ظهرت في برنامج "استديو الفن"، وغنّت بصوتٍ جذب الانتباه، لكن "بسيم السيد" لم تتابع الغناء إلا بعد سنوات من الاغتراب والتنقل بين دولٍ أوروبية لتؤدي أغانيها بلغاتٍ عدّة، عرّفت فيها عن خامة صوتية نادرة.

الشابة التي استطاعت تأدية الغناء الإيطالي والفرنسي والإنكليزي إلى جانب العربي، تحدثت عن تجربتها لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 5 شباط 2019 وقالت: «منذ الطفولة التي أمضيتها في وطني "سورية" كان للغناء معنى وأثر في حياتي، ففي كل مرة كنت أغني في حفلات المدرسة أو غيرها من المناسبات أتلقى عبارات الإطراء وأوصافاً جميلة ومشجعة لمتابعة الغناء، جعلت أحلامي تطير إلى ذلك المسرح الذي أتمكن عبره من الغناء، وأقدم أغاني عربية طربية طويلة، ولم أجد يوماً صعوبةً في تأدية أغنيات "صباح"، "نجاح سلام"، أو "شادية" وغيرهن من المطربات اللواتي شغلن الجمهور بسحر الأداء والكلمة الرائعة.

الغناء الإيطالي جذبني إلى عالم جميل أتقنت تفاصيله، ولأنني أتقنت اللغة لم يكن صعباً فهم أسلوب الغناء والكلمات التي تتلاقى مع الغناء العربي بتفاصيل مختلفة، هذه التفاصيل جعلتني أتعمق أكثر لأطور تجربتي، وأحاول تعويض سنوات الانقطاع، لكن الجميل أنني أتمكن في كل مرة من تقديم الأفضل ما يجعلني مشاركة في عدة حفلات، لكن حلمي الاستمرار في انتقاء أغانٍ خاصة بي لأنها وحدها التي تعبر عن "بسيم" الطفلة التي غنت وسارت مع حلمها لتجوب العالم

وكانت فرصتي، كطفلة، المشاركةُ في مسابقات "رواد طلائع البعث"، والوصول لمراحل متقدمة ومتابعة التدريب لتحسين خامة الصوت، وإظهار القدرة الصوتية والمهارات لأتقن الغناء وأتمكن من أداء أنواع مختلفة في مراحل مبكرة من العمر، إلى جانب الدراسة، في تلك المرحلة شاركت بـ "استديو الفن" البرنامج اللبناني الشهير، لأكون الثانية على المجموعة المشاركة لفئة الغناء بعمر الـ16 عن محافظة "بيروت"».

الفنانة بسيم السيد

السفر والأوضاع العائلية أبعداها سنوات عن متابعة المشوار الحلم بالنسبة لها، وتضيف: «في محاولة لإيصال صوتي شاركت في هذا البرنامج، لكن رحلة الحياة والارتباط والتنقل بين دول أوروبية مع العائلة كان سبباً أساسياً في الانشغال عن الغناء الذي بقي هاجسي فترة الدراسة لفنون التجميل والبشرة، وتحولت للخطوة الثانية بعد إنجاز الدراسة ومتابعة مشوار الفن.

لا أنكر أنّ فترة الانقطاع أخرتني عن تحقيق نقلات كبيرة، لكنني استثمرتها بالتدريب ودورات الصوت والصولفيج، فالغناء كان محور اهتمامي رغم كل الصعاب التي تواجه الشاب أو الشابة عندما نضطر للعيش خارج الوطن، فمع العمل لإثبات الذات وتحقيق الاستقرار تصبح أوقات الفراغ قليلة وضيقة، لكنني حاولت خلق هذه الأوقات كي أحافظ على نعمة الصوت، وكانت الحفلات التي اشتركت بها، والتي تدعى "الكاروكي" في "فرنسا" و"إيطاليا" مجالاً غنياً وفرصة للتواصل مع موهبتي.

الفنان شادي هلال

أديت من خلال هذا النمط الشائع في الغرب كثيراً من الأغاني باللغة العربية والإيطالية والفرنسية والإسبانية والإنكليزية، وقد حققت شهرة جيدة ظهرت بشكل كبير عام 2014، وجذبت الانتباه لصوتي، حينها لم أكن أتعامل مع الفكرة إلا في إطار الهواية التي أخذت تتطور من خلال غناء مجموعة أغان وصلت للمهتمين بالوسط الفني، ولقيت منهم التشجيع والدعم للمتابعة والتفرغ للغناء لتكون لي أغاني الخاصة».

