يعمل المهندس "فهد عصام هلال" على نشر ثقافة المبادرات الإنسانية في الاغتراب؛ من خلال دعم الطلاب من أبناء محافظة "السويداء" لإتمام مراحل التعليم الجامعي، خاصة بعد تميّزه بعلمه وعمله في الخارج.

حول شخصيته ومسيرته بين "السويداء" و"ألمانيا"، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 تشرين الثاني 2018، تواصلت مع المهندس "فهد عصام هلال"، الذي بيّن قائلاً: «في كنف أسرة محبة للعلم والعمل، ومجاهدة للتحصيل الثقافي والاجتماعي، كانت ولادتي عام 1990 في مدينة "السويداء"، حيث أتممت مراحل التعليم الأساسية والإعدادية والثانوية، كان والداي يسعيان للعمل الإنساني والخدمات الاجتماعية، وقد ولّدا لديّ حافزاً خاصاً، وكان يمثّل لي مجموعة من القيم والإصرار على تحقيق أشياء مهمة في بناء وتكوين الشخصية، إذ بعد أن حصلت على علامات في المجال العلمي، دخلت جامعة "دمشق"، كلية الهندسة المدنية عام 2008، وتخرّجت فيها عام 2014، لأعمل عامين في أحد المكاتب الهندسية في "السويداء"، ثم سافرت إلى "ألمانيا"، وبدأت رحلتي في الاغتراب مع تعلم اللغة لمدة نافت عن عشرة شهور، باحثاً عن فرصة عمل، وخلال شهر ونصف الشهر وجدتها في "برلين" بشركة القطارات الألمانية، التي تحتل المركز الثاني في العالم في الأعمال الهندسية والنقل والمواصلات، وفي الشهر العاشر من عام 2017 وخلال دراستي في اللغة تعرّفت إلى مجموعة من الشبان القادمين من بلدي، والعاملين في مجالات عدة، حيث توحد هدفنا في تفعيل مبادرة إنسانية اجتماعية يعود ريعها إلى أهلنا وإخوتنا في "السويداء"، وذلك استمراراً ودعماً لعمل الأهل هناك».

عرفت المهندس "فهد هلال" واحداً من أبناء محافظة "السويداء" المحبين للانتماء إلى وطنهم الأم، وحين جاء إلى "ألمانيا" كنا نظن أنه سيعاني من صعوبة اللغة كما غيره، لكنه تجاوز ذلك بسهولة، والأهم خلال دراسته للغة كان يبحث عن القواسم الإنسانية المشتركة مع أصدقائه للقيام بعمل إنساني خيري اجتماعي يعكس قيمة عملنا في الاغتراب على الداخل الوطني، وبالفعل كان واحداً من مؤسسي مبادرة اجتماعية تحمل الطابع الإنساني لتقديم المعونات والمساعدات للأسر المحتاجة، وربما يعمل بوجه خاص على تقديم مساعدات لطلاب في المراحل الجامعية، وهو كمهندس سوري أثبت قدرته العلمية والعملية، وبات واحداً من الخبراء خلال مدة زمنية قصيرة

وتابع المهندس "فهد هلال" قائلاً: «لعلّ الشعور الكامن في داخلنا جراء الاغتراب عن مدى حاجة أفراد المجتمع للدعم، جعلنا بعد أشهر قليلة من التحضير والإعداد اللازم نطلق العمل الإنساني الاجتماعي، حيث جرى الاهتمام بمجموعة من الشبان الراغبين في إتمام مراحل التعليم لديهم إلى المرحلة الجامعية، ودعمهم مادياً للوصول إلى أهدافهم المنشودة، وكان للأحداث التي جرت في تموز الماضي بعد هجوم "داعش" على المحافظة الأثر النفسي والاجتماعي الذي حركنا بقوة، حيث اندفعنا لدعم الأطفال الأيتام في مراحل مختلفة من أعمارهم، والأهم أنني حققت عملاً مميزاً ونلت التميّز في براعة العمل الهندسي على أقراني الأجانب في الشركة، حتى بتّ المرجع العلمي للعديد من الخبراء، ولعل الشعور الانتمائي لم يفارقني طوال مدة إقامتي في "برلين"؛ إذ استطعت أن أتميّز بين الأجانب كمهندس سوري يحمل آفاقاً علمية ومنهجاً تطبيقياً في الهندسة المدنية، وخلال مدة وجيزة تم منحني مراتب إدارية عليا في الشركة والإشراف على العديد من المشاريع التنموية. لكن العمل وظروفه لم يمنعني من القيام بمبادرة أرضي بها نفسي وجزءاً من طموحي؛ الأمر الذي جعلني مع أصدقائي نقوم بتأسيس جمعية خيرية سميت "جمعية سند"، تهدف إلى دعم الأسر السورية المحتاجة إلى المعونة، إضافة إلى دعم الطلاب المتميزين من المرحلة الثانوية إلى الجامعية، وتجسد العمل بعد الأحداث الأخيرة التي ألمّت بالقرى الشرقية من "السويداء"، وبالفعل تمّت إعانة عدد من الأطفال الأيتام، وتأسيس مركز للدعم النفسي، إضافة إلى توزيع معونات عن طريق الخيريين من الأهالي المقيمين لأناس يمثّل الدعم لهم رافداً لبناء مستقبل زاهر».

الأستاذ كنان الحناوي

وعن طبيعة عمله وإصراره في نشر ثقافة العمل التطوعي، أوضح "كنان الحناوي" المجاز في الاقتصاد، قائلاً: «عرفت المهندس "فهد هلال" واحداً من أبناء محافظة "السويداء" المحبين للانتماء إلى وطنهم الأم، وحين جاء إلى "ألمانيا" كنا نظن أنه سيعاني من صعوبة اللغة كما غيره، لكنه تجاوز ذلك بسهولة، والأهم خلال دراسته للغة كان يبحث عن القواسم الإنسانية المشتركة مع أصدقائه للقيام بعمل إنساني خيري اجتماعي يعكس قيمة عملنا في الاغتراب على الداخل الوطني، وبالفعل كان واحداً من مؤسسي مبادرة اجتماعية تحمل الطابع الإنساني لتقديم المعونات والمساعدات للأسر المحتاجة، وربما يعمل بوجه خاص على تقديم مساعدات لطلاب في المراحل الجامعية، وهو كمهندس سوري أثبت قدرته العلمية والعملية، وبات واحداً من الخبراء خلال مدة زمنية قصيرة».

م.فهد هلال يبتسم للحياة