لم تنشئ مشروعَها من منطلق قلّة الحيلة والعجز، فهي خياطةٌ ومصممةُ أزياء لها بصمتها الخاصة وأسلوبها المعروف، إلا أنّها اختارت فنَّ الطبخ ليكون مشروعها الخاص انطلاقاً من ثقتها بنفسها، وحبها للعمل به، لتكتسب الشهرة وتحصد النجاح بوقت قصير.

تقول "باسمة الشيباني" مؤسسة مخبز ومطبخ "الرحى" لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 26 تشرين الأول 2019 عن مشروعها: «أشعر بمتعة كبيرة حين أقوم بالطبخ، الجميع يعلم أنّ العمل التقليدي والافتراضي لأيّ امرأة هو الطبخ، إلا أنّ الأمر مختلف بالنسبة لي، فالطبخ لدي موهبة أحبّها بشكل كبير، حين توفي زوجي وجدت نفسي مسؤولة عن عائلة والتزامات ومسؤوليات جمّة، علماً أنّ الجميع يعرفني خياطةً ومصممةَ أزياء، فقد عملت في هذه المهنة مدة 12 عاماً في قريتي "سهوة الخضر" قبل زواجي واستقطبت الزبائن من قريتي والقرى المجاورة، إلا أنّني حين فكرت بإنشاء مشروع كان المطبخ هو الحل لأنّي واثقة من نجاحي به أكثر من الخياطة».

إنّ مشروعها ليس جديداً لكنها اجتهدت لجعله مميّزاً، فكلّ ما تقدمه لذيذٌ ومتقن، علماً أنّها موهوبة بفنّ تزيين الطعام واهتمامها بشكله الجمالي، بالإضافة إلى النظافة والجودة، وقد استطاعت النجاح وضمان الاستمرار

وعن البدايات أضافت: «كان لا بدّ من الحصول على قرض لتأمين المعدات، فحصلت على قرض صغير من "الأمانة السورية للتنمية"، وبدأت، كنت أقوم بالعمل بمفردي وأستطيع إنجازه، وأحياناً يساعدني ابني، وقد أضطر في حال الطلبات الكبيرة للاستعانة بمن يساعدني، ولكن بالمجمل أنا من أقوم وأشرف على كل شيء، من اختيار المواد وتجهيزها وتحضيرها، وقد سعيت لأن يلبي المطبخ جميع طلبات الزبائن، ويقدم جميع الأكلات الشرقية والجبلية على وجه التحديد، إضافةً إلى الخبز العربي و(المرشم) والحلويات التي تطلب مني بكميات كبيرة خلال فترات الأعياد وفي المناسبات».

"باسمة الشيباني" في سوق المرأة الريفية

وعن سبب اكتسابها للشهرة والنجاح، تابعت: «نظافة الطعام هي عنوان عملي، عانيت في البداية من مشاكل في التسويق رغم وجود مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنّ آراء الناس شكّلت الفارق لدي، فأصبح سكان قرية "الرحى" يحدثون بعضهم عن جودة الطعام، وبهذا اكتسبت العديد من الزبائن، المصداقية وتقديم الطعام الأفضل أكسباني شهرتي، علماً أنّه يوجد العديد من المطابخ في القرية وعلى مستوى المحافظة».

وعلى الرغم من انشغال "باسمة" بعملها في المطبخ، والوقت الطويل الذي يستغرقه، إلا أنّها تجد الوقت الكافي للخياطة والكروشيه، حيث قالت: «لا يمكنني الجلوس دون عمل طوال النهار، فعندما يكون الطلب على المطبخ قليل أعمل بالكروشيه والرسم على الحرير وعلى الزجاج، وأنا من المشاركات بشكل دائم في سوق المرأة الريفية الذي تعرض فيه مجموعة من النساء أعمالهن للتسويق، ولديّ صفحة خاصة للتسويق على الإنترنت، الطلب على المنتجات المصنوعة يدوياً جميل، ويستقطب أصحاب الذوق الرفيع، وكثيراً ما يطلب مني في المناسبات والأعياد مثل (عيد المعلم، وعيد الأم) وغيرها».

"المنسف "

ربّة المنزل "سلمى جريرة" تحدثت عن عمل "الشيباني" بالقول: «إنّ مشروعها ليس جديداً لكنها اجتهدت لجعله مميّزاً، فكلّ ما تقدمه لذيذٌ ومتقن، علماً أنّها موهوبة بفنّ تزيين الطعام واهتمامها بشكله الجمالي، بالإضافة إلى النظافة والجودة، وقد استطاعت النجاح وضمان الاستمرار».

"جميلة هنيدي" مرشدة اجتماعية في ابتدائية "ثائر الأعور" في قرية "الرحى" أضافت: «"باسمة الشيباني" سيدة مكافحة، بدأت مشروعها خطوة بخطوة، وبفترة قصيرة اكتسبت سمعة حسنة في البلدة، وأصبح الجميع يقصدها لنظافة ما تقدمه، فهي تعمل بضمير وتهتم بإرضاء الناس بغضّ النظر عن الهدف المادي، حتى أصبحنا إذا سئلنا عن أفضل مطبخ لا نتردد بذكر اسمها، فهي تستحق النجاح والاستمرار في مشروعها».

"الكبة"من الأكلات المشهورة

يذكر أنّ "باسمة الشيباني" من مواليد قرية "سهوة الخضر" في محافظة "السويداء" عام 1971.