لم تبحث "حنان علم الدين" عن فرصة عمل بقدر رغبتها بنشر طريقتها الفنية بصناعة قوالب "الكاتو" الفاخرة، كي تشارك بأفراح وأعياد الميلاد بموهبتها الفنية الجميلة في هذا المجال.

سيدة منظمة تعشق الترتيب والأناقة في المنزل، وتوضيب الطعام والحلويات. اعتمدت في منزلها طرائق طبيعية لتقديم المذاق اللذيذ بشكل أنيق. رغبت بجذب انتباه السيدات إلى نوع خاص من "الكاتو" المزين بطرائق فنية بعيدة عن المبالغة والأساليب التسويقية، كما تحدثت من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 آذار 2019، وقالت: «منذ الطفولة تعودت مع جدتي ووالدتي أن فنون الطبخ وإعداد الحلويات تحتاج إلى نوع خاص من النظافة والأناقة فالنكهة حلوة المذاق لها أصول. تعلمت الاهتمام بتفاصيل المطبخ وطرائق التحضير كنوع من الهواية، وتطبيق أعمال محببة بالنسبة لي. وقد تكاملت هذه الموهبة مع دراسة الفنون النسوية لأكتسب مهارات من نوع آخر كالخياطة والحياكة واحتفظت بحق التجربة في الحلويات.

تعرّفت عن قرب إلى عمل مميز تؤديه هذه السيدة من منزلها، لديها اعتناء واضح بالنوعية، تتفاعل مع المناسبة، وتقدم ما ينسجم معها، انطلاقاً من شعورها كأم بذوقها واهتمام بالشكل الذي يقدم راحة للزائر وكل من يشارك بهذه الحفلات. ولأنها حافظت على المنتج المنزلي الطبيعي؛ لكونها تعمل بمعدات مطبخها مثل كل أم، وقدمت من خلال تجربتها صورة لكل سيدة تعمل لإشغال الوقت بعمل مفيد ومنتج إلى جانب متابعة الأسرة وتقديم منتج يفرح الأسرة ويكمل مناسباتها. وأتصور أننا بحاجة إلى مثل هذه المشاريع لنتعرف مواهب ربّات المنازل، واهتماماتهن المختلفة التي يحتاج إليها المجتمع؛ لننقلها من داخل المنزل إلى الخارج تبعاً للحاجة الماسة إليها، و"حنان" إحدى هذه التجارب التي أحدثت فرقاً

التجربة لتطبيق أي نوع من الحلويات والإضافة إلى الوصفات وتغيير المكونات والمقادير، كان اهتمامي لسنوات، حيث احتفظت بكل طريقة جرّبتها. بعد الزواج وتكوين العائلة زاد اهتمامي، لغاية تقديم أصناف ترضي العائلة، وكنت في كل مناسبة أبتكر نوعاً جديداً. زواري اقترحوا علي موضوع التسويق لعملي، وهذه فكرة تأخرت كثيراً بتطبيقها لأنني لم أكن بحاجة إلى العمل أو الحصول على دخل. حاجتي لإشغال ساعات من اليوم والمتعة بما أقدمه كانت أكبر، لكن منذ عام ونصف العام فكرت في خوض هذه التجربة، وكانت البداية المميزة.

مما تصنعه حنان علم الدين

عندها أخبرت الصديقات وانطلقت انطلاقة بسيطة جداً؛ لأنني لم أرغب بنشر الخبر على نطاق موسع لأنني أريد التطور وأقدم موهبتي بالطريقة المناسبة، وترافق ذلك مع تأسيس صفحة "Caramella Cakes"، فعملي اليوم نوع من المشاركة بالخبرة، وليكون لدي دور في زرع البهجة في أفراح العائلات خاصة أعياد الميلاد التي يعدّ "الكيك" المزيّن أول متطلباتها».

"الكيك" أكثر الأصناف التي أرادت نشرها وفق ما تعلمت وبالطريقة التي تعدها لأولادها ليكون "الكيك" منزلياً، وقالت: «أهتم بالنكهة ولم أتعود شراء أي نوع من الحلويات من الأسواق، وأعدّ كل ما أحتاج إليه من أنواع "الكاتو" وغيرها كل قالب على حدة، لا أعمل بطريقة المعمل على الرغم من زيادة الطلب، فعندما تقدمت إلى السوق حافظت على ذات الطريقة ليكون "الكاتو" بجودة ترضيني مثل الذي أعدّه لعائلتي من حيث المكونات من الزبدة الخاصة ونوع الطحين وكل المواصفات.

سلام التقي وهند التقي مسؤولات عن صفحة لدعم المشاريع النسائية

هنا أطبق هوايتي بالطهو والتزيين وفق طلب الطفل أو ولادته، أطبق رؤيتهم، وفي النهاية أضيف لمستي الخاصة، غايتي المحافظة على النكهة المنزلية عندما نطهو القالب بمكونات السكر المعتدل والنكهات حسب رغبة أصحاب الحفلة، وقد شعرت بأن كل من طلب من قوالبي عاد ليطلبها مرة ثانية تبعاً للارتياح لهذه الطريقة، وكذلك تصرفت بالنسبة لأنواع "الكاب كيك" والبسكويت وأنواع أخرى تطلب مني بكثرة، لكن بالنسبة للقوالب فأنا أعملها وفق الطلب فقط لأرسلها طازجة وبذات اليوم، وهذا الأهم بالنسبة لي كي لا نهتم بالشكل على حساب المضمون».

