بعد أن كانت فكرة صغيرة لجمع عدد مهم من الوثائق التاريخية المتعلقة بالحياة العامة في "جبل العرب"، افتتحت مديرية الثقافة في "السويداء" بالتعاون مع الباحث والكاتب "كمال الشوفاني" الفعالية الدائمة "بيت الوثائق التاريخية"، مع معرض وثائقي منظم.

لم تكن محاولات جمع الوثائق جديدة، فهناك عدد من الأشخاص الذين راحوا يجوبون القرى والبلدات من أجل ذلك، وافتتحت مجموعة من المعارض التي تصدى لتوثيقها وتحقيقها الباحث والكاتب "الشوفاني" بالتعاون مع بعض الأشخاص والجمعيات، حيث قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيلول 2017: «بدأت جمع الوثائق عام 1999 مصادفة، وكان همي كهم كل الناس البحث عن أي شيء يعود إلى أيام الثورة السورية الكبرى، غير أن كل ما يتعلق بالحياة العامة للناس مكتوب ومحفوظ في البيوتات القديمة، وعند كبار السن أو أولادهم الذين احتفظوا بتلك الأوراق كذكرى. وكانت مهمتي أن أتواصل معهم لإقناعهم بتصوير وإبراز ما بداخلها، وعرضها على الناس لأنها تعدّ الذاكرة الحية للشعوب.

بداية جديدة لدراسة تاريخ "سورية" ودور الطبقات الاجتماعية في بناء الوطن، فالأبعاد العلمية والتاريخية مهمة جداً؛ فكل من كتب التاريخ أو تقدم لدراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة "دمشق" كان مهتماً بتاريخ الطبقات الغنية والحكام والملوك، ولم يمس جوهر الفاعلين الحقيقيين بالتاريخ، فالناس البسيطون وعامة الشعب هم الذين صنعوا تاريخ المنطقة، ومن وثائقهم العادية يمكننا أن نعرف الكثير عن الحياة بكافة مفاصلها، وهي فرصة غنية بهذه الفعالية الدائمة، على الباحثين اقتناصها والبناء عليها

وعندما بدأنا التحضير للفعالية، كان التصنيف والمدة الزمنية والتنوع مهماً جداً، وقد كانت أقدم وثيقة بين يدينا منذ عام 1875 تقريباً، وهي لسيدة من آل "الحمدان" تدعى "أم شاهين"، وبعد الفرز والتدقيق خرجنا بعشرة تصنيفات للبيت.

من أجواء الفعالية

أما المعرض، فكان عبارة عن 22 تصنيفاً، ويحتوي ما يقارب تسعين وثيقة متنوعة، ويجب أن تكون هذه الفعالية بما فيها مفتاحاً للطلبة والباحثين لكي يستفيدوا منها، ويستقوا المعلومات لمقاربتها وتأليف كتب تاريخية موثقة عن فترة الاحتلال العثماني، حتى خمسينات القرن الماضي».

مدير الثقافة الشاعر "منصور حرب هنيدي"، أوضح عن الأبواب التي اعتمدت في "بيت الوثيقة التاريخية"، بالقول: «بعد دراسة عميقة لجميع الوثائق التي قدمت، قمنا بتبويبها في عشرة أبواب، ويمكن أن يزيد ذلك في حال وجدنا وثائق مختلفة، علماً أننا حريصون على صون الوثيقة لصاحبها الأساسي من خلال الاستمارة التي اعتمدناها لحفظ حقوق الناس.

في المعرض

والأبواب هي: "الحجج، وثائق الدوائر الرسمية، وثائق الأحزاب، الوثائق الوطنية، الرسائل، وثائق القضاء العشائري، وثائق الخيل، المفكرات الشخصية، البرقيات، وثائق مختلفة غير ملحوظة". علماً أن هذه الفعالية مفتوحة وتعدّ الأولى من نوعها على مستوى الوطن كله، وهي خطوة مهمة للطلاب الدارسين والباحثين المهتمين بتاريخ المنطقة، وهي ليست مقتصرة على تاريخ "السويداء"».

الباحث الدكتور "فندي أبو فخر"، قال عن هذه الفعالية: «بداية جديدة لدراسة تاريخ "سورية" ودور الطبقات الاجتماعية في بناء الوطن، فالأبعاد العلمية والتاريخية مهمة جداً؛ فكل من كتب التاريخ أو تقدم لدراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة "دمشق" كان مهتماً بتاريخ الطبقات الغنية والحكام والملوك، ولم يمس جوهر الفاعلين الحقيقيين بالتاريخ، فالناس البسيطون وعامة الشعب هم الذين صنعوا تاريخ المنطقة، ومن وثائقهم العادية يمكننا أن نعرف الكثير عن الحياة بكافة مفاصلها، وهي فرصة غنية بهذه الفعالية الدائمة، على الباحثين اقتناصها والبناء عليها».

يذكر أن المعرض مستمر حتى يوم الخميس 28 أيلول 2017.