استثمار أشعة الشمس في تجفيف الفواكه أفكار طُبّقت عملياً من قبل مهندسين متخصصين لحماية المنتج الزراعي، وكانت بدلاً من تسويق الموسم بأساليب حافظت على القيمة الغذائية للمنتج.

تجربة قديمة أسّس لها المهندس "زيد عبد السلام"، وتابعها معه المهندس "غسان عبد الملك" بتقنيات متطورة يمكن أن تكون إحدى معدّات المنزل، وفي ذات الوقت تكون قابلة للتطوير؛ لتمدّ الأسواق بنوع من المجففات المطلوبة كغذاء غني ومفيد.

تعرّفت إلى الجهاز من خلال المهندس الزراعي "زيد عبد السلام" أثناء إلقائه محاضرة متخصصة أفردها لهذه التجربة، حيث راقتني كبديل يمكن من خلاله الاستفادة من فائض المنتج الذي اعتدنا تجفيفه بالطرائق التقليدية مثل العنب والتين، وبعد تطبيق الجهاز في المنزل وبناء على تجربة مصممه اختبرت تجفيف أنواع جديدة من الفواكه مثل المشمش والخوخ والدراق، وكانت النتائج متميزة إلى جانب الخضار مثل البندورة، فبهذه الطريقة لم أعد مجبراً على بيع إنتاجي الزراعي بأسعار غير مناسبة كما يتكرر في كل موسم عندما يكون الإنتاج وفيراً، خاصة أن الجهاز قادر على تجفيف كميات التين والعنب خلال يومين أو ثلاثة في مواسم الصيف؛ وهذا وفّر الوقت كثيراً وبتكلفة لا تذكر. وبالنسبة لي، فقد حاولت تعميم التجربة لأنني أجد في اقتناء قياسات منزلية صغيرة تخدم المنزل، كما أنه يخلق بديلاً مناسباً للفلاح ويعفيه من تحكم التجار؛ وهذه تجربة واقعية يقرّ بها كل من استخدم الجهاز من الفلاحين

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 تشرين الثاني 2016، وثّقت هذه التجارب، حيث حاورت المزارع "جمال نصر" الذي حصل على جهاز التجفيف لتكون لديه فرصة للحصول على باقة متميزة من المواد الغذائية المجففة من الفواكه الصيفية المتنوعة والخضار، فتحدّث عن تطبيق عمل الجهاز في منزله، وعن أهمية التجفيف بهذه الطريقة من حيث اختصار الوقت والاستفادة من المنتج، وقال: «تعرّفت إلى الجهاز من خلال المهندس الزراعي "زيد عبد السلام" أثناء إلقائه محاضرة متخصصة أفردها لهذه التجربة، حيث راقتني كبديل يمكن من خلاله الاستفادة من فائض المنتج الذي اعتدنا تجفيفه بالطرائق التقليدية مثل العنب والتين، وبعد تطبيق الجهاز في المنزل وبناء على تجربة مصممه اختبرت تجفيف أنواع جديدة من الفواكه مثل المشمش والخوخ والدراق، وكانت النتائج متميزة إلى جانب الخضار مثل البندورة، فبهذه الطريقة لم أعد مجبراً على بيع إنتاجي الزراعي بأسعار غير مناسبة كما يتكرر في كل موسم عندما يكون الإنتاج وفيراً، خاصة أن الجهاز قادر على تجفيف كميات التين والعنب خلال يومين أو ثلاثة في مواسم الصيف؛ وهذا وفّر الوقت كثيراً وبتكلفة لا تذكر.

جمال نصر

وبالنسبة لي، فقد حاولت تعميم التجربة لأنني أجد في اقتناء قياسات منزلية صغيرة تخدم المنزل، كما أنه يخلق بديلاً مناسباً للفلاح ويعفيه من تحكم التجار؛ وهذه تجربة واقعية يقرّ بها كل من استخدم الجهاز من الفلاحين».

المهندس الزراعي "زيد عبد السلام" الذي طبّق أول جهاز لهذه الغاية، تحدّث عن أهمية التجفيف الشمسي من حيث اختصار الوقت والجهد لكون الجهاز قابلاً للاستخدام من قبل ربّات المنازل، وقال: «من المعروف أن العمل الزراعي موسمي، والإنتاج يصدّر بمدة محددة؛ وهنا تظهر مشكلة التسويق وعجز التصريف التي تعرّض الفلاح للخسارة، فعندما يتمكن الفلاح من الاحتفاظ بالمنتج يتمكن من إدارة السوق؛ وهذا الهدف الأول من حفظ الإنتاج من خلال عملية التجفيف و"التقديد أو العقد" كمربيّات أو طرائق أخرى، ويشمل ذلك كافة أنواع المحاصيل. وللانطلاق من هذه الفكرة، بحثت عن طريقة للاستفادة مما لدينا من منتجات مثل العنب والتين اللذان يعدّان من الفواكه ذات القيمة الغذائية العالية للحصول عليهما مجففين، ووجدنا من خلال تطبيق الجهاز فرصة للاستفادة من مادة غذائية كاملة المزايا، وكانت فكرتي ترتكز على الإسراع بعملية التجفيف قدر الإمكان، مع الحصول على مواد غذائية مجففة نظيفة خالية من الغبار والأتربة والأوساخ في ظروف تكفل حمايتها بعيداً عن أذى الحشرات والطيور.