الحلويات الطبيعية تتمة لمشروعها، وتضيف: «يبدو أن رغبة العمل تتطور مع الانتشار، ووجدت أن نشاطي ازداد لأستغل الوقت الفائض عن الاهتمام بعائلتي، خاصة أن زوجي متعاون بشدة ويحب التنظيم مثلي ويساعدني على تسويق وإيصال المنتج ويهتم بما أقدم، لذلك توسعت في تحضير أنواع من البسكويت والكعك المحضرة بالدبس كمُحلي طبيعي لأنني جربته، خاصة أنني أحضر الدبس المنزلي، وأردت مشاركة الزبائن بالنكهة، وبالفعل لاقى الرواج بعد أن عرضناه في مركزين من المحال الكبرى في المحافظة، وزاد الطلب، إلى جانب "الكاب كيك" ونوعي "المضل" وهو "الكاتو" العادي الذي ترغبه أسر كثيرة بمُحلٍّ طبيعي ومن دون تزيين واضح طلباً للنكهة وتقديمه يومياً ووفق الطلب.

طلب الأطفال على الشخصيات المحببة لهم

ولأن الربح لم يكن غايتي، بقيت التكلفة مرتبطة بما أضعه من مكونات لتدرس التكلفة لكل قالب، وأبقى حريصة وزوجي على تنظيم الطلبات، كي لا يشغلني العمل أكثر من الوقت الذي ينسجم مع الوقت الذي خصصته لهوايتي.

أقدم ما أرضى عنه ويعبر عن تجربتي التي أستمتع بها ولا رغبة لي بالتطور إلى معمل؛ لأن العمل من المنزل جيد، وأجده منسجماً مع وقتي ويلبي الحاجة».

عدة طلبيات لمس من خلالها الفرق كما تحدث الصيدلاني "رامي هنيدي"، وقال: «يهتم الأطفال والسيدات بنوع خاص من القوالب الخاصة بأعياد الميلاد لتكون معبرة عن المناسبة وصاحب عيد الميلاد لطفل أو طفلة أو حتى شبان وشابات، وفي الأغلب كنا نتجه إلى أفران محددة لنجد طلبنا لنقل هذه المناسبة، لكن منذ مدة تواصلت من خلال الصفحة التي أطلقتها صاحبة ماركة "كراميلا" وسألتها عن الأنواع والأشكال التي تعدها، المفاجأة كانت عندما وصل القالب إلى المنزل ولفتني والعائلة طريقة التزين أولاً التي وجد فيها اهتمام واضح باللون والشكل، لكن ذلك لم يكن على حساب النكهة التي حرضتني للسؤال عن طريقة العمل، فما قدمته صنع بذات اليوم بمرحلة باكرة وزين بالكامل فبل ساعات، ومن العمل تظهر موهبة مميزة، اقترنت بالنكهة وشكرتها لأنها ربة منزل، وقدمت هذا العمل وأصبحت شريكة لنا في كل المناسبات، نحدد المناسبة وهي تحضّر المطلوب بذوق وعناية، وقد نجحت بهذه المهمة».

"سلام التقي" إحدى الشابات التي تدير صفحة عبر شبكة التواصل لدعم سيدات الأعمال والمواهب، تابعت "حنان" وعبّرت عن عملها بالقول: «تعرّفت عن قرب إلى عمل مميز تؤديه هذه السيدة من منزلها، لديها اعتناء واضح بالنوعية، تتفاعل مع المناسبة، وتقدم ما ينسجم معها، انطلاقاً من شعورها كأم بذوقها واهتمام بالشكل الذي يقدم راحة للزائر وكل من يشارك بهذه الحفلات.

ولأنها حافظت على المنتج المنزلي الطبيعي؛ لكونها تعمل بمعدات مطبخها مثل كل أم، وقدمت من خلال تجربتها صورة لكل سيدة تعمل لإشغال الوقت بعمل مفيد ومنتج إلى جانب متابعة الأسرة وتقديم منتج يفرح الأسرة ويكمل مناسباتها.

وأتصور أننا بحاجة إلى مثل هذه المشاريع لنتعرف مواهب ربّات المنازل، واهتماماتهن المختلفة التي يحتاج إليها المجتمع؛ لننقلها من داخل المنزل إلى الخارج تبعاً للحاجة الماسة إليها، و"حنان" إحدى هذه التجارب التي أحدثت فرقاً».

ما يجدر ذكره، أن "حنان علم الدين" من مواليد "بنما" عام 1983، متزوجة ومستقرة في "السويداء"، خريجة معهد فنون نسوية.