السورية التي عملت لتقدم نفسها من خلال وطنها، لكن الظروف كانت أقوى منها وفق تعبيرها، قالت: «حققت الشهرة بين "إيطاليا" و"فرنسا" بنمط غناءٍ أجنبي مع الحرص على إظهار شخصيتي الفنية كي لا أكون مقلدة لأنني أحاول تقديم الأغنية بأسلوبي الخاص وإحساسي بالكلمة. وخلال زيارات الأهل كانت لي فرص للتواصل مع الوسط الفني في "سورية" وسعيت للمشاركة في بلدي لأقدم نفسي بين أهلي، وبالفعل دعيت للمشاركة ببرامج تلفزيونية مع الفنانة "صفاء سلطان" و"علي الديك" وغيرها من البرامج لكن ظروف الحرب لم تساعدني، وكان الحل بالتسجيل في "بيروت" لأغنيتي الجديدة "بدي عيونك"، وسجلت عام 2018 ألبوماً صغيراً عبارة عن ست أغانٍ هي مزجٌ بين العربي والأجنبي بهوية ثانية لنشرها بشكل متتابع، ويبقى الغناء العربي حلمي الأكبر الذي أتابعه لأحقق نجاحاً يوازي ما تحقق بلغات أخرى، وأعرف أنها لن تكون تجربة سهلة لكن أعرف أيضاً أن لدي ما يؤهلني للنجاح رغم الصعوبات الكبيرة».

إتقان الغناء الغربي هواية خدمت صوتها وتقول: «تعليق جميل أتلقاه من ملحنين يصفون صوتي بأنه صوت عريض وخامة نادرة وفق رؤيتهم، لكن ذلك فرض علي العناية بالصوت والتمرين المستمر، وبحكم الوجود في مجتمع أوروبي وتجربة الغناء التي أتقنتها قدمت لي مجموعة فوائد رغم شعوري الدائم بالغربة، أهم هذه الفوائد الغناء في وسط يتفاعل مع الصوت بنوع من الموضوعية وتقييم صادق لصوتي وأدائي، وهذا ما جعلني أتقبل مجمل الآراء سواء بالإيجاب أو السلب، إلى جانب قناعتي أنني رغم ما حققته أشعر أنني ما زلت هاوية أجرب وأختبر، وأحاول المحافظة على هذا الشعور».

وتضيف: «الغناء الإيطالي جذبني إلى عالم جميل أتقنت تفاصيله، ولأنني أتقنت اللغة لم يكن صعباً فهم أسلوب الغناء والكلمات التي تتلاقى مع الغناء العربي بتفاصيل مختلفة، هذه التفاصيل جعلتني أتعمق أكثر لأطور تجربتي، وأحاول تعويض سنوات الانقطاع، لكن الجميل أنني أتمكن في كل مرة من تقديم الأفضل ما يجعلني مشاركة في عدة حفلات، لكن حلمي الاستمرار في انتقاء أغانٍ خاصة بي لأنها وحدها التي تعبر عن "بسيم" الطفلة التي غنت وسارت مع حلمها لتجوب العالم».

صوت دافئ وإحساس جميل يصفه "شادي هلال" مطرب ومتابع للفنانة "بسيم"، وقال: «تلاقينا منذ الطفولة، وكنا نشارك في حفلات "شبيبة الثورة" قبل أن نسافر، وأتذكر صوتها الصافي وهي شابة جهدت لتثبت نفسها واعتنت بصوتها رغم ظروف الانقطاع والسفر، وقد حاولت خلق صلات مع الغناء والفن ونجحت.

امتلكت خامةً واسعةً وإحساساً راقياً ودافئاً، لديها أذن موسيقية، وأشجعها لأنها تمتلك مهارات جميلة، ولها حضور قوي، ولم تتنازل عن حلمها، وكثيراً ما تابعتها في الغناء الغربي وبلغات عدة وقد أجادت فيها وتميزت، لكن بقي حلمها متابعة مشوارها مع الغناء بلغتها العربية، وهي من الفنانات المؤهلات للعالمية بما قدمت، وأحد الأسماء المعروفة بأداء خاص وتمكن، يجعلها قادرة على الاستمرار وتثبيت خطواتها لمستقبل فني مرموق».

"بسيم السيد" من مواليد "السويداء" عام 1984، خبيرة تجميل وعناية بالبشرة، مقيمة في "إيطاليا"، لها مشاركات في برامج تلفزيونية عربية وأجنبية إلى جانب الغناء بخمس لغات.