من العادات العربية تقديم الضيافة من فاكهة أو ولائم وخاصة بين قرى "جبل العرب"، لكن الشيخ "مروان عامر" والخوري "عطا الله جبيل" في قرية "الهيت" قدّما مبادرة هي الأولى من نوعها بجعل ضيافتهما معالجة المرضى من دون علم مسبق منهما.

حول المبادرة الاجتماعية الإنسانية، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 أيار 2018، التقت "وسيم أبو كرم" عضو لجنة مدينة "شهبا" لجمعية "أصدقاء مرضى السرطان"، الذي أوضح قائلاً: «حين زرنا قرية "الهيت" كان الهدف من زيارتنا عملاً إنسانياً نشرح فيه لأبناء القرية عن مشروع خيري سيقام في "السويداء"، وهو مستشفى "الشفاء الخيري" لمعالجة مرضى السرطان، وذلك في إطار الجولات التي تقوم بها الجمعية في قرى "جبل العرب" بمختلف الاتجاهات، لكن المفاجأة التي استوقفتنا بدهشة وإعجاب حين قدمت مبادرات اجتماعية متنوعة تنبع من قيم المضافة "المعروفية"، والعادات الأصيلة القائمة على التكافل الاجتماعي، ومساعدة المحتاج عن طريق أصحاب الأيادي البيضاء، لكن جمال تلك المبادرة أنها انبعثت بفطرة الكرم والكرامة في قرية "الهيت" من شخصيتين من أطياف مختلفة، ولا يعلم كل منهما ما سيفعل الآخر، لكنهما بادرا باسم أهالي قرية أن يقدم ضيافته بطريقة التبرع المالي بدلاً من ضيافة الولائم والفاكهة والحلويات، ناشراً رؤيته بأن تكون تكاليف الضيافة لو قدمت للمحتاجين من أبناء الوطن، ربما نساهم في تخفيف آلام العديد من أفراد المجتمع، خاصة إذا كانت لمصلحة المرضى. وهذه المبادرة هي الأولى من نوعها في المحافظة، وباتت ثقافة يحتذى بها. ولو عممت هذه الظاهرة على أفراد مجتمعنا، لما بقي بيننا فقير أو محتاج، فيومياً تنفق ملايين الليرات على ولائم الجاه، وهناك مئات الأسر الفقيرة وآلاف المرضى الذين لا يملكون ثمن الدواء».

المبادرة التي قام بها الشيخ "مروان عامر" بتقديم مبلغ من المال لمصلحة معالجة المرضى، بدلاً من تقديم الضيافة من الفاكهة والولائم وغيرها، وما قمنا به أيضاً من دون تنسيق مسبق من الشيخ والخوري أحدث حالة انفعالية عاطفية كبيرة، تنم عن الوحدة الوطنية المتكاملة بالفطرة، وارتباط العلاقة الاجتماعية القائمة على حس المسؤولية تجاه المشاريع الخيرية والإنسانية من جهة ثانية، وربما دفع العديد من أهالي القرية إلى تقديم المساعدات المالية للمعالجة والمساهمة في تخفيف آلام المرضى، من خلال الشعور الإنساني والعاطفي والوجداني والاجتماعي بطرح مبدأ التكافل الاجتماعي، وربما الهدف الأهم راحة الضمير والنفس للفعل أو العمل، ولعل مجتمعنا الغني بالأفكار والتطلعات يسعى للعودة إلى منظومة الحياة البسيطة التي تهدف إلى التكافل بغية راحة الوجدان الأخلاقي والقيمي، وهذه المبادرة موجودة أصلاً قبل ذلك من زمن

الشيخ "مروان عامر" من أهالي قرية "الهيت" وصاحب المبادرة، تحدث عن السبب الذي دفعه نحوها: «الإيمان بالهدف السامي لمنظومة العادات العربية الأصيلة، وانعكاسها على تنمية المجتمع، من الأمور التي باتت تفرض نفسها نتيجة الواقع الاقتصادي والاجتماعي، فالإحساس بالمسؤولية تجاه مساعدة المحتاجين من المرضى، وخاصة مرضى السرطان المكلف مادياً في علاجه فرض علينا أن نبادر بهذا العمل. وما تتميز به قريتنا من تنوع منسجم مع أفرادها، كان الرأي أن يتم تقديم مبالغ مستحقة تصل إلى أصحابها المستحقين بدلاً من تقديم الولائم والفاكهة القائمة على الجاه والاستعراض الاجتماعي، وبالفعل ما قدمته هو جزء من مبادرة قريتنا بالتوافق التام بين الجميع، مع يقيننا بأن التكاليف الباهظة للضيافة لو أنفقت بقصد التكافل الاجتماعي ومساعدة الناس، لربما تساهم بالقضاء على الفقر والحاجة، وهذه المنظومة جزء من عاداتنا وتقاليدنا العربية، والأب "عطا الله جبيل" لم يعلم أننا سنقوم بهذا العمل عندما زارنا مجلس إدارة جمعية "أصدقاء مرضى السرطان" إلى القرية حتى بعد الاستماع إلى الإضاءة على مشروعهم الخيري في الصالة العامة، من خلال الحضور النوعي المتنوع، والتناغم الخيري الإنساني».

وسيم أبو كرم

بدوره بين الأب "عطا الله جبيل" تحدث عن إنسانية الطرح والمبادرة التي تمت، ويقول: «المبادرة التي قام بها الشيخ "مروان عامر" بتقديم مبلغ من المال لمصلحة معالجة المرضى، بدلاً من تقديم الضيافة من الفاكهة والولائم وغيرها، وما قمنا به أيضاً من دون تنسيق مسبق من الشيخ والخوري أحدث حالة انفعالية عاطفية كبيرة، تنم عن الوحدة الوطنية المتكاملة بالفطرة، وارتباط العلاقة الاجتماعية القائمة على حس المسؤولية تجاه المشاريع الخيرية والإنسانية من جهة ثانية، وربما دفع العديد من أهالي القرية إلى تقديم المساعدات المالية للمعالجة والمساهمة في تخفيف آلام المرضى، من خلال الشعور الإنساني والعاطفي والوجداني والاجتماعي بطرح مبدأ التكافل الاجتماعي، وربما الهدف الأهم راحة الضمير والنفس للفعل أو العمل، ولعل مجتمعنا الغني بالأفكار والتطلعات يسعى للعودة إلى منظومة الحياة البسيطة التي تهدف إلى التكافل بغية راحة الوجدان الأخلاقي والقيمي، وهذه المبادرة موجودة أصلاً قبل ذلك من زمن».

الشيخ مروان عامر
الأب عطا الله جبيل