مؤسسة لفكرها المبني على الامتنان والشكر لما حققته في مشوار حياتها كمدرّبة دولية حائزة على شهادات عالية، تثبت "ريما التقي" أن حقيبة الطموح كبيرة للعلم والبحث.

لاعبة التنس والمهندسة الزراعية التي اتخذت خطوتها باتجاه علوم تطوير الذات والاستشارات، ومدربة التأمل، تجسد مثلاً حقيقياً للعمل والجهد، في رحلة تحدثت عنها من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 نيسان 2019، وقالت: «الرحلة الحقيقية بدأت في سنتي الثالثة بالجامعة عام 1995، عندما تعرفت إلى اليوغا والتأمل عن طريق صديقتي المهندسة "غادة أبو زيد"، والدكتور "نبيل طي" الذي كان يدرّسنا، وكان قد تعلّم دروس اليوغا في "أميركا". بدأنا في الجامعة مع مجموعة صغيرة كنا نجتمع مرة في الأسبوع بجلسة تأمل، وبحضور معلّمين مختلفين من مدرسة "الأناندا مارغا" لليوغا والتأمل، حيث كنا نلتقيهم بزياراتهم المختلفة إلى "سورية"، وكانوا يأتون من "كندا" و"إيطاليا" و"تركيا" و"الهند". بعدها بسنوات بدأت رحلتي الذاتية مع نفسي، ولم أعد أتبع أي مدرسة أو تقنية أو تعاليم، لأنني أدركت أن المعلم الحقيقي هو داخلنا، وكانت رحلتي العميقة الحقيقية التي أوصلتني إلى ما أشعر به الآن من نعمة وسعادة بالوعي الذي أحيا به.

حصلت على الشهادات المختلفة فقط لأعطي لنفسي صلاحية العمل، لكن رحلة إدراك الذات أعمق بكثير من شهادة تحصل عليها بعد اتباعك دورة تدريبية خلال مدة زمنية محددة. كنت ألتقي الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب، وبدأت المراكز التواصل معي لإعطاء المحاضرات والدورات التدريبية، لأكون أول من بدأ تقديم جلسات التأمل عام 2015 في مدينة "العين" في دولة "الإمارات العربية المتحدة"، حيث أعيش منذ عشرين عاماً، والجلسات مستمرة إلى الآن

وما أريد أن أقوله هنا إن التدريب والاستشارات لم يكن يوماً أحد أهدافي، ولم أفكر يوماً أن أصبح مدربة لتطوير الذات أو استشارية اجتماعية أو بالصحة النفسية، لكن عندما نكون حاضرين، وتكتمل رحلتنا الذاتية، سنجد أنفسنا في المكان المقدّر لنا أن نكون فيه. فكل ما وصلت إليه الآن قد حضر بنفسه ولم أسعَ إليه، كل ما فعلته أنني نويت أنه قد حان الوقت لأساعد غيري ليتحرر من الوهم الذي يبقيه في المعاناة، وأريد أن أساعد غيري ليحيا الحياة بطريقة مختلفة تساعده ليرى جمال الحياة كما رأيتها».

ريما التقي أثناء الاستشارات

وتتابع: «حصلت على الشهادات المختلفة فقط لأعطي لنفسي صلاحية العمل، لكن رحلة إدراك الذات أعمق بكثير من شهادة تحصل عليها بعد اتباعك دورة تدريبية خلال مدة زمنية محددة.

كنت ألتقي الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب، وبدأت المراكز التواصل معي لإعطاء المحاضرات والدورات التدريبية، لأكون أول من بدأ تقديم جلسات التأمل عام 2015 في مدينة "العين" في دولة "الإمارات العربية المتحدة"، حيث أعيش منذ عشرين عاماً، والجلسات مستمرة إلى الآن».

في محاضرات تطوير الذات

وعن الرابط بين الدراسة الجامعية وعلوم تطوير الذات، توضح بالقول: «الحقيقة يجب أن نعترف أننا وصلنا إلى زمن يؤكد أن الشهادة الجامعية مكمّل وليست الأساس، والزمن تغيّر كما كل شيء حولنا يتغير. شهادتي الجامعية أفادتني فقط بالحصول على وظيفة جيدة، لكن تطوير الذات لا يرتبط أبداً بشهادة جامعية؛ فهو اجتهاد شخصي وقدرات ومهارات كلنا نملكها، ويعتمد مدى تطويرها على مدى رغبتنا بهذا التطوير، وشغفنا في رحلتنا.

