التقى مجموعة من شباب قرية "عمرة" على أهداف محددة في زرع المحبة والتعاون، وتخطي كل ظروف الأزمة؛ من خلال بناء أجيال قادرة على العطاء واستمرار العلم بمبادرات خلاقة لطلاب القرية، بتمويل ذاتي لاقى التشجيع، وحصد النتائج على الأرض.

كانت المصادفة وراء نجاح هذا العمل، على الرغم من المحاولات السابقة التي كان نصيبها الفشل، الذي جعل هؤلاء الشباب في حالة صراع دائم للاستمرار والنجاح، كما أكد المحامي الراحل "سامر مكارم" قبل رحيله المؤلم بأيام، وأضاف عن البدايات: «كانت محاولاتنا مستمرة لخلق صندوق موحد يجمع كل أهالي القرية، ويكون نواة لجمعية خيرية تهتم بالصحة والتعليم، وتكون جامعة لكل مكونات القرية وأفرادها، التي تضم العديد من الخبرات الإدارية والعملية، وتتميز بنسبة عالية من المتعلمين والمثقفين. ولظرف ما لم تكن هذه الأفكار جاهزة للتطبيق، وكانت تحتاج إلى محرض قوي حتى تتبلور.

كان هناك تعاون مع منظمة "الأمانة السورية للتنمية" من خلال "لينا مكارم" العاملة في تلك المنظمة، وهي ابنة القرية المجتهدة، حيث اقترحت أن ننظم احتفالية مناسبة للناجحين في الشهادات الدراسية، فقمنا بجمع التبرعات اللازمة للحفلة، والمساعدة على إخراجها بصورة مناسبة، وتكريم طلاب الشهادة الثانوية العامة بفرعيها، وكذلك الأمر بالنسبة لاحتفالية جميلة مخصصة للأطفال، حيث اقتصر دورنا على دعم فكرة الموضوع وتقديم التبرعات والإمكانات اللازمة. بالمقابل قامت "الأمانة السورية للتنمية" بمساعدتنا في رفد القرية بمدرّس للغة الفرنسية كان يعطي طلاب الصف التاسع مجاناً ساعتين في الأسبوع على مدار العام

وفي الشهر التاسع عام 2017، كان أن وقع أحد شبان القرية بمشكلة صحية كبيرة، استلزمت منه دفع مبلغ كبير من المال، وكانت الشرارة التي جمعت عشرة شبان لكي نبدأ من جديد، وننطلق بصندوق مخصص للصحة والتعليم، ونجمع فئة الشباب تحت مظلة مرسومة بعناية، وتكون نواة فاعلة في القرية، حيث استجاب لهذه المبادرة 168 شاباً، وانطلقنا من هنا نحو تحقيق ولو جزء من الأحلام، فالمحبة تصنع المعجزات».

المحامي الراحل سامر مكارم

مدير مدرسة الشهيد "ضياء مسلم نوفل" في القرية المربي "رؤوف نوفل" والناشط في المجال التعليمي المتعلق بالدورات، تحدث عن بداية العمل لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 حزيران 2018، حيث قال: «في بداية العمل قررنا أن نجمع من كل شاب 500 ليرة سورية شهرياً، وكان الإجماع أن تكون كل القرارات التي تتخذ للمصلحة العامة يجب أن يتم التصويت عليها بالأكثرية، وعن قناعة بيننا نحن المؤسسين، وقمنا بمخاطبة المغتربين الذين ساهم بعضهم معنا، وكانت مبادرة أهالي القرية بتخصيص جزءاً من حسنة المتوفى للصندوق، وهكذا كان المبلغ يكبر حتى استطعنا البدء بالدورات التعليمية.

بدأنا الدورات في أول السنة الدراسية الماضية للصف التاسع، بمواد الرياضيات والعلوم العامة، وما زلنا مستمرين حتى الآن، ولن نتوقف نهائياً لكون دورة الحياة مستمرة، وكان معنا المدرّسان "ظافر مكارم"، و"يحيى نوفل" أيام الجمعة والسبت وأيام العطلة الانتصافية، وكلها مجاناً.

مدرسة الشهيد ضياء نوفل

وبالنسبة لطلاب شهادة الثانوية العامة بفرعيها، فقد تعاقدنا مع أفضل المدرسين، واستفاد جميع طلاب القرية منها من دون استثناء.

حتى اللحظة قمنا بتعليم ما يزيد على مئة طالب، وبمجموع يتجاوز المليون ليرة سورية، وما زلنا مستمرين بأكثر من مبادرة في هذا الخصوص. والآن بدأت دورات الصفوف من السابع والثامن والتاسع لمئة طالب أيضاً لاستغلال الصيف على أكمل وجه».

وعن المبادرات الأخرى التي تمت بمساهمة من شباب القرية، أضاف "نوفل": «كان هناك تعاون مع منظمة "الأمانة السورية للتنمية" من خلال "لينا مكارم" العاملة في تلك المنظمة، وهي ابنة القرية المجتهدة، حيث اقترحت أن ننظم احتفالية مناسبة للناجحين في الشهادات الدراسية، فقمنا بجمع التبرعات اللازمة للحفلة، والمساعدة على إخراجها بصورة مناسبة، وتكريم طلاب الشهادة الثانوية العامة بفرعيها، وكذلك الأمر بالنسبة لاحتفالية جميلة مخصصة للأطفال، حيث اقتصر دورنا على دعم فكرة الموضوع وتقديم التبرعات والإمكانات اللازمة. بالمقابل قامت "الأمانة السورية للتنمية" بمساعدتنا في رفد القرية بمدرّس للغة الفرنسية كان يعطي طلاب الصف التاسع مجاناً ساعتين في الأسبوع على مدار العام».

بقي أن نذكر، أن مبادرة الصندوق الخيري الذي أسّس وانطلق فوراً للعمل، كانت من قبل مجموعة شابة مؤلفة من: "خلدون مكارم"، "مهند نوفل"، "راجح نور الدين"، "عمر العرموني"، "غسان مكارم"، "علي مكارم"، "مازن الزرعوني"، "أدهم مكارم"، "نشأت عامر"، "حمزة عامر"، "ظافر مكارم"، "وائل مكارم"، رؤوف نوفل"، إضافة إلى المحامي الراحل "سامر مكارم"، والجميع يطمح إلى تحقيق المعادلة الثانية من المشروع المتمثل بالصحة.