المرأة والأرض صورتان متطابقتان للعطاء والعمل، حيث قررت نساء قرية "سهوة بلاطة" تأكيدها بدخول المجال الاقتصادي لخلق فرص للإنتاج والاستثمار.

فكرة التزيين أرشدتهن إلى إقامة عمل زراعي بهدف إعادة الخضرة وجني أرباح تدعم المشاريع النسائية التنموية لمصلحة القرية، وكانت بداية العمل في تشجير أطراف الطرق وغرسها بأشجار الزينة والنباتات الطبية. وبالتحضير للعمل اكتشفت أفكار جديدة هي اليوم مطبقة على أرض الواقع، وفق حديث إحدى المنظمات للأنشطة "سحر حسيب مطر" اللواتي يعتمدن على التبرعات النسائية ويدخلن اليوم العمل الزراعي لنشر الخضرة، ومقاومة الجفاف، وإضفاء مظهر حضاري للقرية من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 أيلول 2017، وقالت: «تتمتع قريتنا بأجواء متميزة، وتهطل فيها كميات مناسبة من الأمطار لتكون مؤهلة لزراعات كثيرة، لكننا لاحظنا أن شوارعنا غير مزينة بما ينسجم مع جمال القرية، وكانت الفكرة بالعمل لزراعة أنواع من الأشجار دائمة الخضرة، والنباتات الطبية التي يمكن الاستفادة منها على أطراف الشوارع، ونشر الثقافة الزراعية في ظل ازدياد التلوث. بعد أن أسسنا حديقة عامة ودخلت حيز العمل منذ عدة سنوات، ومخبزاً وفر عدداً من فرص العمل وساعد على العودة إلى رغيف الخبز العربي، نسعى اليوم إلى التذكير بدور النساء في الزراعة من خلال هذه الفكرة، لنزرع في كل عام عدداً من الشجيرات لعلنا نصل إلى مرحلة زراعة شوارع القرية بالكامل.

بعد عملية التعقيل التي باشرناها في مواسم الزراعة، وعملت فيها معظم النساء المشاركات لنتمكن من إنتاج أكبر كمية ممكنة لتكون بهدف تغطية مشروع تزيين القرية والمبيع، ليتحول المشروع إلى منتج مادياً ويقدم دعماً للصندوق المكون من تبرعات نساء القرية، ويعود بتكاليف الإنتاج وأجور العاملين في المشتل، حيث تم تعيين شاب وشابة لمصلحة هذا العمل، وهذه مرحلة أولى، وقد تم تدريبهما على يدي المهندسين المشرفين على الناحية العلمية، ليكون التعقيل بالطرائق الصحيحة، حيث بعنا في المرحلة الأولى نحو 800 شتلة، ولدينا اليوم عدد من الشتول معد للتوزيع بالمرحلة القادمة، وهذا بالحساب دخل جيد نعتمد عليه لتطوير المشروع وخلق فرص عمل جديدة لأبناء القرية، إلى جانب مشروعنا الأهم؛ وهو نشر الخضرة

في العام الفائت عندما باشرنا شراء الشتول، اقترح علينا المهندس "عامر كرباج" أن نعدّ الشتول بأنفسنا كي نخفف التكاليف، وهذا ما كان حيث أسسنا بيتاً بلاستيكياً، وباشرنا التعقيل، وقام والمهندسة "علا صلاح" متطوعين بتعليمنا على الطريقة، وذلك لنحصل على عدد أكبر من الشتول بطريقة أقل تكلفة، وعلى قطعة أرض مساحتها خمسمئة متر لتكون مستقراً للعمل».

سحر مطر أثناء العمل

إنتاج الشتول والتعقيل لغاية الزينة والمبيع فكرة تضيفها "سحر"، وتقول: «بعد عملية التعقيل التي باشرناها في مواسم الزراعة، وعملت فيها معظم النساء المشاركات لنتمكن من إنتاج أكبر كمية ممكنة لتكون بهدف تغطية مشروع تزيين القرية والمبيع، ليتحول المشروع إلى منتج مادياً ويقدم دعماً للصندوق المكون من تبرعات نساء القرية، ويعود بتكاليف الإنتاج وأجور العاملين في المشتل، حيث تم تعيين شاب وشابة لمصلحة هذا العمل، وهذه مرحلة أولى، وقد تم تدريبهما على يدي المهندسين المشرفين على الناحية العلمية، ليكون التعقيل بالطرائق الصحيحة، حيث بعنا في المرحلة الأولى نحو 800 شتلة، ولدينا اليوم عدد من الشتول معد للتوزيع بالمرحلة القادمة، وهذا بالحساب دخل جيد نعتمد عليه لتطوير المشروع وخلق فرص عمل جديدة لأبناء القرية، إلى جانب مشروعنا الأهم؛ وهو نشر الخضرة».

