يصنع المربي "بشار نصار" بين أقرانه حالة ابتهاج بخصاله الهادئة؛ فهو معلم مجاني لطلابه، والمبادر لمساعدة أفراد المجتمع في قرى مختلفة، ويحمل قاعدة بيانات في ذاكرته التي تضم الأسر المحتاجة في "السويداء".

عن شخصيته وسيرته، مدونة وطن "eSyria"، وبتاريخ 19 كانون الثاني 2018، التقت "بشار جادو نصار" المعلم والمربي والناشط الاجتماعي، الذي بيّن قائلاً: «في مناخ يتميز بالهواء النقي، وعلى مرتفع جبلي شاهق، يبعد أكثر من ثلاثين كيلو متراً عن مركز مدينة "السويداء"، كانت ولادتي في قرية "سالة" عام 1966، تعلمت الابتدائية فيها بعد أن عملت إلى جانب والدي في زراعة الأرض وجني محصولها.

لعل الشعور الدافع للمبادرة يأتي من العلاقة الكامنة بين واقع الحزن والقدرة على العطاء، ولهذا ارتقى مستوى العطاء عند الكثيرين لخلق المبادرات، وكنت مع فريق من أبناء المحافظة يبادر لمساعدة الأسرة الوافدة، وتوفير متطلبات العيش ومستلزمات الحياة المعيشية اليومية لهم، ومتابعة تعليم أولادهم في المدارس بمختلف المستويات العلمية. كذلك ساهمت في مكافحة عميلة التسول، مع تأمين فرص للعاطلين عن العمل، ومن ضاقت بهم سبل العيش ليرعى أسرته ويشرف على تعليم أبنائه، ويشعر بالراحة والطمأنينة بظروف طبيعية

وفي الإعدادية بدأت رحلتي إلى "السويداء" لأنال الثانوية، وأنتسب إلى دار المعلمين، وبعد تخرجي تم تعييني في محافظة "الرقة" معلماً، فقد أحببت هذه المهنة، وتابعت تحصيلي العلمي لأنال إجازة جامعية من كلية التربية بجامعة "دمشق"، وكان التعليم بالنسبة لي الغاية الجميلة، ولأنني في منظومة اجتماعية تحمل البعد الإنساني لا أستطيع أن أكون بعيداً عن مجتمعي وأهلي وأقراني من الزملاء العاملين في حقل المساعدات الاجتماعية، فعملت معهم على مساعدة الأسر المحتاجة وتأمين بعض متطلباتهم عن طريق أصحاب الأيادي البيضاء والممدودة لعمل الخير، وسعيت إلى تأمين مبالغ مالية لمرضى كانوا بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية كبيرة وناجحة، وكذلك تأمين مبالغ مالية لطلاب فقراء في التعليم الموازي حرصاً على عدم إضاعة فرص لهم بإتمام تعليمهم بأعلى مستويات التعليم».

المربي أدهم البربور

وعن المبادرات الذاتية، تابع بالقول: «لعل الشعور الدافع للمبادرة يأتي من العلاقة الكامنة بين واقع الحزن والقدرة على العطاء، ولهذا ارتقى مستوى العطاء عند الكثيرين لخلق المبادرات، وكنت مع فريق من أبناء المحافظة يبادر لمساعدة الأسرة الوافدة، وتوفير متطلبات العيش ومستلزمات الحياة المعيشية اليومية لهم، ومتابعة تعليم أولادهم في المدارس بمختلف المستويات العلمية. كذلك ساهمت في مكافحة عميلة التسول، مع تأمين فرص للعاطلين عن العمل، ومن ضاقت بهم سبل العيش ليرعى أسرته ويشرف على تعليم أبنائه، ويشعر بالراحة والطمأنينة بظروف طبيعية».

وعن تميزه في تكوين قاعدة بيانات ذهنية لديه، بيّن "كرم العلي"؛ وهو معلم ومربٍّ من أهالي مدينة "السويداء" قائلاً: «يمثّل المربي "بشار نصار" ضمن منظومة عملنا التربوي حالة متقدمة في قيمة العمل بالعطاء اللا محدود، وإتقان الطريقة والتعامل بينه وبين طلابه، وهناك روابط وثيقة تجمعهم، حيث تراه يصادق طلابه الذين باتوا أحد أهم عناصر المبادرة العلمية الفاعلة في المجتمع من طبيب ومهندس ومحامٍ، وغير ذلك من الاختصاصات العلمية المتعددة، ذلك لأنه يملك ذهنية راقية، استطاع استخدامها في حالتين مهمتين أولهما في التعليم والتربية، والثانية في المبادرات الاجتماعية والخيرية، إذ ما إن تذكر اسم محتاج في قرية ما حتى يقدم لك تفاصيل شخصيته، ونوع المساعدة التي يحتاج إليها، لأنه متابع مميز للمبادراته الاجتماعية، والأهم إن لم يكن يعرفه يعمل للوصول إليه بمختلف الطرائق والوسائل المتاحة».

المربي كرم العلي

وعن نشاطه واهتمامه بيّن المعلم "أدهم البربور" مدير مدرسة "زياد العشعوش" في "السويداء" للتعليم الاساسي بالقول: «يعمل المعلم والمربي "بشار جادو نصار" على نفسه ثقافياً، فهو متابع للتاريخ، إضافة إلى العلوم التربوية، وساهم مساهمة فعالة في توفير العديد من الأجهزة الحاسوبية لطلاب علم ومعرفة من خلال نشاطه الاجتماعي اللا محدود، رغبته الجامحة نحو العلم والثقافة جعلته من الشخصيات الاستشارية الاجتماعية، لكن الصفة الطاغية عليه سعيه الدؤوب إلى نشر ثقافة العمل التطوعي ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وربط التعليم العلمي بالاجتماعي بتكريس القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية، فهو بحق المعلم الهادئ والذاكرة المتقدة بالبيانات والمعلومات والأرقام والأسماء والأحداث».

المربي بشار نصار