طاقة جميلة تزرع ابتسامة على وجوه زبائنها في قوالب الحلوى لأعراسهم ومناسباتهم، عندما تبيعهم "ليليان نصر" الفرح لتجمل أيام غربتها في بلاد الأميركان.

سيدة نشيطة تعيش محبة للحياة والعطاء من خلال العمل، وتقر أنها تحب البيع؛ فهي تاجرة بالفطرة، لكن من عرفها يعرف أنها فنانة في تزيين الحلوى، أجادت الفن بعمل حقق انتشاراً وشهرة عبر الشاشات، ونالت عليه جوائز عدة، "ليليان" التي صنعت نجاحها بيدين أتقنتا العمل مع تربية عائلتها تحدثت عبر مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 كانون الثاني 2019، وقالت: «من عائلة خبرت الغربة وتحدت الصعاب عرفت معنى الحياة الذي لا يكتمل إلا بالعمل، تزوجت بعمر السابعة عشرة وسعيت لأكمل تعليمي في إدارة الأعمال في "الولايات المتحدة الأميركية" لكن بعناء، فقد أنعمت علي الحياة بالأولاد، لكن التعليم كان هدفي وأكملت لأتخرج عام 2011 بعد مسيرة صبر طويلة.

في المنطقة زوار يسكنون مدة وينتقلون إلى مناطق أخرى حدثوني عن رغبتهم بالحصول على الحلوى التي أصنعها في مناطقهم، لأفكر بطريقة إيصال القوالب إلى كل الأماكن، وبالفعل وصلت قوالبي إلى "قطر" و"الخليج العربي" وعدة دول في "أوروبا" والأميركيتين مستفيدة من خدمات البريد. مؤخراً تمكنّا من تقديم خدمة جديدة، ليكون للزبائن من كل العالم فرصة الطلب عبر شبكة الإنترنت، وبالفعل وصلت القوالب معبأة بمرطبانات مفرغة من الهواء وكانت بحالة جيدة، وكانت أولى التجارب إلى "كندا" وتابعنا مع تزايد الطلب، لنؤسس محلاً جديداً في منطقة أخرى، وأحافظ على تطور لم أكن أتوقع الوصول إليه وأعرف أنه ما كان ليتحقق بلا التصميم ومساعدة زوجي وأسرتي

حينئذٍ تعرفت من خلال صديقتي إلى دورات تخصصت بتزيين "الكيك"، ولأنني على يدي والدتي تعلمت أن لتنسيق المائدة وجمالها أثراً كبيراً في تقبل الطعام، فقد تلاقت هذه الدورات مع اهتمامي وأعطتني خطوطاً عريضة للعمل، لكن للوصول إلى عمل مميز كان لا بدّ من التدريب والابتكار، وأخذت أعدّ لأولادي وعدد من الأصدقاء في مناسباتهم كعكات مميزة أضع فيها خلاصة ما تعلمته، والأهم لمستي الخاصة.

ليليان نصر

لم أتوقع أن تتحول هذه التجارب إلى عمل دائم أرسم وفقه مستقبلي ومستقبل عائلتي. بدأتُ هاوية وعاشقة للترتيب والجمال، لكن يبدو أنني أحببت العمل كثيراً ليرافقني ويزدهر بطريقة فاقت توقعاتي».

المغتربة التي دخلت في تفاصيل المجتمع الأميركي وشاركته المناسبات العائلية، تقول: «صنعت القوالب المميزة لمن كانوا الأقرب من عائلتي والأصدقاء أولاً، لكن إحدى المزينات في ولاية "تكساس" حيث أقيم نصحتني أن أقدم عملي إلى الأسواق، لأنها رأته مميزاً ويستحق. وبالفعل بدأت الفكرة منها لتخبر صديقاتها عني وكانت أول (طلبية)، وفرحت بها لكنها لم تؤمن تكاليفها، إلا أنها كانت بداية رائعة أخبرت عني الكثيرين من الأشخاص، وعملت بعدها سنتين في منزلي ومن خلال مطبخي ليصبح لي عدد كبير من الزبائن، وهنا كان لا بد من التوسع.

ليلى حديفة أثناء العمل

فقد شاركني زوجي الذي دعمني بمحبة واهتمام وحمل معي المسؤولية تجاه الأولاد والمنزل، وكانت خطوة الانتشار الأوسع على يديه، عندما اشترى لي هاتفاً خاصاً للعمل، وفي ذات العام قام بطباعة كرت خاص، عندها انتقلنا إلى محل جديد، وأصبح لي فريق مساعد تبعاً لزيادة الطلبيات وتنوعها، إلا أن اختصاصي بقي في تصنيع وتزيين "كيك" الأعراس، والقوالب الفنية إلى جانب "الكاب كيك" لأحافظ على التميز والتجدد».

