حملت مسرحية "الكابوس" مدارس متعددة من التجريب والواقعية إلى العبثية الرمزية وغيرها، يحاكي اللحظة الراهنة بنصّ من الماضي وأحداث الحاضر، وبمشاهد حية ربطت المتلقي خلال مدة تزيد على الساعة بأحداث مشوقة.

حول مسرحية "الكابوس" ورؤيتها الإخراجية، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 9 تموز 2017، التقت معدّ ومخرج العمل المسرحي الفنان "سمير البدعيش"، الذي بيّن قائلاً: «يندرج هذا العمل ضمن خطة المسرح القومي في وزارة الثقافة، وهو يميل إلى الأعمال الواقعية والسريالية والتجريبية والعبثية، مزيج متجانس للوصول إلى الهدف الذي يريد منه المخرج والكاتب الوصول إليه، وخدمة اللحظة الراهنة باستحضار نصوص عالمية، على أن يتم استخدام التخيل والواقعية في لحظة واحدة، ربما احتاج ذلك إلى رشاقة وخبرة مسرحية، حيث جسّد كل من الفنانين العمل بأسلوب مميز؛ ذلك لأن العمل ينطوي على سريالية خاصة حينما أكدنا على الحلم وبه يمكن أن يبرر كل شي في العمل، فالسريالية منحت المخرج مساحة واسعة من الإبداع والتخيل.

العمل مزج مدارس متعددة فنية، وتناول أحداثاً راهنة؛ إذ ما نعيشه اليوم لا بد للمسرح أن ينقله ويعبّر فيه عن هموم المجتمع وتطلعاته، فجاء العمل بحوامله الركيزة في الرؤية الإخراجية، حيث استخدم "الحلم" كعامل مهم في المتخيل، ودمجه بالواقعية الراهنة، شيء جديد على المتلقي والمتابع للمسرح من حيث تتابع الأزمنة ومراحل تطور العمل بالمشاهد والصور والرشاقة والحركة، لا بل كل حركة ومشهد قدم دلالة رمزية، فقد اتكأ عليها المخرج، وجعل المشاهد ترتبط بين الأحداث العالمية والواقعية في المكان المختلف عن مصدر النص المأخوذ أصلاً

"الكابوس" مأخوذ عن "المدينة الملونيرة" للكاتب الإيطالي "ادواردو دي فيليبو"، ونص آخر بعنوان: "الغزاة" لمؤلفه التشيلي "آغون وولف"، وبدوري تدخلت في صناعة بعض المشاهد، وهذا المزيج جعلني أقدّم شيئاً يلفت انتباه المشاهد، واللحظات مستمرة ومتلاحقة، ولا تحمل فراغاً زمنياً، والمتلقي ينتقل من مدارس متعددة، حيث قدمت ضمن الحالة الرمزية والواقعية والسريالية وإشكالية في المفهوم الواقعي بين عدالة الأرض والسماء، حين استحضرت طفلاً مقعداً على كرسي، وأيضاً الجدلية التي برزت في الحلم السريالية، وذلك في دور "الصول" في المشهد الثاني ليكون واحداً من قادة الثورة لتحديد مسار صراع الطبقات.

الكاتب والمخرج سمير البدعيش

حملت المسرحية رسائل متعددة، أهمها: كيف تصنع الأزمات تجارها، وتجار الأزمات الذين يلعبون بقوت الفقراء والأغنياء من أصحاب القيم والأخلاق والمبادئ والمواقف الوطنية».

وعن أهمية العمل المسرحي "الكابوس"، أكد الفنان المسرحي "أكرم العماطوري" أهميته بقوله: «العمل مزج مدارس متعددة فنية، وتناول أحداثاً راهنة؛ إذ ما نعيشه اليوم لا بد للمسرح أن ينقله ويعبّر فيه عن هموم المجتمع وتطلعاته، فجاء العمل بحوامله الركيزة في الرؤية الإخراجية، حيث استخدم "الحلم" كعامل مهم في المتخيل، ودمجه بالواقعية الراهنة، شيء جديد على المتلقي والمتابع للمسرح من حيث تتابع الأزمنة ومراحل تطور العمل بالمشاهد والصور والرشاقة والحركة، لا بل كل حركة ومشهد قدم دلالة رمزية، فقد اتكأ عليها المخرج، وجعل المشاهد ترتبط بين الأحداث العالمية والواقعية في المكان المختلف عن مصدر النص المأخوذ أصلاً».

فريق العمل

الكاتب "جهاد الأحمدية" أحد الحضور، قال: «ساعة ونصف الساعة من العرض المسرحي شاهدنا واستمعنا، وعشنا أحداثاً متكاملة في نص درامي متكامل، لا تشعر باختلاف بين كاتبه العالمي والإضافة المحلية، وهذه الرؤية اكتملت عندما استطاع "سمير البدعيش" الدمج بينهما وبين المدارس الفنية المسرحية، ولعل هذا التميز الواقعي جعل المتلقي يعيش وقفات وقفلات باختلاج معها، مع اختلاف طبيعة النص بين الأسماء الأجنبية والعربية، بعد أن ساهم المعدّ بتحديد زمن انتهاء المشهد ومساره ودلالته ورموزه بما يواكب الحالة الراهنة واللحظة الآنية، وما أفرزته السنوات السابقة من تجار الأزمة، واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وترهل المنظومة الأخلاقية الاجتماعية».

يذكر أن الفنانين المشاركين في العرض هم: "أكرم العماطوري، واعتدال شقير، ومعن دويعر، وفرحان ريدان، ومجلي أبو شاهين، وسمير البدعيش، وأيمن غزال، وفاديا أبو ترابي، وخلود المصفي، والطفل هاني هنيدي، وحسن رسلان، وياسمين الهادي، وأنس هنيدي". وقد استمر عرض "الكابوس" لمدة أسبوع كامل؛ من 3 ولغاية 10 تموز 2017.

من العرض المسرحي