حقق "زاهر شلهوب" في اغترابه نقلة رياضية أكملت مشروعه الرياضي مع الرماية التي عشقها منذ الطفولة، واهتمّ بها كلاعب ومدرّب، فحصد نتائج ثبتت اسمه على خارطة "السكيت" الأوروبية بجدارة.

في بيئة تتجاذب أحاديث الصيد نشأ، حيث كان الجد والوالد من هواة الصيد يحثان على الأخلاقيات النبيلة ونموذج حياة مختلف، تعلق بها كطفل، ورافقته حتى شبابه، متعلماً ومتفوقاً في بعض التجارب لصيد الطيور السريعة، تلك الهواية التي تابع معها المشوار، وهي اليوم إحدى مقومات تميزه في "هولندا" البلد الذي شاءت الظروف أن يقيم فيها، ويخطط لمستقبله المهني والرياضي، كما تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 نيسان 2018، وقال: «رافقت جدي ووالدي في موهبة قديمة نشأت عليها عائلتي، وأولى رحلاتي كانت في الخامسة من عمري، عندما بات الصيد تجربة ممتعة وساحرة، لأتميز في عمر العاشرة بين أصدقاء والدي وجدي برماية الطيور السريعة والصعبة، وكنت أصغر صياد في المجموعة.

شاب طموح، عشق الرماية والصيد، وفي الوقت نفسه محب للطبيعة والحياة البرية، أثبت جدارته برياضة الرماية "لعبة السكيت"، وخلال مدة قصيرة تفوّق على كثيرين من الرماة وأبطال اللعبة ممن كانوا قد أمضوا مدة طويلة بممارسة لعبة رماية الأطباق "السكيت"، ويا للأسف لم يلقَ التشجيع اللازم. هاجر مع من هاجر من الشباب إلى "أوروبا" نتيجة الأزمة السورية، واستقر في "هولندا"، وخلال مدة قصيرة أثبت قدرته وجدارته، وتفوق على أبطال هولنديين، وحقق مراكز متقدمة. "زاهر" نموذج الشاب الطموح الذي لا يقف عند عائق، وحسب رأيي، لا فضل لأحد عليه سوى موهبته وطموحه وإصراره

هي علامة للتميز، لكنها أضافت إليّ الكثير، فهذه الرياضة ترتبط بمجموعة كبيرة من المهارات ولياقة من نوع خاص، وحالة ذهنية صافية دربت نفسي عليها لتعلقي بها، حيث تكتمل فيها مواصفات الرقي والهدوء الذي أحتاج إليه وانسجم مع شخصيتي، مع العلم أن فرص الابتعاد عن اللعبة كانت متوافرة، لكن ذلك كان بعيداً عن رغبتي ليكون لها حضور قوي في رحلة الاغتراب التي بدأت منذ عدة سنوات».

زاهر شلهوب أثناء بطولة في هولندا

جهدَ ليدخل في المسابقات الأولية، ويحظى بفرصة التجريب، ويقدم تعريفاً مناسباً عن موهبته، كما حدثنا عن أولى اختباراته الرياضية في "هولندا" التي أسست لعمل كبير، وقال: «فور وصولي إلى "هولندا"، سعيتُ جاهداً بعد إتمام أوراقي الرسمية إلى الانتساب لأحد أندية الرماية، وكان هذا الموضوع مستحيلاً لولا إصراري وعنادي وثقتي بنفسي، حيث صمّمت على مشاركتي بأحد التمارين لرماة "السكيت" في أحد الأندية، وقد كانت نتائجي أفضل من نتائج باقي اللاعبين، مع أنهم أعطوني سلاحاً لا يناسبني وغير ملائم لرماية "السكيت"، ولم أكن قد انسجمت مع ظروف البلد، إضافة إلى أنني لم أزاول هذه الرياضة قبلها لمدة سنتين.

عندها وافق المسؤولون في النادي على مشاركتي في بطولة النادي في مدينة "بوكل". يومها حصلت على المركز الثاني، وكانت مفاجأة كبيرة لكل الرماة المشاركين، لأنني كنت على مسافة نقطة واحدة من المركز الأول الذي حصل عليه بطل "هولندا" في رماية "السكيت".

