"القمامة" مسرحية تمزج بين السريالية والواقعية والتجريب، وتحمل سردية مضمرة في الإبداع، أخرجها بحرفية الفنان "سمير البدعيش" على خشبة مسرح مديرية الثقافة في "السويداء"، ضمن الاحتفاء بيوم المسرح العالمي.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 31 آذار 2019، حضرت العرض والتقت المخرج المسرحي "تيسير العباس" أحد الحضور، وبيّن قائلاً: «يعدّ عرض "القمامة" من الأعمال الواقعية المهمة، فقد عرض ما انعكس من الحروب على بعض أفراد المجتمع، ولأن النص حمّال وجوه متعددة، أدخل المخرج "سمير البدعيش" بحرفية السريالية فيه ليطغى على الواقعية الكاملة فيه، فقد تضمنت فكرة العرض الانحراف الأخلاقي والقيمي، لكن ماهية النص لا تتضمن نسبة منه، وهذا دليل على متانة العلاقة السردية بين مركبات النص التجريبي في عالم المسرح وباطن الفكرة من العرض، والقدرة على إيصال الفكرة إلى المتلقي، واستطاع الفنان "معن دويعر" أن يقنع الحاضرين بدوره الرئيس والحامل الحقيقي لمكونات النص ومضمونه، من دون نكران دور الفنانتين "اعتدال شقير" و"خلود المصفي" اللتين برعتا في الوصف والتعبير، لكن الشخصية المحورية حملت صعوبة الأداء والإقناع إلى درجة أنه تملك الفكرة وتقمص النص، وأوصل ما يريد إلى المتلقي بما يريد باحتراف في الأداء المسرحي، لهذا حقق العرض بيوم المسرح العالمي تميزاً حقيقياً، ونستطيع القول إننا شاهدنا عرضاً يختلف عن عروض سابقة قدمت على مسرح "السويداء"».

في الحقيقة مسرحية "القمامة" برهنت عن انحلال أخلاقي لبعض أفراد المجتمع، ولا يمكن التعميم؛ لهذا أسمينا العرض "القمامة"؛ أي إن بعض الأفراد باعوا القيم والأخلاق مقابل المال، لكن النص -وهو من تأليف "علي عبد النبي الزيدي" من "العراق"- حمل مركبات معقدة في التدوير والحركة والإيضاح والرشاقة، ذلك لأن تعدد العناصر على المسرح وفرضية مكونات النص فرضت إقحام السريالية فيه بتطعيم عناصره، لأن الواقعية الواضحة جعلتني في قيد، من دون التمرد الفني على المألوف المسرحي؛ وهذا ما دفعني نحو التجريب برؤية جديدة ذاتية، وكان لأداء الفنان والمخرج المسرحي "معن دويعر" ارتقاء من نوع خاص في إضفاء جمالية على طبيعة العرض، وإلى جانبه الزميلتين "اعتدال شقير، وخلود المصفي"، وربما هذا المزيج من الواقعية والتجريب والسريالية جعل الجمهور عند كل مشهد إبداعي يصفق، وهي دلالة على أن جمهور "السويداء" محب للمسرح

وأوضح "سمير البدعيش" (المخرج المسرحي) الرؤية الإخراجية للعرض بالقول: «في الحقيقة مسرحية "القمامة" برهنت عن انحلال أخلاقي لبعض أفراد المجتمع، ولا يمكن التعميم؛ لهذا أسمينا العرض "القمامة"؛ أي إن بعض الأفراد باعوا القيم والأخلاق مقابل المال، لكن النص -وهو من تأليف "علي عبد النبي الزيدي" من "العراق"- حمل مركبات معقدة في التدوير والحركة والإيضاح والرشاقة، ذلك لأن تعدد العناصر على المسرح وفرضية مكونات النص فرضت إقحام السريالية فيه بتطعيم عناصره، لأن الواقعية الواضحة جعلتني في قيد، من دون التمرد الفني على المألوف المسرحي؛ وهذا ما دفعني نحو التجريب برؤية جديدة ذاتية، وكان لأداء الفنان والمخرج المسرحي "معن دويعر" ارتقاء من نوع خاص في إضفاء جمالية على طبيعة العرض، وإلى جانبه الزميلتين "اعتدال شقير، وخلود المصفي"، وربما هذا المزيج من الواقعية والتجريب والسريالية جعل الجمهور عند كل مشهد إبداعي يصفق، وهي دلالة على أن جمهور "السويداء" محب للمسرح».

المخرج تيسير العباس
مخرج العرض سمير البدعيش
جانب من الحضور