المهندس غسان عبد الملك

وللتعريف بالجهاز، فهو عبارة عن صندوق بداخله عدة طبقات مصممة خصوصاً لهذه الغاية، وتتحمل الحرارة، وقد حمل اسم "حصاد 1"، مصمّم ليمتص الطاقة الشمسية، وذلك بناء على شكل الجهاز وميوله بالنسبة للمنطقة المدارية، وفي هذه الحالة يصبح الجهاز خلية شمسية، حيث تدخل أشعة الشمس من خلال طبقة بلاستيكية مضاعفة مصنعة من مادة "البولي كربون"؛ التي تسمح للحرارة بالدخول، وتمنع الانتشار إلى الخارج، مع العلم بإمكانية التحكم بدرجة الحرارة بالاعتماد على عدد الفتحات المستخدمة وإمكانية قياس الحرارة والرطوبة.

لذلك، فإن تجفيف صندوق من التين الذي يحتاج من 12 إلى 15 يوماً بالطريقة التقليدية، وبهذا الجهاز يكفيه ثلاثة أيام؛ وهذا موضوع مهمّ بالنسبة للفلاح ليتمكن من تجفيف الكميات التي يحتاج إليها ضمن مدة قصيرة للحصول على المؤونة أو مدّ الأسواق بالمواد المجففة، وقد تمكّنّا من تصميم أحجام منزلية صغيرة إلى جانب كون الجهاز مجهزاً بعربة للحركة لسهولة النقل والحركة».

من الفواكه المجففة بالجهاز

المهندس "غسان عبد الملك" صمّم "حصاد 2" بفكرة تتلاقى مع التصميم الأول من حيث استخدام الطاقة الشمسية، وتختلف بالأسلوب المتبع والغرض من التجفيف، حيث تستخدم للمحاصيل التي يفضّل تجفيفها بالظل، وقال: «الفكرة بوجه عام تعتمد تسخين الهواء باستخدام أشعة الشمس، وتمرير هذا الهواء إلى غرفة المواد التي يراد تجفيفها مثل التفاح والمشمش، والخضراوات مثل الملوخية والنعناع والمردكوش، وهي طريقة لاستخدام أشعة الشمس من دون أي تقنيات كهربائية، ومن وجهة نظري هذا الجهاز مصمّم لخدمة ربّات المنازل، ويمكن تصميمه بأحجام أكبر، ويعدّ من الوسائل غير المكلفة لامتصاص الطاقة الشمسية، حيث استخدمنا قطعة قماش سوداء من "البوليستر" لضمان تجفيف سريع يختصر المدة إلى أقل من ربع الوقت.

كما أنه يسمح للفلاح بتجفيف كميات كبيرة وفق حاجته في موسم الصيف ونضج كميات متنوعة ومختلفة من الفواكه والخضار والأعشاب، وقد أجريت قياساً لدرجة الحرارة التي ترتفع بهذا الجهاز بمقدار 18 درجة عن الحرارة الخارجية، وهذا كفيل باختصار وقت التجفيف والحصول على مواد غذائية مجفّفة نظيفة ومناسبة للغذاء، إلى جانب المحافظة على المواصفات ومنها اللون.

ومع أن لدينا الإمكانية لتصنيع عدد من الأجهزة لكفاية المنتجين، لكن لدينا أمنية بتوافر إمكانيات أكبر ونشر فكرة الجهاز لأهميتها وقابليته للاستخدام في المنازل، ولنشر أفكار التجفيف الشمسي الصحي».

الجدير بالذكر، أن تصاميم المهندسين التي حملت اسم "حصاد واحد، واثنان، وثلاثة" طبقت بوجه واسع، لكن المأمول استثمار أكبر نسبة للإنتاج الزراعي المتنوع في المنطقة، للحصول على منتج كبير قابل للتسويق نسبة إلى مواصفات النظافة والتعقيم التي تجعل المنتج يتطور منطقياً إلى منتج منزلي قديم مطلوب داخل المحافظة وخارجها، مع العلم أن تكلفة تصنيع الجهاز لا تتجاوز مئة ألف ليرة سورية.