بدأت "ناديا سويد" مشوارها مع الإنتاج منذ وقت طويل متحدية مع بناتها ظروف اليتم التي ألمت بهن باكراً، فدخلن في صناعة المشتقات الحيوانية، ثم بنت هاضماً حيوياً لإنتاج الغاز، وحصلت على إنتاج وصل إلى مئة ألف ليرة سورية شهرياً.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيدة "ناديا سالم سويد" يوم الإثنين الواقع في 2 آذار 2015، فتحدثت عن بدايات المشروع وما رافقه من تطور: «انطلقنا منذ ستة وعشرين عاماً بتربية الأبقار في المنزل، ومع الوقت تحول المنزل إلى خلية عمل كبيرة لأن الأمر يتطلب جهوداً جبارة وتعباً لكي نطعم ونسقي ونحلب وننظف الحظيرة من مخلفات المواشي، وبعد ذلك يأتي دور صناعة الحليب، كل ذلك يتطلب المال والصبر لتصريف الإنتاج والعيش بسلام».

أشتري من العائلة كل ما تنتج لأنني أعرف حجم الإتقان في العمل، وأعرف رأي الناس بمنتجاتها، والسيدة "ناديا" قدوة يحتذى بها وبعملها، فتربية الأبناء تحتاج إلى الكثير من الجهد والشقاء، وهي أغنت أولادها عن الحاجة؛ وخلقت فرص عمل دائمة لهم من خلال تربية الأبقار وصنع مشتقات الحليب

تضيف الابنة "مشيرة العك": «لجأنا إلى المصرف الصناعي ولمشروع التنمية الريفية للحصول على قروض تجعلنا نتوازن من جديد، وقمنا بصنع هاضم حيوي من أجل الاستفادة من مخلفات الأبقار، وهكذا كنا نقسم العمل فيما بيننا من أجل إنجازه في الوقت المحدد، وفي الربيع تتغذى المواشي من خيرات الأرض، سواء باصطحابها إلى المراعي أو بجلب الحشائش إلى الحظيرة».

السيدة ناديا مع بقراتها

تضيف الابنة الثانية "غربة العك": «استطعنا التغلب على غلاء العلف والأدوية بالنوعية الجيدة للألبان والأجبان والسمن العربي، ومنذ الصباح تجدني ووالدتي نذهب إلى مدينة "شهبا" لبيع المنتجات، فأصحاب المحال وزبائنهم باتوا على معرفة تامة بما ننتج، وقد وفر الغار الحيوي المنتج من الهاضم الكثير من الأموال، فلذلك تستطيع جمع تعبنا المتواصل مع توفير الغاز المخصص للغلي مع نظافة المنتج في كسب أموال جيدة وصلت في بعض الأشهر إلى مئة ألف ليرة سورية صافية، وقد تعلمت والدتي علاج العديد من الأمراض التي تصيب الأبقار وباتت تعطيها الإبر والفيتامينات بخبرة؛ مستغنية بذلك عن الطبيب البيطري إلا للحالات الضرورية مثل الولادة».

وأوضح بائع الألبان والأجبان "بشار بو حسين" المقيم في مدينة "شهبا" الذي يشتري منتجات السيدة "ناديا" بالقول: «أشتري من العائلة كل ما تنتج لأنني أعرف حجم الإتقان في العمل، وأعرف رأي الناس بمنتجاتها، والسيدة "ناديا" قدوة يحتذى بها وبعملها، فتربية الأبناء تحتاج إلى الكثير من الجهد والشقاء، وهي أغنت أولادها عن الحاجة؛ وخلقت فرص عمل دائمة لهم من خلال تربية الأبقار وصنع مشتقات الحليب».

مع ابنتها تصنع الجبنة البلدية
تغلبت على الحاجة والعوز بالتعاون والصبر