مشروع أشغال يدوية يقوم على الخياطة والشك والتطريز، يوفر فرصة عمل لـ 500 سيدة منهن ينجزن العمل في منازلهن، ويفتح المجال أمام الكثيرات من طالبات وخريجات الفنون النسوية لتطبيق مواهبهن في أعمال مثمرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 آب 2015، "مرهف أبو بكر" صاحب المشروع ومؤسسه، ويقول: «انطلقت الفكرة بيني وبين زوجتي لإنشاء مشروع يستقطب طالبات الفنون النسوية اللواتي يتخرجن في المعاهد والثانويات المهنية الفنية، ولا يجدن العمل المناسب الذي يستثمر مواهبهن، على الرغم من الخبرة التي حصلن عليها في كافة أنواع العمل اليدوي، وهن لسن بحاجة إلى تدريب ويمتلكن الموهبة والذوق في التصميم، فأسسنا شركة صغيرة لصنع واستيراد خيوط، فيها قسم خاص بالخياطة والعمل اليدوي بأنواعه من حياكة صنارة وتطريز، وإنتاجنا يوزع في المحافظات السورية ويصدر إلى عدد من البلدان».

بعد التخرج بحثت كثيراً لكنني لم أجد العمل المناسب، بسبب عدم خبرتي في العمل على الماكينة الصناعية، ففي المعهد لم نكن نتلقى دروس التطبيق العملي إلا قليلاً، والجميع كانوا يطلبون عاملات بخبرة لا تقل عن خمس سنوات. أما هنا في الشركة فقد التحقت بدورة تدريبية حتى أتقنت العمل وتمكنت منه وبعدها باشرت العمل، حيث أعمل حالياً في الخياطة والتطريز أيضاً، ويمكنني لزيادة دخلي العمل في منزلي بعد انتهاء الدوام

ويضيف: «العمل في الشركة مدروس على صعيد الأجور للسيدات اللواتي يعملن في منازلهن ويرسلن منتجاتهن إلى الشركة، حيث لا يتجاوز الأجر الشهري لكل منهن خمسة آلاف ليرة سورية، وذلك حسب كمية الإنتاج، أما بالنسبة للعاملات في الحياكة فإنتاجهن يكون أيضاً بحدود خمسة آلاف ليرة سورية، إضافة إلى العمل في منازلهن، فيتم توزيع العمل على أكبر عدد من الفتيات، هناك أسر تعمل فيها الأم وابنتها، وهذا يزيد الدخل الشهري لديهن، حيث وصل عدد العاملات في المعمل إلى قرابة 500 سيدة.

مرهف أبو بكر

أما بالنسبة للعاملات في الخياطة وطالبات الفنون، فمن تحتاج إلى تدريب يتم التحاقها بدورة تدريب مجانية بإشراف مدربة مختصة، ويتم توظيفهن بعدها براتب شهري مع وجود الطبابة المجانية والمواصلات المؤمنة أيضاً».

يتم توزيع العمل في شركة "أبو بكر" لسيدات لديهن الخبرة في العمل اليدوي، ومنهن "سهام عامر" التي تقول: «لدي خبرة في العمل اليدوي قرابة خمس وعشرين عاماً، في السابق كنت أعمل في أحد المعامل في "دمشق"، أما حالياً وبوجود هذه الشركة في "السويداء" فقد باتت الأعباء خفيفة، حيث أعمل في المشغل أعمالاً يدوية، كما أقوم بتوزيع العمل على فتيات من منطقة "شهبا" والقرى الشمالية في المحافظة وأتسلمه بعد إنجازه، لأنني أسكن في قرية "أم الزيتون"، وفي يوم محدد من الأسبوع أقوم بتسليمه الكمية المطلوبة من العمل بعد فحصه وخلوه من الأخطاء.

إشراف على العمل ومدى دقته

التنظيم في العمل وقرب المسافة كان لهما دور كبير في تخفيف الأعباء علينا، كما أن الالتزام بمواعيد التسليم هي أساس عملنا، ويقوم مدير المعمل بالإشراف على الأجور التي نوزعها؛ حيث يضمن عدم ظلم العاملات والحفاظ على حقوقهن».

ومن العاملات أيضاً التقينا "هلا خير" خريجة فنون نسوية، وتقول: «بعد التخرج بحثت كثيراً لكنني لم أجد العمل المناسب، بسبب عدم خبرتي في العمل على الماكينة الصناعية، ففي المعهد لم نكن نتلقى دروس التطبيق العملي إلا قليلاً، والجميع كانوا يطلبون عاملات بخبرة لا تقل عن خمس سنوات.

أما هنا في الشركة فقد التحقت بدورة تدريبية حتى أتقنت العمل وتمكنت منه وبعدها باشرت العمل، حيث أعمل حالياً في الخياطة والتطريز أيضاً، ويمكنني لزيادة دخلي العمل في منزلي بعد انتهاء الدوام».