المصور سامر بلان

ومن تاريخها انتظمت في التدريب، وحصلت على فرص لمشاركات أكبر في عدة بطولات مع عدة أندية هولندية، كان آخرها بطولة نادي مدينة "لاهاي" الذي شارك فيه أفضل نخبة من الرماة البلجيكيين والهولنديين، وعلى الرغم من قساوة الظروف الجوية ودرجة الحرارة التي وصلت إلى 6 تحت الصفر، استطعت انتزاع المركز الأول بفارق كبير عن أصحاب المركزين الثاني والثالث. جميعها خطوات رياضية كنت أنتظرها، وأتصور أن الظروف ستكون مواتية لتحقيق نتائج أفضل في هذا البلد، خاصة أن هذه الرياضة ساهمت في ضمان استقراري؛ لأكون مدرّباً في أحد نواديها، ولاعباً ومؤهلاً لبطولات قادمة».

عن مسيرته السابقة في وطنه التي أسست لنجاحه في "أوروبا"، يضيف: «سنوات أمضيتها في "الإمارات العربية" مع أسرتي، تابعت فيها هوايتي وما تدربت عليه طفلاً. وبطلب من صديقي المقرب "حسام الغريزي" توجهت معه إلى نادي الرماية في "السويداء" عندما اتخذنا قرار الاستقرار في المدينة لإيمانه بموهبتي؛ وهذا ما حصل، والجميع يعرفون ظروف هذه الرياضة في مدينتنا، لكنها مرحلة جيدة حافظت فيها على تواصلي مع الرياضة.

من بطولة سابقة في السويداء

فبعد انتسابي إلى نادي "الرماية"، شاركت في بطولة الجمهورية لعام 2010، التي حصلت في نادي "شبعا" للرماية في "دمشق"، ونلت فيها المركز الرابع، وأخذت تتطور مشاركاتي، وتمكنت من تطوير مهاراتي بالحفاظ على لياقتي الذهنية والجسدية والتدريب عند سماح الظروف في النادي، لأن إمكانية الاحتراف لم تكن متوفرة، وبقيت بين العمل والرياضة التي أعدّها لغاية هذه المرحلة هواية أساسية في حياتي، وعلى الرغم من التدريب القليل والإمكانيات المحدودة جداً وعدم الحصول على أي دعم رياضي من أي جهة استمرّ تعلقي بهذه الرياضة، وحرصت على إنعاشها في بلدنا الحبيب».

تابعه في بطولاته في "السويداء" وجمع له مجموعة من الصور التي وثقت مشاركاته الرياضية، المصور الفوتوغرافي "سامر بلان"، الذي قال: «شاب طموح، عشق الرماية والصيد، وفي الوقت نفسه محب للطبيعة والحياة البرية، أثبت جدارته برياضة الرماية "لعبة السكيت"، وخلال مدة قصيرة تفوّق على كثيرين من الرماة وأبطال اللعبة ممن كانوا قد أمضوا مدة طويلة بممارسة لعبة رماية الأطباق "السكيت"، ويا للأسف لم يلقَ التشجيع اللازم.

هاجر مع من هاجر من الشباب إلى "أوروبا" نتيجة الأزمة السورية، واستقر في "هولندا"، وخلال مدة قصيرة أثبت قدرته وجدارته، وتفوق على أبطال هولنديين، وحقق مراكز متقدمة.

"زاهر" نموذج الشاب الطموح الذي لا يقف عند عائق، وحسب رأيي، لا فضل لأحد عليه سوى موهبته وطموحه وإصراره».

ما يجدر ذكره، أن "زاهر شلهوب" من مواليد "جرمانا" عام 1972، عمل سابقاً في المقاولات والمشاريع الزراعية، والآن في "هولندا" يعمل في مشاريع الإطعام الفندقي، مدرّب "أوليمبيك سكيت" و"تراب" في أحد الأندية الهولندية، وحصل على بطولة المحافظة قبل سفره في عام 2011، وبطولة كأس "الجيش العربي السوري" مرتين، وبطولة الشهيد مرتين، وبطولات أُخرى متفرقة.