أقام أطباء قرية "امتان" مبادرة ذاتية أطلقوا عليها اسم "أطباء وأدوية"، تتضمن التشخيص والعلاج المجاني أسبوعياً لكل طبيب، بالتعاون مع فعاليات القرية وأبنائها في الخارج لتكون متكاملة من ناحية العلاج والدواء والعمليات الجراحية إذا اقتضت الضرورة.
حول هذه المبادرة ودوافعها، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 حزيران 2018، التقت الدكتور "عادل أبو سعيد" أحد الأطباء المشاركين في المبادرة، الذي بيّن قائلاً: «جاءت هذه المبادرة من التاريخ الذي تتمتع به قرية "امتان"، فهي وارفة الظلال بالأعمال الاجتماعية والتكافلية، وشبابها بمختلف فئاتهم العلمية والمعرفية والاجتماعية استطاعوا العمل على خلق مناخ تكاملي لإيجاد طرائق وسبل من أجل الاكتفاء الذاتي من توفير الخدمات التعليمية والصحية، فما إن ظهرت مبادرة "الخبز للجميع"، أردفت بمبادرة "قلم الرصاص"، وكان قبلهما الصندوق الخيري الاجتماعي، ثم انبرى مجموعة من الأطباء ممن هم خارج القرية، وبعضهم يعيشون في "دمشق" و"السويداء" ليقدموا مبادرة تقديم الخدمات الطبية الصحية تشخيصاً وعلاجاً مجاناً، حيث كل أسبوع يأتي طبيب اختصاصي إلى القرية، ويقوم بمعاينة المرضى وعلاجهم، مساهماً بتوفير الأدوية التي ينالها الطبيب من حصصه الدوائية أو من شركات تقدم له عروضاً وغيرها. الأهم بهذه المبادرة أنها خلقت تفاعلاً مع المغتربين الذين أخذوا يمدون القائمين على المبادرة بالأموال لاستجرار الأدوية وتوزيعها مجاناً على المرضى، وما جرى من تفاعل بين أفراد المجتمع والأطباء انعكس على طبيعة العلاقة والإنجاز بالعمل، الأمر الذي ولّد عند العديد من الفئات المجتمعية نماذج متعددة من المبادرات الطيبة».
حين تكونت هذه المبادرة كانت جزءاً من حلم كل طبيب منا بتقديم المساعدة لأهل قريته، فكان على كل طبيب أن يأتي إلى القرية كل أسبوع باختصاص متنوع، ويتم ذلك بمساعدة شعبة منظمة "الهلال الأحمر" بمقرها الموجود في القرية، حيث لم يستثن أي طبيب من أطباء قرية "امتان" رغب بتقديم خدماته الطبية إلا وكان له نصيب بذلك، وهذا ما جعلنا نكون فريقاً طبياً يسمى "أطباء وأدوية"، وهي لفتة كريمة من الزملاء وأهالي القرية الطيبين
ومن المبادرين في المعالجة الدكتور "وليد حمزة" الاختصاصي بأمراض الأطفال، ورئيس القسم في المستشفى الوطني بـ"السويداء"، تحدث عن دوره بالقول: «حين تكونت هذه المبادرة كانت جزءاً من حلم كل طبيب منا بتقديم المساعدة لأهل قريته، فكان على كل طبيب أن يأتي إلى القرية كل أسبوع باختصاص متنوع، ويتم ذلك بمساعدة شعبة منظمة "الهلال الأحمر" بمقرها الموجود في القرية، حيث لم يستثن أي طبيب من أطباء قرية "امتان" رغب بتقديم خدماته الطبية إلا وكان له نصيب بذلك، وهذا ما جعلنا نكون فريقاً طبياً يسمى "أطباء وأدوية"، وهي لفتة كريمة من الزملاء وأهالي القرية الطيبين».
