بحسٍّ إنساني وغايةٍ تنموية، لتخفيف أعباء الحياة الصحية والاجتماعية، وللوقاية من فايروس "كورونا" عكست مبادرة مؤسسة "كرامة" الشبابية بشعارها "وعيك بيحمينا" تفاعلاً إيجابياً على فئات المجتمع.

المبادرة التي بدأ العمل بها مع تنفيذ الإجراءات الاحترازية للحدّ من انتشار فايروس "كورونا"، ضم ناشطين من قطاعات وفعاليات متنوعة من الصحة ومنظمة "الهلال الأحمر"، والجمعيات الخيرية، والأسر مجتمعية، ليصل نتاج عملها المساحة الأكبر والأوسع من الفئات المستهدفة، وهو ما أكده "كرم مطر" منسق مؤسسة "كرامة" للتنمية الاجتماعية لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 30 نيسان 2020، وبيّن قائلاً: «لقد انطبع عمل المبادرة في ذاكرة الجهات المستفيدة التي بدأت من مدينة "السويداء" متجهةً إلى قرى "جبل العرب" لتشمل القسم الأكبر من الفعاليات الاجتماعية، ومنها مرضى السرطان، ففي ظل الإجراءات الاحترازية التي يتوجب على المجتمع بأفراده وفئاته التقيد بها من أخذ الاحتياطات اللازمة للحد من انتشار الفايروس، عمد فريق تطوعي تحت شعار "وعيك بيحمينا" إطلاق حملة توزيع الكمامات الطبية والقفازات والمواد المطهرة والمعقمة، والعمل على تعقيم الأماكن والأدوات المستخدمة بالتعاون مع المجتمع الأهلي وقطاع الصحة والفعاليات ذات الصلة، وتم توزيع أكثر من 16500 كمامة وقفازات، واثنا عشر جهاز توليد الأوكسجين، وجهاز رذاذ، ومواد معقمة مع مرشات يدوية.

من المعلوم علمياً وصحياً أنّ المريض الذي يأخذ جرعة تنقص مناعته، وتكون سرعة الاستجابة للإصابة أكبر، وفي ظل ما تعيشه البلاد من خطر فايروس "كورونا" جاءت هذه المبادرة الشبابية عنواناً للتعاون الوثيق بين عدة جهات، الأمر الذي ولد عند الفئة المستهدفة الشعور بالراحة النفسية بوجود عناصر تهتم به وتخفف عنه الأعباء المادية لتأمين المواد المعقمة والكمامات والقفازات التي يحتاجها خلال فترة الحجر لجميع المرضى، ووفق المعايير الطبية العلمية المطلوبة بشكل تطوعي

جاء العمل على مراحل، حيث بدأ في الأحياء والمراكز الصحية البعيدة، وشعب "الهلال الأحمر" في مدن وقرى "مفعلة"، "كفر اللحف"، "شهبا"، "القريا"، "الكفر"، و"صلخد"، وخصص ضمن نطاق العمل بمراحله مرضى السرطان لما يعانوه من نقص المناعة وسرعة الاستجابة لنقل فايروس "كورونا" والإصابة به، حيث وزّع يومياً للمرضى عن طريق جمعية "أصدقاء مرضى السرطان" التي خصصت باصاً يومياً لنقل مرضاها من "السويداء" إلى المشفى "البيروني" في "دمشق" لأخذ الجرعات المناسبة، كمامة وقفاز في الذهاب، ونفسه في الإياب، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية المناسبة وتنفيذاً للتعليمات اللازمة».

باص مرضى السرطان

وبيّن المتطوع "فادي ركاب" بالقول: «لقد انعكس عملنا التطوعي على شعورنا الانتمائي، حيث تمّ توزيع ما يجب القيام به على مناطق متنوعة ومختلفة، والأهم أنّ حملة "وعيك بيحمينا" جاءت لحماية المجتمع من خطر انتشار فايروس "كورونا"، وانعكس ذلك على فريق العمل الذي بات يعيش حالة أسرية كخلية نحل همه تقديم الإنتاج الوفير بعمل منظم ومتقن، وكذلك ربط عمل المبادرة الشبابية من خلال التعاون الوثيق بين مؤسسة "كرامة" للتنمية الاجتماعية وجمعية "أصدقاء مرضى السرطان" وفريق عملها التطوعي، ولمسنا فرحة وابتسامة المريض حينما رأى الاهتمام به وبصحته ورعايته بطريقة حضارية إنسانية واجتماعية، من خلال الاستجابة السريعة بإحضار المواد المطلوبة من مدينة "دمشق" من خلال باص الجمعية، ولهذا أتى عملنا تكملة لما بدأ به المغتربون والناشطون أصحاب الأيادي البيضاء في تنمية المجتمع وحمايته من أيّ خطر».

"سمر بو منذر" عضو مجلس إدارة جمعية "أصدقاء مرضى السرطان" قالت: «من المعلوم علمياً وصحياً أنّ المريض الذي يأخذ جرعة تنقص مناعته، وتكون سرعة الاستجابة للإصابة أكبر، وفي ظل ما تعيشه البلاد من خطر فايروس "كورونا" جاءت هذه المبادرة الشبابية عنواناً للتعاون الوثيق بين عدة جهات، الأمر الذي ولد عند الفئة المستهدفة الشعور بالراحة النفسية بوجود عناصر تهتم به وتخفف عنه الأعباء المادية لتأمين المواد المعقمة والكمامات والقفازات التي يحتاجها خلال فترة الحجر لجميع المرضى، ووفق المعايير الطبية العلمية المطلوبة بشكل تطوعي».

فريق العمل مع الجهات المستفيدة
فريق العمل التطوعي