تمتلك الجرأة لترسم خطوط ألوانها بالسكين، وهي التي استخدمتها في الصغر بصنع منحوتات جميلة من الخشب. موهبتها فطرية صقلتها الدراسة والتجارب والاطلاع، فكان نتاجها بحجم التعب.

"ريم أبو عسلي" فنانة هادئة واثقة من خطواتها التي تمشيها بعد تفكير مطوّلٍ، كانت ضيفة مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 تشرين الأول 2017، لتتحدث عن موهبتها الفطرية وطفولتها بالقول: «من عمر السادسة أحببت العمل بالطين وتكوين الأشكال منه تماماً كالصلصال، في المرحلة الإعدادية كنت أستخدم السكين وأعمل بدقة وحرفية، حيث صنعت كراسي وزهريّات وأشكالاً عديدة من الخشب، ومنذ ذلك الوقت حسمت أمري بدراسة الفنون التشكيلية».

شاركت في معارض صالة "الآرت فورم" التي أقوم بإدارتها في الوقت الحالي، ومعرض الربيع الثاني والثالث، ومعرض حواء الثاني والثالث أيضاً، وشاركت في معرض "تغريدة فن" بأربع لوحات، وأحضّر لمعرض فردي

وأضافت: «تابعت في الثانوية الفنية، وكنت من العشرة الأوائل، لكن الظروف لم تساعدني لدخول كلية الفنون الجميلة، فاخترت معهد الرسم، وكنت من المتفوقين فيه، استفدت من خبرة المدرّسين، ولاحظت أن بعض الخطوات التي كنت اعتمدها للرسم في طفولتي صحيحة، وجاءت الدراسة لتمتين حجر الأساس».

"ريم أبو عسلي"

لم تتوقف عن مرحلة الدراسة المتوسطة، بل تابعت واجتهدت، حيث قالت: «بعد التخرّج في معهد الرسم سجلت بمركز الفنون التشكيلية، وتخرّجت بعد 3 سنوات، درست خلالها النحت والتصوير، ونحت منحوتات بطول 1 متر ونصف المتر، وكان من المدرّسين في مركز الفنون التشكيلية: "نضال خويص"، و"عصام الشاطر"، و"فؤاد نعيم"، وقد استفدت كثيراً من خبرتهم وتجربتهم الغنية».

من التعبيرية أحياناً والواقعية أحياناً أخرى، تستوحي خطوط لوحاتها بألوانها الجريئة، وتقول: «الرسم التعبيري وخاصة بالسكين يشعرني بفرح، فرح دخول الخيال في العمل، هناك شيء من الأعماق بعيد عن الواقعية. أحبّ الألوان القوية الصافية؛ فهي تعطيني ما أريد تماماً، ثم إن رسم الطبيعة يحتاج إلى جرأة في انتقاء الألوان القوية والمعبرة».

من أعمالها

وعن المعارض والمشاركات، تحدثت: «شاركت في معارض صالة "الآرت فورم" التي أقوم بإدارتها في الوقت الحالي، ومعرض الربيع الثاني والثالث، ومعرض حواء الثاني والثالث أيضاً، وشاركت في معرض "تغريدة فن" بأربع لوحات، وأحضّر لمعرض فردي».

الفنان "نضال خويص" تحدث عن تجربة "ريم" بالقول: «فنانة واعدة تخرّجت في معهد التربية الفنية ومركز الفنون التشكيلية بمديرية الثقافة في "السويداء"، متذوقة للطبيعة الجبلية الساحرة، وتحاول محاكاتها بكثير من الرفق والحذر، تلامس ألوانها وخصبها بحالتها الواقعية التقليدية، فتنجح في نقل الانطباع وتسجيله، وتنتقل بين تفاصيل مكوناته بأمانة ومهارة.

شغف بالألوان القوية

لديها شغف بالتصوير الزيتي، ومتحمسة لعرض أدائها والاستفادة من التجارب الجديدة في التشكيل المعاصر. تتقن تركيب ألوانها ومزجها بعناية ودراية، إلا أنها مازالت تتجنب الخوض في التشخيص وإظهار العناصر المتحركة في عملها أحياناً، لكن تبقى لها مسوغاتها وظروفها الذاتية».

الفنان "ناصر عبيد" قال عن موهبة "ريم أبو عسلي" بالقول: «أعرفها منذ أكثر من عام، وكل نتاج جديد لها أطلع عليه لإبداء الملاحظات والمناقشة، شخصية هادئة ومتزنة، لديها مثابرة وإصرار، ودائماً ما يوصلانها إلى شيء جديد جميل، فهي دائمة البحث عن مواضيع جديدة، وتبحث عن تكنيك جديد بالتقنية، لمست لديها أمراً مهماً؛ وهو تقبلها للنقد سواء كان إيجابياً أو سلبياً بصدر رحب، فهي تحب أن تطور ذاتها وإمكاناتها؛ لذا تصغي إلى النقد، وتبدي اهتماماً بالملاحظات.

بالنسبة لدراستها في معهد التربية الفنية، نتاجها جيد، وهي في مرحلة البحث، وعمرها الصغير سيساعدها في مواصلة البحث للوصول إلى المكان الذي تستحق».

بقي أن نذكر، أن "ريم أبو عسلي" من مواليد مدينة "السويداء"، عام 1989.