نفّذ الطبيب "غسان منذر" وصايا والده بخلق مبادرات إنسانية، والتزامه بالعصامية وإتقان العمل، فكان نموذجاً للطبيب الدؤوب على متابعة الأعمال الأهلية، وإيجاد فرص عمل تخدم أفراد المجتمع.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 25 أيار 2017، التقت الدكتور "غسان حسن منذر"، فقال عن حياته وسيرته: «في قرية حاضنة للتاريخ والأمجاد ومركز القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش"، وهي "القريا" كانت ولادتي عام 1961 ضمن أسرة مكونة من ستة أبناء، الأب اغترب خمسة وعشرين عاماً في دول "الخليج" بعد تقاعده من الجيش ليستطيع تأمين مستلزمات تعلم الأولاد، والأم ربة منزل تحملت كامل المسؤولية في غياب زوجها، مع أنها أميّة، كان التعليم والتحصيل الدراسي خطاً أحمر لا تهاون فيه بالنسبة إليها، فكان لها فضل كبير بالتحصيل العلمي العالي لأربعة أولاد وبنتين.

في قرية حاضنة للتاريخ والأمجاد ومركز القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش"، وهي "القريا" كانت ولادتي عام 1961 ضمن أسرة مكونة من ستة أبناء، الأب اغترب خمسة وعشرين عاماً في دول "الخليج" بعد تقاعده من الجيش ليستطيع تأمين مستلزمات تعلم الأولاد، والأم ربة منزل تحملت كامل المسؤولية في غياب زوجها، مع أنها أميّة، كان التعليم والتحصيل الدراسي خطاً أحمر لا تهاون فيه بالنسبة إليها، فكان لها فضل كبير بالتحصيل العلمي العالي لأربعة أولاد وبنتين. تلقيت تعليمي في مدارس البلدة حتى المرحلة الثانوية، ودرست طب الأسنان في جامعة "حلب"، وتخرجت عام 1985، ثم بدأت مشوار الحياة العملية، وهنا أذكر وصية والدي -رحمه الله- في يوم العمل الأول في العيادة حين أوصاني بثلاث وصايا: الأولى أن أتقن عملي ولو كان "سخرة"؛ أي من دون مقابل. والثانية مراعاة ظروف الناس المادية والابتعاد عن الجشع. والثالثة أن أعمل بالمثل القائل: "لا تزل ما بتذل"؛ وهذا ما زرعته في أولادي أيضاً، وخاصة إتقان العمل والإخلاص له ولقيمته المعرفية والأخلاقية

تلقيت تعليمي في مدارس البلدة حتى المرحلة الثانوية، ودرست طب الأسنان في جامعة "حلب"، وتخرجت عام 1985، ثم بدأت مشوار الحياة العملية، وهنا أذكر وصية والدي -رحمه الله- في يوم العمل الأول في العيادة حين أوصاني بثلاث وصايا: الأولى أن أتقن عملي ولو كان "سخرة"؛ أي من دون مقابل. والثانية مراعاة ظروف الناس المادية والابتعاد عن الجشع. والثالثة أن أعمل بالمثل القائل: "لا تزل ما بتذل"؛ وهذا ما زرعته في أولادي أيضاً، وخاصة إتقان العمل والإخلاص له ولقيمته المعرفية والأخلاقية».

الدكتور نايف شقير

وتابع د."منذر": «تعاقدت مع مديرية الصحة عام 1992 لأعمل في مركز "القريا" الصحي، وفي عام 1995، عينت رئيساً للمركز بعد تطوعي في منظمة "الهلال الأحمر"، وما زلت أمارس العمل في العيادة منذ واحد وثلاثين عاماً، حيث كلفت برئاسة شعبة "الهلال الأحمر" في "القريا" عام 2014، وأعيد انتخابي من قبل الهيئة العامة 2017، وخلال هذه المدة، حاولت مع زملائي في مجلس الإدارة التركيز على ضرورة شمولية العمل الهلالي، وأن لا يقتصر دوره على المساعدة المادية والعينية، بل يتعدى ذلك إلى المبادرات الأهلية والتنمية البشرية، وذلك بدعم التعليم وتنقلات الطلاب إلى الجامعات وتقديم المنح الجامعية، ففي العام الماضي تم منح ثلاثين منحة تساوي تسعين ألف ليرة سورية في الشهر، وخلال العام الحالي، وصل العدد إلى خمسين منحة بمعدل قدره مئتان وعشرة الآف ليرة سورية شهرياً، كذلك دعم المتفوقين في الشهادتين الإعدادية والثانوية بكافة فروعها، وذلك من خلال تقديم شهادات تفوق وهدايا رمزية، إضافة إلى الكثير من الأنشطة التي تهدف إلى تنمية المجتمع المحلي، وكل هذا نقوم به بفضل مساعدة المانحين من أهل البلدة، والتواصل الفعال مع كافة شرائح المجتمع».

الأستاذ الدكتور "نايف شقير" أستاذ جامعي من أهالي بلدة "القريا"، قال عنه: «يعمل د."غسان" على خلق علاقة تشاركية بين عمله الطبي وعمله الأهلي، وهو ناجح في الحالتين؛ وذلك لما يتمتع به من إرادة وتصميم وعلم وإدارة، فقد استطاع أن يطور عمل "الهلال الأحمر" في "القريا" من خلال مبادرات تلبي احتياجات أكثر من أربعمئة أسرة وافدة تقطن في البلدة وكذلك المتضررين، حيث أقام الدورات للمتطوعين في مجال الإسعاف الأولي، والدعم النفسي، والإغاثة وإدارة الكوارث، وتعاون مع جمعية "تنظيم الأسرة" بخدمات متعددة من توفير الأدوية اللازمة كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع، وربط ذلك الإنجاز بالإخوة المغتربين حتى تم تجهيز نقطة طبية لتقديم الخدمات اللازمة لأهلنا في البلدة، ونتيجة القطع الجائر للأشجار؛ قام بمبادرة مع شعبة الهلال وبعض المانحين وأهل البلدة بغرس "3700" شجرة حراجية في مداخل البلدة الشمالية والجنوبية والشرقية وبين الحارات الفرعية، وشجع التطوع بعمليات السقي خلال الصيف؛ وهو ما دفع بعض أصحاب الجرارات الزراعية إلى تقديم جراراتهم مجاناً لمساعدة مؤسسة المياه في البلدة، وهو يعمل حالياً على إقامة مركز للتدريب المهني لخلق فرص عمل؛ ليتمكن بعض الشباب من تعلم مهنة يستطيعون العيش من خلالها، وهو عضو مؤسس في جمعية "الإخلاص" لذوي الاحتياجات الخاصة في البلدة، وأمين سرّها سابقاً، وعضو في جمعية "القريا" الخيرية، عدا خدماته في جمعية "أصدقاء مرضى السرطان" في "السويداء"، حيث ساهم بمبادرة كانت الأولى في "سورية"، حين قدمت ابنته "أسيل منذر" شعرها الأشقر لمصلحة مرضى السرطان، وهذه المبادرة أثرت في الكثيرين، ودفعت العديد من الفتيات من خارج الوطن إلى تقديم ذات المبادرة لمصلحة مرضى السرطان».

د. غسان بين فريق الهلال
د. غسان منذر مع عائلته