فرصة للعمل الجماعي العائد بالخير والمدروس في ذات الوقت، تتحدث عنها المهندسة الزراعية "علا صلاح"، وقالت: «من قبيل العمل الزراعي بدأت الفكرة، لكنها أسست بطريقة سليمة ليكون المنتج قابلاً للتداول بمواصفات جيدة ومتميزة. والأهم هنا أن المنتج زراعي ونسائي لكون المشروع عائداً لمدخرات نساء القرية، وقد أتاح لي هذا المشروع ولزميلي المهندس "عامر كرباج" العمل وخدمة قريتنا لنكون بمرحلة التأسيس، ونقدم الإشراف الزراعي خدمة لقريتنا التي تحتاج إلى هذا المشروع، لكن المميز هنا أن المشروع اعتمد بالتأسيس على أفكار اقتصادية، وأتصور أنها قادرة على تحصينه وتحقيق النجاح لتحسب الأجور وتكلفة العُقل والكميات المطلوبة والترب ومختلف احتياجات الإنتاج، وعليه فالفكرة الزراعية قابلة للتطوير من خلال تنويع الأشجار والنباتات الطبية، وأنواع من الخضار، التي تقترن زراعتها بعملية التعريف بها لكونها لا تحتاج إلى جهود كبيرة، وقد حاولنا تدريب الشباب والمشرفين على البيت البلاستيكي على طرائق الرعاية للحد قدر الإمكان من الخسارة؛ لتكون كل عقلة فرصة لربح إضافي وحقيقي يدعم المشروع، ويضمن فرص التطوير والنجاح التي أعدّها متوفرة، والقادم يدل على توسع مطلوب لكون الغراس لاقت الاستحسان، وهناك طلب واسع يشجعنا على المتابعة».

صور من المشتل

تجربة العمل الزراعي والحصول على فرصة عمل تتحدث عنها "ثراء الشومري" طالبة جغرافية، التي التحقت بالمشروع، وقالت: «فكرة منتجة تابعتها منذ البداية، ومن خلالها حصلت على فرصة عمل تساعدني في الحصول على دخل لكوني طالبة ودراستي تحتاج إلى تكلفة مادية، هذا العمل منحني فرصة للاستمرار، وفي ذات الوقت هو عمل جيد وغير مرهق اكتسبت من خلاله خبرة زراعية، وأتمنى أن يتطور المشروع ليساعد شابات جدد على العمل والحصول على هذه الفرصة وامتلاك الخبرة، فقد تدربنا على يدي المهندسين المختصين وزودانا بمعلومات قيمة حول كيفية التعقيل للحصول على شتول لمختلف أنواع الأشجار.

كانت البداية مع أشجار الزينة، وبعدها باقة من الأشجار المثمرة إلى جانب النباتات الطبية، وكلها أنواع مطلوبة، وفي ذات الوقت فإننا نقدم لكل من يشتري من شتولنا معلومات حول طرائق رعاية الشتول وكيفية نقلها وما يناسبها من ظروف، وهذا العمل أتوقع أنه من أكثر الأعمال قرباً للمرأة التي تهتم بالزراعة والخضرة والتزيين».

ثراء الشومري في العمل

ما يجدر ذكره، أن نساء "سهوة بلاطة" قد باشرن أعمالهن الاقتصادية منذ خمس سنوات كانت منتجة لعدة مشاريع، منها: المخبز، والحديقة، واليوم العمل الزراعي وزراعة أطراف الطرقات، ويتم تسخير الدخل لخلق فرص عمل للسيدات والشباب، ومنح قروض للطلبة، وعدد من الخدمات الاجتماعية، لكنها في المجمل أعمال اعتمدت التأهيل والتدريب على أعمال جديدة، ومنها العمل لجني أرباح، وهنّ في طور الترخيص لجمعية "نساء السهوة" لتكون المشرفة والمبرمجة لأعمالهن التي يصح تسميتها بالناجحة اقتصادياً؛ لكونها خلقت أكثر من 40 فرصة عمل من المشاريع المتعددة.