تفوق في دراسة الطب البشري في إحدى أهم الجامعات العالمية؛ متجاوزاً عقبة اللغة الألمانية الصعبة، وظروف العمل الليلي، متسلحاً بإصرار لا حدود له، فوجد وقتاً لإبداعاته الفنية التي انتشرت بشكل كبير في عدة دول أجنبية.

مدونة وطن "eSyria"وبتاريخ 4 تشرين الثاني 2019 تواصلت مع "طارق الجرمقاني" ليحدثنا عن مسيرته الحياتية قائلاً: «ولدت في محافظة "السويداء" مدينة "صلخد" عام 1994، ودرست في مدارسها حتى حصلت على الشهادة الثانوية، ثم انتقلت إلى جامعة "دمشق" لأدرس الطب البشري فيها، فقمت بدراسة السنة الأولى والثانية، ثم حصلت على فرصة للسفر إلى "ألمانيا" على حسابي الخاص مما دعاني بعد وصولي مباشرة إلى دراسة اللغة الألمانية في البداية، ثم التقدم إلى جامعاتها لأتابع في دراسة الطب البشري حيث اجتزت امتحان القبول بدرجة امتياز، وتم قبولي في جامعة "غوتينغن" الشهيرة، وهي من أصعب الجامعات وأهمها نظراً لترتيبها المتقدم على مستوى "ألمانيا" بشكل خاص، و"أوروبا" بشكل عام، وتفخر هذه الجامعة بأن الخريجين منها هم أكثر الأشخاص الحاصلين على جوائز "نوبل" في أغلب المجالات».

أكثر الأعمال أهمية بالنسبة لي كان عملاً فنياً لدعم أطفال "اليمن"، والذي اعتمدته منظمة "اليونسف" كشعار لها في هذه الحملة العالمية، حيث تم اختيار لوحتي من بين أكثر من ثلاثين لوحة لفنانين مشاركين في هذه المسابقة، ومن مختلف دول العالم

يتابع حديثه قائلاً: «بدأت دراسة الطب البشري؛ وكنت متفوقاً في أغلب السنوات، وأحصل بشكل دائم على تقدير المحاضرين الأساتذة ومحبتهم ودعمهم لي بسبب حصولي على المراتب الأولى التي كانت حكراً على الطلاب الألمان في السنوات السابقة، ويزيد احترامهم لي عندما يعرفون أنني أعمل ليلاً في المجال الطبي لكي أصرف على نفسي، وأتابع تحصيلي العلمي نهاراً حتى وصلت إلى الامتحان الوطني أو امتحان العبور كما يسمونه، وكانت فرحتي كبيرة عندما اجتزته بعلامة تامة، وهذه الحالة تعد من الحالات النادرة التي يحصل فيها الطالب على مجموع كامل خاصة من الطلاب الأجانب».

اللوحة التي تبنتها اليونيسيف

وعن نشاطاته الفنية قال: «بدأت ميولي الفنية منذ الصغر، حيث كانت تستهويني الرسومات الغريبة الأشكال والتي هي بعيدة عن النمطية في الرسم، وكنت شديد الدقة في التفاصيل الصغيرة والجزئيات، وبدأت أتخذ لنفسي طريقاً خاصاً في الفن وجده البعض غريباً، والأخر وجده معقداً، لكني كنت أستمتع بهذا الطريق الفني الغريب نوعاً ما إلى أن كانت تجربتي الأولى في "ألمانيا" حيث لاقت هذه اللوحات والرسومات إقبالاً كبيراً من قبل زملائي أولاً، ومن المهتمين في المجال الفني ثانياً، حيث أقمت العديد من المعارض البسيطة على مستوى الجامعة، وبأكثر من مدينة ألمانية، وكنت أعرض لوحاتي على وسائل التواصل التي فتحت أمامي باباً عالمياً لعرض وبيع اللوحات التي لاقت رواجاً كبيراً على شاشات التواصل، وبدأت ببيع لوحاتي في أغلب دول العالم كـ"الصين"، و"الفلبين"، و"فرنسا"، و"الولايات المتحدة الأمريكية"، و"إيطاليا" وغيرها».

ويتابع قائلاً: «أكثر الأعمال أهمية بالنسبة لي كان عملاً فنياً لدعم أطفال "اليمن"، والذي اعتمدته منظمة "اليونسف" كشعار لها في هذه الحملة العالمية، حيث تم اختيار لوحتي من بين أكثر من ثلاثين لوحة لفنانين مشاركين في هذه المسابقة، ومن مختلف دول العالم».

من لوحاته وأسلوبه الفني المختلف

النحات والفنان "سهيل ذبيان" يقول عنه: «إن طريقة الرسم التي يتبعها "طارق الجرمقاني" هي من أصعب المدارس الفنية، لأنها تعتمد على الدقة في التفاصيل، والتمايز المتمرد في الألوان. وبالنسبة لفنان هاوٍ يعتمد على الموهبة فقط في الإبداع فإن ذلك يعتبر إنجازاً كبيراً بمجهود شخصي بحت.

اكتسب موهبته بالمتابعة والاعتماد على الذات، وهو دليل على تمكنه وفرادة ما يقدمه من أعمال وصلت إلى المتلقي الذي قدر قيمتها الفنية».