نجاح السيدة جعلها مشهورة على شاشات التلفزة، وتقول: «لأنني بدأت الغربة مع والديّ في "فنزويلا"، وكانا تاجرين؛ عملت معهما وتعلمت طرائق التعامل مع الزبون والأساليب الأفضل للترويج، ويبدو أنني تقمصت دور والديّ لأكون مسوقة جيدة لما أنتجه في منطقة كثيفة بالسكان، منطلقة من جودة العمل بالطعم والشكل وابتكار تصاميم مميزة لتوافق ذوق أصحاب المناسبة ونوعها.

ليليان مع عائلتها

في منطقة سكني في "تكساس" سكان هم جنود يستقرون مدة ويرحلون كانوا يخبرون بعضهم عن عملي، يطلبون تصاميم مختلفة لكل المناسبات إلى جانب سكان المنطقة. وتعودت أن يكون يوم السبت مكتظاً بالطلبيات أنجزها وأرسلها إلى مكان المناسبة، وفي مرات كثيرة أقود ساعتين أو أكثر لإيصالها في المواعيد بمساعدة زوجي، وبقي لعملي شعور آخر ورضا أعبر عنه لزبائني، بأنني أقدم عملي لحفلاتهم تعبيراً عن الحب ومشاركتهم أفراحهم بود وأمنيات جميلة، فلولا حب العمل لما تمكنت من النجاح ولم أكن قريبة منهم؛ يطلبون أنواعاً مميزة لمرات متعددة، وأستمع لآرائهم وما يرغبون من تصاميم أنجزها بأي شكل أو لون، وهذا كان خلف دعوتي للمشاركة ببرامج على شاشات محلية، أقدم بها أساليب تزيين "الكيك" وطرائق صناعته. اليوم أنا ضيفة على عدة محطات، ولديّ نسبة مشاهدة مرتفعة ودائمة».

حلواها تجاوزت الحدود مستفيدة من خدمات البريد ومن شبكة الإنترنت كما أضافت بالقول: «في المنطقة زوار يسكنون مدة وينتقلون إلى مناطق أخرى حدثوني عن رغبتهم بالحصول على الحلوى التي أصنعها في مناطقهم، لأفكر بطريقة إيصال القوالب إلى كل الأماكن، وبالفعل وصلت قوالبي إلى "قطر" و"الخليج العربي" وعدة دول في "أوروبا" والأميركيتين مستفيدة من خدمات البريد.

مؤخراً تمكنّا من تقديم خدمة جديدة، ليكون للزبائن من كل العالم فرصة الطلب عبر شبكة الإنترنت، وبالفعل وصلت القوالب معبأة بمرطبانات مفرغة من الهواء وكانت بحالة جيدة، وكانت أولى التجارب إلى "كندا" وتابعنا مع تزايد الطلب، لنؤسس محلاً جديداً في منطقة أخرى، وأحافظ على تطور لم أكن أتوقع الوصول إليه وأعرف أنه ما كان ليتحقق بلا التصميم ومساعدة زوجي وأسرتي».

في تجربتها حالة محببة ونموذج جميل لإدارة الفريق، تحدثت عنه "ليلى حديفة" التي عملت معها لعدة سنوات، وقالت: «قدمت إلى ولاية "تكساس" قبل عدة سنوات، وكنت بحاجة إلى عمل في مرحلة استكمال الأوراق، والمدة الزمنية الطويلة للحصول على الجنسية، وتعرّفت إليها، وما تحاول القيام به من عمل جذب انتباه السكان كثيراً محققة شهرة تستحقها تبعاً لإخلاصها للعمل والدقة التي تظهرها في الاهتمام بالتفاصيل إلى جانب مهارات متعددة، أهمها تعزيز روح الفريق الذي تدربه وفق احتياجات العمل لنساعدها في تتمات العمل، ويبقى الجهد الأكبر الذي تقدمه من خلال التصاميم والرؤية الفنية والحرفية الجميلة.

من خلال العمل ضمن فريقها تعلمت الالتزام بالوقت واحترام رؤية الزبون والتعامل السلس القائم على فهم ما يطلبه كل من يتعامل معها، هذه السيدة تدير عملاً منتجاً لكنه متعب ومرهق، وإرادتها تدفعها إلى التوسع، لكونها تدرس خطواتها وتحاول التجديد الدائم؛ وهذا ما جعلها من بين أسماء قليلة مشهورة في هذا المجال. أتوقع أن أمامها نجاحات قادمة تبعاً لمعرفتي بها، وما تمتلكه من طاقات ومهارات أهمها الابتسامة الصادقة التي تعبر عنها، وتعني الكثير لكل من صنعت له تصميماً مميزاً لا يتكرر، لتكون لها لمسات إضافية تحمل معاني كثيرة».

ما يجدر ذكره، أن "ليليان نصر" من مواليد "السويداء" عام 1978، مغتربة تستقر مع زوجها في ولاية "تكساس" منذ عام 1995، خريجة معهد لإدارة الأعمال في "الولايات المتحدة"، وصاحبة برنامج تلفزيوني دائم في مجال تزيين "الكيك والكاب كيك"، تدرّس دائماً شباناً وشابات في هذا المجال، وقد تكون من الأوائل على مستوى العالم لتلبية طلبات الزبائن من قوالب الحلوى عبر شبكة الإنترنت والبريد الأميركي.