تميّز الفنان "هشام أبو عاصي" برسم الجداريات والثلاثي الأبعاد والعمل في النحت، قبل أن ينتهي به المطاف إلى احتراف فن "التاتو" وتدريب من يرغب بتعلّمه، فاستطاع التميز في هذا العمل بزمن قياسي.

الشاب المغامر والمولع بكل جديد تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 تشرين الأول 2018، عن أبرز محطات حياته منذ الطفولة بالقول: «ظهرت موهبتي في الرسم بعمر 6 سنوات، كنت أرسم يومياً وفي أي مكان تقع عيناي عليه، وأشعر بأنه مناسب للرسم؛ ورقة بيضاء ضمن كتاب، أو جدار مظلة انتظار الباص في قريتي "مياماس"، شاركت فيما بعد بأنشطة المدرسة بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية ومعارض المدرسة، وحصلت على ريادة على مستوى المحافظة في المرحلة الابتدائية، وبقي اهتمامي بالرسم مستمراً حتى المرحلة الثانوية».

ظهرت موهبتي في الرسم بعمر 6 سنوات، كنت أرسم يومياً وفي أي مكان تقع عيناي عليه، وأشعر بأنه مناسب للرسم؛ ورقة بيضاء ضمن كتاب، أو جدار مظلة انتظار الباص في قريتي "مياماس"، شاركت فيما بعد بأنشطة المدرسة بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية ومعارض المدرسة، وحصلت على ريادة على مستوى المحافظة في المرحلة الابتدائية، وبقي اهتمامي بالرسم مستمراً حتى المرحلة الثانوية

وتابع: «بعد حصولي على الثانوية الأدبية بعلامات تؤهلني للتسجيل في أي فرع، لم يكن في عقلي إلا رغبة واحدة، وهي الفنون الجميلة، إلا أنني اصطدمت بموجة من الآراء المتناقضة من المحيط، فأغلبهم عارضوا هذا القرار، فما كان مني إلا التسجيل في فرع آخر أحبه؛ وهو التربية وعلم النفس.

الفنان "هشام أبو عاصي" بجانب أحد أعماله الجدارية

خلال مرحلة الدراسة ابتعدت عن الرسم بالكامل، وبعد التخرج عملت في اختصاصي بمجال الدعم النفسي مدة خمس سنوات مع فرق مدنية ومنظمات إنسانية، وكان عملي متزامناً مع الأحداث؛ فكانت الشريحة المستهدفة من المشردين والوافدين إلى المحافظة وطلاب المرحلة الابتدائية، وقد أقيمت الأنشطة في محافظتي "دمشق" و"السويداء"».

أما عن العودة إلى الرسم، فقال: «بعد استقراري الكامل في "السويداء"، وبسبب قلة ساعات العمل، أصبح لدي وقت فراغ كبير، فاستثمرته بالرسم وتفرّغت له منذ أربع سنوات تقريباً؛ رسم جداريات، وجوه أطفال، رسم زيتي وبالرصاص والفحم، وجربت النحت أيضاً، حيث تابعت عبر مواقع الإنترنت كل ما يتعلق بالفن، وكل جديد ومبتكر. لفت انتباهي الرسم الثلاثي الأبعاد، وكان فكرة جديدة، فكرست له كامل الوقت حتى وصلت إلى مراحل متقدمة جداً فيه، وبدأت أعمالي تحصد شعبية واهتمام الناس ومتابعي مواقع الإنترنت، وأصبح الرسم مصدر رزقي، وبوجه خاص الرسم الجداري من صالونات، وغرف نوم، وغرف أطفال، وأول ورشة رسم جداري كانت لدائرة العلاقات المسكونية؛ رسم جدارية لقسم الأطفال في عام 2015».

"وشم"

انتقل "أبو عاصي" من الرسم الثلاثي الأبعاد إلى الوشم لوجود قواسم مشتركة باختلافات بسيطة، حيث تحدث عن ذلك بالقول: «ربطت بين رسم "التاتو" والرسم الجداري، بحكم القواسم المشتركة، لكن آلية العمل تختلف بين الرسم على الورق وبين الرسم على الجسد باستخدام الماكينات الخاصة برسم الوشم، اجتهدت بهذا الأمر وعملت بجهد مضاعف حتى وصلت إلى مرحلة الرضا عن عملي، علماً أنني جربت مهارتي على جسدي في البداية، وشجعني عدد من أصدقائي بعد التجربة، واستطعت استقطاب شريحة كبيرة من السيدات والصبايا والشباب الراغبين بتجربة الوشم على أجسادهم، ومنذ بداية 2017 بدأت تدريب الأشخاص المهتمين بتعلّم هذا الفن وإقامة دورات باستمرار، وتخريج محترفين بهذا المجال».

"وداد القنطار" صاحبة مقهى في "السويداء" تحدثت عن "هشام أبو عاصي"، بالقول: «رغبت بأن يكون مشروعي ليس مقهى بالمعنى المتعارف، بل نادياً ثقافياً وجلسات نسائية للقصة القصيرة والقصيرة جداً. سمعت عن مهارة "هشام" في رسم الجداريات، ورغبت بأن يكون ديكور المقهى مميزاً، رسم صورة للسيدة "فيروز"، ورسم لوحات تتعلق بالموسيقا، حيث نال إعجاب الزوار بالجداريات وتقانة العمل، فهو يمتاز بحسّ فني عالٍ في اختيار لوحاته، ويطور نفسه باستمرار، هو فنان بالرسم الثلاثي الأبعاد، وفنان برسم "الوشم"، وعمله أكثر من متميز».

لوحة جدارية لغرفة أطفال

بقي أن نذكر، أن الفنان "هشام أبو عاصي" من مواليد قرية "مياماس" في محافظة "السويداء"، عام 1983.