الدكتور "ربيع بحصاص" مدير طبي لمستشفى "الباسل" في مدينة "صلخد" والطبيب الشرعي للمنطقة الجنوبية، قال: «قريتنا فيها سحر كسحر الأمومة، وفيها حب كحب الله، احتضنت طفولتنا، ورائحة شمسها مازالت على رؤوسنا، علمتنا بمدارسها ومضافاتها، من هنا نحمل على أكتافنا همّ إرضائها، ونردّ لها بعض الجميل، ونتمنى منها أن تحتضننا في رقادنا الأخير، لذلك نحن أطباء "امتان" كباقي أهلها قمنا بمبادرة لتحسين الوضع الصحي في بلدتنا والمحافظة، كل حسب موقعه، منهم من يذهب ويفحص الناس مجاناً، ومنهم من يجلب الدواء والعينات، ومنهم من يسهل أمورهم وعملياتهم، والمساعدة بدفع مبالغ مالية، ولا ننكر مساندة الجهات الأخرى في البلدة، مثل الصندوق الخيري، والوقف، والصيادلة، نحن خلية نحل؛ حيث أقوم وزملائي بتقديم المساعدة الطبية من اختصاصات مختلفة، وتقديم مبلغ مادي من المستشفى لكثير من العمليات الجراحية، وخاصة العظمية، وباقي المبلغ يتكفل به الصندوق والوقف والتبرعات، وزملائي الأطباء يقومون بالفحص في مركز القرية. عملنا عادي، وهو أقل من المطلوب منا لكونه عائداً إلى مريض بحاجة إلى المساعدة، وهي رسالتنا الأساسية».
وأوضح الدكتور "فراس العيسمي" من أهالي القرية، والاختصاصي في المفاصل: «لقد أضافت المبادرة حسّ المسؤولية عند الأطباء المغتربين من أبناء قريتنا، وما تم هو ثمرة تم قطفها من لجنة حبة دواء "امتان"، حيث حملها الطبيب معه كل أسبوع ليقدمها لأهالي القرية مجاناً بعد معاينة المرضى، خاصة أثناء زيارته لمقر شعبة الهلال الأحمر، وهناك مساهمات جليلة في المبادرة؛ إذ تم شراء الأدوية غير المتوفرة من لجنة أطباء القرية، وساهم عدد من الأشخاص ذوي الأيادي البيضاء الذين يحبون العمل في الخفاء بتقديم مبالغ مالية لشراء الأدوية. بلا شك هذه المبادرة تمثّل روح التكافل الاجتماعي وتجعلنا نعيش في حالة من التعاضد بطريقة إنسانية اجتماعية، وهذا كان هدف المبادرة من الأطباء وأهالي القرية والمغتربين والمتطوعين في شعبة الهلال الأحمر».
"محمد عماد" أحد أبناء قرية "امتان" والمستفيد من المبادرة، قاً: «ما قام به أطباء "امتان" من مبادرة طيبة خففت علينا الكثير من المعاناة ونحن في سن لا يسمح لنا السفر إلى المدن البعيدة، وبالتالي في كل أسبوع يأتون ويقدمون لنا الخدمات الطبية مجانياً، ومن اختصاصات مختلفة ولعل هذه المبادرة لم تكتفِ فقط بأطباء من اختصاص معين، بل الأطفال أيضاً كان لهم نصيب بذلك فأطفالنا وأحفادي على سبيل يأتون إلى مركز المبادرة وهي بمقر "الهلال الأحمر" ويأخذون العلاج الناجع، ولهذه المبادرة أثر إيجابي في المجتمع، وهي عملت على تنمية العلاقة بين أفراد المجتمع والأطباء أبناء القرية ودفعت بالمغتربين، أن يزداد ارتباطهم أكثر بالقرية من خلال دعمهم المادي لتوفير الأدوية ومستلزمات العمل الطبي، وهذا ما يجعلنا نعتبر أنها مبادرة أطباء بأدوية مجانية حقاً».
