صيغة من التكافل الاجتماعي المميز، زرعه أهالي قرية "رساس" على مدى سنوات طويلة؛ كوّنت نموذجاً متقدماً من العلاقات الأسرية الراقية، كان الجامع بينهما مكاناً صغيراً بالمساحة، كبير بما جمعه بين جدرانه.

حول المكان وعلاقته بالعلم والصحة، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 آذار 2019، التقت الشيخ "حمزة حمزة" إمام قرية "رساس"، الذي تحدث عن مقام "النبي أيوب" وبيّن قائلاً: «منذ عام 1870، وحين سكنت قرية "رساس"، كان المكان موجوداً على شكل غرفتين مبنيتين من الحجر، تتوسطهما قناطر تقليدية من دون سقف، وتتقاذفهما عوامل الطبيعة، حتى تسلّم جدي الشيخ "سلمان حمزة" مقاليد الإشراف عليه، حيث بدأ الترميم بطريقة تقليدية، ووضع سقفاً مسلحاً لتلك الغرفتين، ثم أشرف عليه والدي الشيخ "فهد حمزة"، الذي قام ببناء صالة بمساحة 100 متر مخصصة للطقوس الاجتماعية والدينية، وفي عام 2004 تسلمت المهام، وقمت وفق دراسات هندسية تنظيمية بالتعاون مع أهالي القرية من مرجعيات اجتماعية وثقافية ورسمية بتوسيع البناء والمساحة، حيث تم تحديد ملكيته على أرض تبلغ مساحتها 2000 متر، والفسحة العمرانية منها 500 متر، مع توفير مستلزمات العمل والخدمات للبنية التحتية والعمرانية، والتشجيع على السياحة الدينية، وتأكيد الدور التنويري التعليمي واللقاءات الدورية والسنوية لأفراد مجتمع. ولا يزال النهج القديم ثابتاً منذ عقود طويلة، وأهل قرية "رساس" يتخذون من المكان مقاماً معرفياً تنويرياً، ومقرّاً للصلح والمصالحة، والأهم أنه أسهم في رفد الحركة الاجتماعية بتنمية الفئات المجتمعية، فقد تم ترميم مبناه بما يتوافق مع طبيعة الحياة وزواره الدائمين، حيث اتكأ الناس على إقامة العلاقة الاجتماعية فيما بينهم، وقد أسهم الأهالي وخاصة المغتربون بتنشيط العلاقة بين المكان والمجتمع؛ بدعم كافة الفئات المحتاجة من طبقات اجتماعية متنوعة، وعليه الريادة المعرفية أخذت تنمو أكثر حين بدأنا نقدم المعونات للطلاب وفرص عمل لمن يحتاج، إضافة إلى تخصيص يوم لتقديم المعالجة المجانية من فريق طبي متخصص من شعبة "الهلال الأحمر" وغيرها من المنظمات الصحية، الذين طلبوا منا المكان، فقدمنا لهم مكاناً لائق بالعلاج والفحص والتشخيص. وأيضاً في مجال حلّ الخلافات والنزاعات، وتفعيل دور الرابط الوجداني الإنساني المقدس بالواقع الاجتماعي الذي من شأنه ترسيخ منظومة من القيم الإنسانية والأخلاقية، لهذا أقمنا فيه مجموعة من اللقاءات؛ الأمر الذي انعكس على طبيعة العلاقة في القرية، حيث لا يصل الحال إلى خلاف، بل يتم حلّه في المضافات، لهذا ترى أن النزاعات لا تتجاوز الحدود الضيقة للعائلة الواحدة أو الأسرة الواحدة».

يعدّ مقام "النبي أيوب" مكاناً تنويرياً تنموياً، إضافة إلى حالته المقدسة، فقد بذل الشيخ "حمزة حمزة" بالتعاون مع أهالي القرية والمغتربين جهداً كبيراً لتطوير بنيته التحتية والعمرانية حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، إضافة إلى التنظيم المالي؛ من خلال قيود مصرفية وإيصالات نظامية وطرائق صرف متبعة أصولاً، حيث تم تقديم وتشجيع مبادرات إنسانية اجتماعية في طرح ثقافة التكافل الاجتماعي، وتوفير منح دراسية علمية لعدد كبير من الطلاب في مراحل تعليمية مختلفة من الإعدادي والثانوي والجامعي، ومعونات مادية لأسر محتاجة في القرية، وهذا العمل كان عائده كبيراً وانعكاسه أكبر؛ إذ بدأ الشباب يزورن المكان للاستزادة المعرفية من خلال اللقاءات العلمية والتنويرية، التي أشرف عليها إمام القرية لتنمية القيم الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية، وما تم من إنجازات عمرانية وخدمية جعل العديد من سكان قرى "جبل العرب" يأتون إليه إما للتبرع، أو الزيارة والسياحة، وقريتنا تعدّه مركز العلم والصحة والتعليم

وحول التطوير البنيوي الاجتماعي الذي حققه المقام لتطوير المجتمع، أشار "شبلي الأطرش" أحد أهالي القرية بالقول: «يعدّ مقام "النبي أيوب" مكاناً تنويرياً تنموياً، إضافة إلى حالته المقدسة، فقد بذل الشيخ "حمزة حمزة" بالتعاون مع أهالي القرية والمغتربين جهداً كبيراً لتطوير بنيته التحتية والعمرانية حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، إضافة إلى التنظيم المالي؛ من خلال قيود مصرفية وإيصالات نظامية وطرائق صرف متبعة أصولاً، حيث تم تقديم وتشجيع مبادرات إنسانية اجتماعية في طرح ثقافة التكافل الاجتماعي، وتوفير منح دراسية علمية لعدد كبير من الطلاب في مراحل تعليمية مختلفة من الإعدادي والثانوي والجامعي، ومعونات مادية لأسر محتاجة في القرية، وهذا العمل كان عائده كبيراً وانعكاسه أكبر؛ إذ بدأ الشباب يزورن المكان للاستزادة المعرفية من خلال اللقاءات العلمية والتنويرية، التي أشرف عليها إمام القرية لتنمية القيم الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية، وما تم من إنجازات عمرانية وخدمية جعل العديد من سكان قرى "جبل العرب" يأتون إليه إما للتبرع، أو الزيارة والسياحة، وقريتنا تعدّه مركز العلم والصحة والتعليم».

فضيلة الشيخ حمزة حمزة
المقام من الداخل
شبلي الأطرش