تميزت الفنانة "اعتدال شقير" بقدرتها على تقمص الشخصيات، وحسّها العالي، وصوتها الذي وظفته لخدمة الشخصية المسرحية، لذلك كان لبطولتها طابع خاص في مسرحية "الاستيلاء".

مدونة وطن "eSyria" حضرت المسرحية التي عرضت بمناسبة افتتاح مهرجان "السويداء" المسرحي الأول في 29 تموز 2016، والتقت الفنانة "شقير"، فتحدثت عن دورها في المسرحية بالقول: «لقد قدمت شخصية زوجة الجنرال المقعدة، التي حاكت مفهوم السلطة، حيث نرى أن هذه المرأة احتفظت بشخصية المتسلطة والمتعجرفة على الرغم من موت زوجها، ولم تتقبل هذا الموت، لأن نظرية الاستيلاء قد سيطرت عليها، فهي لا تريد أن تتخلى عن كل الامتيازات التي كانت تملكها، وهنا نرى تسلطها على الخادمة والأخت والصديقة؛ وهذا يدل على تكريس عقلية معينة لم تتغير بعد في مجتمعنا».

لقد قدمت شخصية زوجة الجنرال المقعدة، التي حاكت مفهوم السلطة، حيث نرى أن هذه المرأة احتفظت بشخصية المتسلطة والمتعجرفة على الرغم من موت زوجها، ولم تتقبل هذا الموت، لأن نظرية الاستيلاء قد سيطرت عليها، فهي لا تريد أن تتخلى عن كل الامتيازات التي كانت تملكها، وهنا نرى تسلطها على الخادمة والأخت والصديقة؛ وهذا يدل على تكريس عقلية معينة لم تتغير بعد في مجتمعنا

بدوره المخرج المسرحي وعضو نقابة الفنانين وأحد المشرفين على المهرجان الأستاذ "إيهاب المحيثاوي"، تحدث عن المسرحية بالقول: «الفنانة "اعتدال شقير" لديها خبرة سابقة نتيجة تجاربها العديدة، وهي متمكنة من أدواتها الفنية، وتعطي أبعاداً للشخصية، لذلك كان حضورها يمثل حقيقة لصورة خيالية وخاصة ضمن عمل لم يعتمد محوراً واحداً، فهو طرح حالة مجتمعية من خلال نظرية الاستيلاء التي تعذب الآخر وتحول الناس إلى عبيد وأدوات تتحرك من أجل شخص واحد، فكانت في المسرحية شخصية الجنرال الغائبة، هي التي تحكم عن بعد، وشخصية المجنونة والخادمة والصديقة اللواتي تعرضن لهذا التسلط والعذاب، وهذا يحاكي ذهنية موجودة تؤدي إلى خلل مجتمعي؛ وهذا ما أراد النص إيصاله، فمن التدرج في البداية لتلميع صورة الجنرال على الرغم من موته، وحكاية الخطف خلفاً عبر استعراض الشخصيات، وما تركته هذه الشخصية عليهن من أثر، وصولاً إلى المقولة التي ظهرت في تمرد الخادمة والصديقة والأخت، وصراخ الزوجة بأن الجنرال لم يمت، وانتهاء بالقول إن قبري ليس قبري وشخصي ليس شخصي، نرى أن هذه الشخصية التي باتت خيالية مازالت تسيطر على من حولها من خلال نظرية الاستيلاء، وكل ذلك ضمن ديكور بسيط احتوى بعض المقاعد، وصورة وموسيقا موفقة تدرّجت حسب حاجة النص، وخاصة أن هذه المسرحية تأتي ضمن إطار افتتاح أول مهرجان مسرحي في "السويداء"، وهذا عمل مبشّر بقوة العروض».

المخرج إيهاب المحيثاوي

يذكر أن الفنانة "شقير" من مواليد بلدة "القريا"، عام 1961، وهي عضو نقابة الفنانين منذ عام 1994، وقد شاركت في عدة أعمال تلفزيونية وإذاعية ومسرحية، أهمها: "إخوة التراب"، و"أيام الدراسة"، ومن أعمالها مسرحية "العائلة توت"، و"البرجوازي الثالث"، وهي متزوجة ولديها ثلاثة أبناء، وهذا العمل من إخراج الفنان "سمير البدعيش"، والإضاءة "أمجد غرز الدين"، وموسيقا "مهند كنج"، والتصميم "أمجد الباروكي".

جانب من العرض