يعدّ المهندس "بسام حمدان" الشاعر الذي مزج الكلمة والصورة واللون، حيث اتخذ من الكلمة عنواناً لدراسته الهندسية في الزراعة، والصورة إبداعاً لموهبة فطرية لديه، واللون للمحافظة على الحراج الأخضر.

حول حياته وسيرته، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 تشرين الثاني 2017، التقت المهندس "بسام سلمان حمدان"، الذي قال: «ولدت بين الصخور والجبل والرياح العابقة بروائح الانتماء إلى الكلمة العاصية على الاختراق، وذلك عام 1974، وبعد أن تجاوزت مراحل الدراسة الإلزامية والثانوية، توجهت إلى أبواب العلم الجامعي في جامعة "دمشق"، كلية الزراعة، لأتخرج فيها مهندساً زراعياً، وأعمل في أقسام متعددة، إلى أن حطت مركبتي حالياً في دائرة الحراج في "السويداء" رئيساً لشعبة حماية الحراج.

يمثل الشاعر "بسام" حالة ثقافية إبداعية من نوع خاص، فهو المهندس الزراعي الذي أحب اختصاصه، وهو المدافع عن اختصاصه بالحراج بكل قوته، وعمل ما استطاع لحماية الحراج من التحطيب الجائر، وكان له دور فعال في ذلك، إلا أنه ظل صامداً على ثبات موقفه، إضافة إلى أنه شاعر يحمل الدلالة والصورة الخاطفة، والتعبير الجميل في وصف الحالة واللحظة. يستطيع الارتجال الزجلي، وله صولات بذلك، وحين يجلس وراء منبر، تسمع منه أشعاراً زجلية مواكبة للحظة

المكان الذي عشت فيه يحتوي ألواناً مزركشة، وهي التي أكسبتني العلاقة بينها وبين الإبداع مذ كنت ألعب فوق مساحة من الأرض التابعة لقريتنا، حيث بدأت أقرض الشعر الزجلي في الصف الثاني الابتدائي بمساعدة والدي الذي اهتم بي كثيراً، ومنحني الثقة في غناء الشعر الزجلي، واستلهمت الصور بعد الاستماع إلى أنغام عمالقة الزجل من "شحرور الوادي"، و"نيس روحانا"، و"خليل روكز"، و"محمد مصطفى"، و"زين شعيب"، و"زغلول الدامور"، و"طليع حمدان"، وهكذا استمر التوازي لدي بين عملي في الزراعة ومتابعتي للشعر حتى كوّنت علاقة ليست عبثية بيني وبين أشجار السنديان والحراج، حيث أكسبتني شعوراً بأهمية اللون والصورة، كذلك اكتسبت من الشجرة الحراجية الحاملة للخير والعطاء التصميم على العطاء ومواجهة الرياح العاتية».

الشاعر عدنان علم الدين

وتابع: «مذ تخرجت في كلية الزراعة وأنا أعمل في مجال الحراج، فشجرة الحراج لها في قلبي مكانة كبيرة، فنهلت منها الصمود والثبات والإرادة في مواجهة العوامل الطبيعية من الرياح والبرد القارس، إضافة إلى ما تقدمه من تنقية المناخ وتساهم عبر يخضورها بمنح الأرض أمطار السماء، فهي تكتسب صفة مميزة في عالمنا الطبيعي، لهذا أحببت هذا الاختصاص، وكان عملي بالحراج في مديرية الحراج المركزية بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي من عام 2001 ولغاية 2007، ثم نقلت مكان عملي إلى محافظة "السويداء"، دائرة الحراج، وما زلت على رأس عملي. وخلال المدة الماضية، من خوفي على هذه الشجرة المهمة؛ قمت بكثير من عمليات قمع للمخالفات الحراجية، وأوقفت عدداً كبيراً من المخالفين مع عناصر الضابطة الحراجية، وصادرت العديد من الآليات المختلفة من سيارات ودراجات ومناشير بنزين ومناشير يدوية وحيوانات للنقل؛ الأمر الذي فرض أن أتعرض للعديد من المواجهات والخلافات من قبل المخالفين. وبغية الحفاظ على ما تبقى من الثروة الحراجية، قمت بالعديد من اللقاءات مع الفعاليات في المجتمع المحلي بالقرى الحراجية لتفعيل دور المجتمع المحلي ووقوفه لقمع التعديات والمخالفات، والحفاظ على ما تبقى منها».

وعن رحلته مع الشعر، أضاف: «أما على المستوى الشعري، فقد أقمت العديد من الحفلات الزجلية، وكوّنت جوقة زجل أسميتها "جوقة السنديان" وفاءً مني وحباً لهذه الشجرة، وشاركت مع شعراء مميزين في العديد من المنتديات واللقاءات الأدبية والفكرية والشعرية، وبالتعاون مع جمعية "الأدب الشعبي وأصدقاء التراث" ساهمت بتكوين نواة لملتقى شعراء ومحبي الزجل، وفي الشهر الثامن من عام 2010، تقدمت إلى برنامج "أوف" على محطة "OTV" اللبنانية، وكان لجنة الإشراف على البرنامج والتحكيم برئاسة الشاعر "موسى زغيب" والدكتورة "كلوديا شمعون أبي نادر"، وخضت مواجهات شعرية كبيرة مع زملاء شعراء مشتركين في البرنامج، ووصلت إلى النهائيات، وحصلت على الدف الفضي».

الشاعر بسام سلمان حمدان مع دفه الفضي

وعن أهمية العلاقة بين الكائن الحي الباعث للأمل والأدب، بيّن الشاعر "عدنان علم الدين" عضو مجلس إدارة في جمعية "الأدب الشعبي وأصدقاء التراث" بالقول: «يمثل الشاعر "بسام" حالة ثقافية إبداعية من نوع خاص، فهو المهندس الزراعي الذي أحب اختصاصه، وهو المدافع عن اختصاصه بالحراج بكل قوته، وعمل ما استطاع لحماية الحراج من التحطيب الجائر، وكان له دور فعال في ذلك، إلا أنه ظل صامداً على ثبات موقفه، إضافة إلى أنه شاعر يحمل الدلالة والصورة الخاطفة، والتعبير الجميل في وصف الحالة واللحظة. يستطيع الارتجال الزجلي، وله صولات بذلك، وحين يجلس وراء منبر، تسمع منه أشعاراً زجلية مواكبة للحظة».