقوم بدور المنسق بين مختلف كوادر الأكاديمية بكل همة ونشاط نتيجة حبه ووفائه للعبة كرة اليد في النادي والمحافظة».

"عبد السلام هلال" من لاعبي فريق نادي "الشباب"، عنه يقول: «الكابتن "فجر" مدرب محبوب من الجميع لأنه يخدم كرة اليد، ويعمل على متابعة كافة أمورها، ويسعى إلى دعم اللاعبين ومساعدتهم بتأمين التجهيزات وكافة لوازم اللعبة من خلال علاقاته الشخصية الواسعة، وكل ذلك نتيجة محبته ووفائه لكرة اليد».

يذكر، أن الكابتن "فجر الرشيد" من مواليد مدينة "الرقة"، عام 1971.