لعبت العاداتُ والتقاليدُ العربيةُ دوراً بتسمية قرى "جبل العرب"، وارتباطها بأسماء المدن في الدول العربية والمحافظات السورية، وذلك لعلاقتها بمنظومة مشتركة اجتماعياً وثقافياً وتاريخياً.

وعن هذه العلاقة، مدونةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 31 تموز 2019 التقت الباحث "محمد جابر" الذي بيّن قائلاً: «يعود ارتباط قرى جبل العرب بأسمائها مع العديد من المدن والقرى في الدول العربية إلى التماثل والتشابه في أساليب وطرق تجسيد العادات والتقاليد العربية، الحاملة لصفات متنوعة من الكرم والجود، وصفات تدخل عالم التأويل المنطقي والتاريخي بذلك، وبالتالي ثمة قرى عديدة في الجبل تحمل أسماء قرى أخرى في "اليمن" و"الجزيرة العربية"، وشمال "العراق"، و"سورية"، و"الفرات"، و"سهل حوران" وغيرها، وربما نقل أسماءها سكان الجبل الحاليون مثلما نقل عرب "الأندلس" أسماء مدنهم الشامية إلى الغرب مثل "حمص"، و"الرصافة" وغيرهما، ومنها "نجران" في "اليمن"، وهي قرية من قرى "جبل العرب" الواقعة في الجهة الغربية من محافظة "السويداء"، كذلك قرية "ذيبين" في "اليمن"، وهي في الجهة الجنوبية من المحافظة، وأيضاً "حَرّان" في شمال "سورية"، وشرق "دمشق"، والجهة الغربية من "جبل العرب"».

وما يجعل تسمية قرى "جبل العرب" تنسجم بالاسم نفسه مع عدة دول من شبه الجزيرة وفلسطين ولبنان واليمن وصولاً إلى الفرات، يعود إلى أمرين: الأول أصول الأنساب العربية الواحدة، ثانياً التميز بوحدة العادات والتقاليد القائمة على الكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف وغيرها، وهذا يشكّل وحدة متكاملة بينها، وبالتالي فقد جاءت أسماء قرى "السويداء" من دول عربية بعادات وتقاليد اجتماعية وعوامل جغرافية واحدة

وتابع الباحث "محمد جابر" بالقول: « هناك ناحية "مَلَح" الموجودة بالاسم نفسه في "اليمامة" شرق "الجزيرة العربية" و"العراق"، وهي جنوب مدينة "صلخد"، وكذلك "براق" التابعة إدارياً لمحافظة "درعا" والواقعة بالجهة الشمالية من "السويداء" أيضاً، وهناك قرى موجودة في "جبل العرب" موجودة على "الفرات" منها: "العانات"، "الرافقة"، الواقعتان في الجهة الجنوبية، و"الهيت" في الجهة الشمالية، و"السويداء" في "لبنان", وفي "الجزيرة العربية"، وفي قلب الجبل، وأيضاً "القريّا" في "لبنان"، وفي "قطر"، و"بكَّا" في "الحجاز"، كذلك "الغارية" في محافظة "درعا"، وفي المنطقة الجنوبية من "السويداء"، و"الصَّورة" في محافظة "درعا"، و"تيما" و"سكاكة" في "الجزيرة العربية"، و"دوما" في "الجزيرة العربية"، وفي شرق "دمشق"، وفي الجهة الشرقية من "السويداء"، وكذلك "حَزْم" في "الجزيرة العربية" "حزم الجلاميد"، ومثلها في "السويداء"».

الباحث محمد جابر

وأوضح "جابر" عن القرى ذات الأسماء المتشابهة بالقول: «يوجد قرى متشابهة مثل "السَّهوة" في محافظة "درعا"، ويوجد في المحافظة قريتين واحدة تسمى "سهوة البلاطة" وأخرى "سهوة الخضر"، و"بوسان" أو "بيسان" في فلسطين، "ميماس" في "حمص"، و"نمرة" في محافظة "درعا" وللجنوب من "القريا" وأيضاً بالقرب من مدينة "شهبا"، "المجدل" في "فلسطين"، "مجدل الشور" وفي "الجولان" "مجدل شمس" وفي "لبنان" أسماء كثيرة مضافة مثل "مجدل بعنة" وغيرها، "بريكة" في الجبل، وفي "الحجاز"، "الطيرة" في "فلسطين"، تلك القرى وهناك قرى ذات الاسم تختلف باختلاف مواقعها مثل "صما الهنيدات"، و"صما" الأولى في الجهة الغربية والثانية بالجنوبية».

ويشير الباحث " محمد طربيه" إلى ارتباط العلاقة بين المكان والحياة حين يقول: «لم يكن علاقة تسمية قرى "جبل العرب" تتوافق في التسمية فيما بينها وبين قرى في دول مجاورة عربية وضمن المحافظات السورية الواحدة، إلا لأنّها متوافقة في الأمكنة المتعددة، وجاء ارتباطها بعوامل الحياة المتجددة، أي أنّ الظروف الطبيعية التي وفّرت المناخ المناسب بين الأمكنة وجعلتها تتناسب مع تسميتها، وهذا دليل على وحدة والعيش المشترك ثقافياً وفكرياً واجتماعياً، بحيث شكّلت روابط العلاقة من المنظور الاجتماعي على أسس واقعية من ربط المفهوم باللغة والأسلوب وطبيعة الحياة».

عادل الحكيم

كذلك بيّن "عادل الحكيم" المهتم بالشأن الاجتماعي وجود وحدة متكاملة في العادات والتقاليد بحكم الأنساب العربية الواحدة بقوله: «وما يجعل تسمية قرى "جبل العرب" تنسجم بالاسم نفسه مع عدة دول من شبه الجزيرة وفلسطين ولبنان واليمن وصولاً إلى الفرات، يعود إلى أمرين: الأول أصول الأنساب العربية الواحدة، ثانياً التميز بوحدة العادات والتقاليد القائمة على الكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف وغيرها، وهذا يشكّل وحدة متكاملة بينها، وبالتالي فقد جاءت أسماء قرى "السويداء" من دول عربية بعادات وتقاليد اجتماعية وعوامل جغرافية واحدة».

واحدة من قرى المتشابهة