لم تستسلم لواقعها الذي منعها من متابعة دراستها الجامعية، ورفضت أن تكون امرأة تقليدية؛ فهي تملك طاقة كبيرة وتستطيع استثمارها، وهذه كانت نقطة البداية.

"سلمى جريرة" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1961، استطاعت بالإصرار وتنظيم الوقت إعادة إحياء الصناعات التقليدية الغذائية؛ لتؤسس مشروعاً ناجحاً ساهم في دعم أسرتها مادياً، وفي لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 آب 2018، تحدثت عن تفاصيل المشروع ومعوقاته، وكانت البداية من مرحلة التأسيس، حيث قالت: «بصفتي ربة منزل لدي وقت كبير يمكن استثماره في حال تنظيمه، كل سيدة تجيد فن الطبخ وصناعة الحلويات والمربيات وغيرها، لكنني رغبت بتطوير مهاراتي من خلال دورات تقوية متعددة، وأول دورة اتبعتها قبل ثمانية أعوام كانت تصنيع إكسسوارات في دائرة المرأة الريفية في مديرية الزراعة، ومنتجاتنا تم تسويقه من قبل الدائرة، ثم التحقت بدورة لتعلم فن الطبخ وتصنيع الحلويات وتركيب العطور في الكنيسة في "السويداء" عام 2015، وبدأت من قرض صغير حصلت عليه من دائرة المرأة الريفية والحد من الفقر، وبدأت تصنيع الحلويات وأنواع من البسكويت والخبز العربي وخل التفاح، وعرض نتاجي في معارض خصصت لهذا الأمر، واستقطبت عدداً من الزبائن الذين أحبوا المنتجات لثقتهم بأنها طبيعية، وبدأ مشروعي يكبر وتوسعت دائرة معارفي، واستطعت تحقيق مورد رزق مقبولاً نوعاً ما».

المكان موجود، لكنني بحاجة إلى معدات لتصنيع الحلويات، في المدة السابقة لولا دعم زوجي وأسرتي لما استطعت المتابعة، آمل في الحصول على قرض لشراء معدات العمل وتطويره، في البداية حصلت على قرض والتزمت بالتسديد، وأتمنى أن أوفق مجدداً

ثم أضافت: «منذ خمسة أعوام لدي اكتفاء ذاتي في منزلي، كل شيء يحتاج إليه المنزل أقوم بتصنيعه بنفسي حتى المنظفات والشامبو من الأعشاب الطبيعية وغيرها والفائض يباع، وأقوم بالتصنيع حسب الطلب، والتسويق من خلال المعارف والأصدقاء والمعارض؛ فقد شاركت في عشرين معرضاً في الجمعية السورية للمعوقين، وجمعية أبناء "الجولان"، ومديرية السياحة، ودائرة المرأة الريفية، ومعرض "دمشق" الدولي منذ سبع سنوات، وأرسلت منتجات للمشاركة في معرض في "طرطوس" منذ خمس سنوات، ومعرض في حديقة "النواعير" في "جرمانا" 2016، وفي بهو بلدية "السويداء".

"سلمى جريرة"

أقوم يومياً بصنع بسكويت بالبرتقال و"المرشم" للبيع، وبدأت منذ مدة صنع "المعاقيد" و"المخللات" و"المكدوس"، وتجفيف "الأعشاب الطبية"».

أما عن الصعوبات أمام تطوير العمل، فقالت: «المكان موجود، لكنني بحاجة إلى معدات لتصنيع الحلويات، في المدة السابقة لولا دعم زوجي وأسرتي لما استطعت المتابعة، آمل في الحصول على قرض لشراء معدات العمل وتطويره، في البداية حصلت على قرض والتزمت بالتسديد، وأتمنى أن أوفق مجدداً».

"وفاء الملحم" و"سلمى جريرة"

"وفاء الملحم" قالت: «تربطني بالسيدة "سلمى" صداقة بين الأهل وأعرفها جيداً منذ عشرين عاماً، لكن عندما التقيتها في بهو بلدية "السويداء" في "سوق ضيعتنا"، وكنت مشاركة بعدد من الصناعات النباتية، فوجئت بما قدمته من منتجات طبيعية مصنعة بطريقة متقنة، لدي ثقة بمنتجاتها سواء من حيث طريقة الصنع وطبيعة المواد، ومن المهم البحث عن مصدر ما نأكل، وأتمنى أن تستمر بمشروعها».

المهندسة "محسنة أبو سمرة" رئيسة دائرة التنمية الريفية بمديرية الزراعة في "السويداء"، تحدثت عن "سلمى جريرة" بالقول: «"سلمى" من السيدات المتابعات معنا منذ البداية، ولديها مشاركات مميزة في معارضنا التي نسعى إلى إقامتها لدعم النساء اللواتي ندربهن للعمل، في محاولة لخلق فرص لتسويق منتجاتهن، فمن الممكن أن يصبح زوار المعرض زبائن دائمين. "سلمى" عملها منزلي ولا توجد لديها ورشة، وعلى الرغم من صعوبة هذا الأمر، إلا أنها تقدم منتجاً نظيفاً خالياً من المواد الحافظة، وهي من السيدات المميزات في العمل وتعمل بصدق وأمانة، لدينا قروض تساهم في مساعدة تطوير المشاريع توقفت فترة بسبب الأحداث الأخيرة التي مرّ بها بلدنا، وفي المرحلة القادمة سنعود لتوزيع القروض للسيدات المميزات اللواتي حافظن على الصناعات التراثية الخاصة بالمحافظة؛ لإيصالها إلى كافة محافظات القطر».

بعض المنتجات التي تصنعها مأخوذة من معرض في المركز الثقافي