ما أقوم به الآن من تدريب واستشارات هو شغفي الذي يعطيني سعادة كبيرة، وهي قاعدة أننا عندما نعمل ما نحب، حتماً سنكون سعداء وناجحين فيما نقوم به من عمل».

محبوبة خالد

العمل وواجب الأمومة لم يعترضا خطوات التطور والاجتهاد، وتضيف: «إلى جانب العمل ومهامي تجاه بناتي؛ أفرغ يوم الأربعاء من كل أسبوع لجلسة تأمل أسبوعية للسيدات، حيث بدأت هذا النظام عام 2015 في مركز الشيخة "شمسة" للنساء المبدعات في مدينة "العين". توقفت فترة عام 2017 لظروفي الخاصة، ثم أكملت، وما زلت مستمرة به إلى اليوم.

ويوم السبت من كل أسبوع أعطي استشارات خاصة في مركز بـ"دبي"، وأنظم وقتي حسب جدول المواعيد المقرر، ويبقى يوم الجمعة يومي العائلي الذي أقضيه دائماً مع بناتي، إلا في حال كنت أريد حضور محاضرة أو حدث لشخص مميز، والحقيقة أنا أشعر بالامتنان لأنني أعيش في بلد أتاح لي لقاء معلمين مميزين وحضور محاضراتهم، مثل: "إيكارت تول"، و"سادغورو"، و"يشانكار"، والمتابعون والمهتمون بالتعليم الروحي يعرفون هذه الأسماء جيداً، وكذلك "ليزا نيكولز"، وهي من الأشخاص الرائعين في التحفيز الذاتي».

فائدة تصفها "سارة العلي" من "دبي" بعد أن تابعت جلسات التأمل مع المدرّبة "ريما"، وتقول: «الجلسات معها كانت مذهلة، وقد شعرت بفارق كبير، وأصبحت القائدة لحياتي. جئت إلى هنا في يومي الأول لجلسة تجريبية وكنت محطمة، ومن خلال الحديث مع "ريما" وإجراء بعض تقنيات البرمجة اللغوية العصبية والدعم منها؛ تخطيت ما كنت أمرّ به.

الآن وبمساعدتها وبما امتلكت من خبرة؛ أشعر بأن لديّ هوية جديدة، وأنني أكثر قوة من داخلي، واستعدت السيطرة الكاملة على حياتي، أنا القائد ولديّ الخيار الكامل لتكون حياتي كما أريدها أن تكون، هذا التدريب مرغوب لدى كثيرين، وبعد التجربة أؤكد ذلك».

وتقيم "محبوبة خالد" ماجستير هندسة ديكور ومعالجة بالفن للأطفال ذوي الحاجات الخاصة، وإحدى المتدربات أسلوب "ريما"، وتقول: «جميع جلساتي معها كانت مثمرة، أعجبني فكرها وأسلوبها خلال الجلسات، وما جمعته من معارف في مجالها وتخصصها. تميزت بسلاسة الحوار وطريقتها مريحة وبسيطة، مع أن الأسلوب كان حواراً عميقاً، لكن في الوقت نفسه كانت منتظمة ومقسمة إلى عدة محاور عملية.

بالنسبة لي ومن خلال متابعتها، أستطيع أن أقول إن هذه الجلسات كانت شاملة وغنية، وليست جزئية، وأهم ميزة لمستها وتطرقت إليها التركيز على العقل الباطن، حيث كانت تستهدف العقل الباطن وتتفاعل معه لترسيخ مبادئ جديدة، وتصليح المبادئ التي تؤثر سلباً في قراراتنا اليومية، إلى جانب تقديم أمثلة وتجارب تعزّز الفكرة».

ما يجدر ذكره، أن "ريما التقي" من مواليد مدينة "السويداء"، عام 1993، خريجة جامعة "دمشق" كلية الهندسة الزراعية، نالت شهادات عدة في مجال تطوير الذات، ومن الأسماء اللامعة في هذا المجال.