كوّن "برهان البربور" علاقة تبادلية بين رسالته التربوية، وحبه للموسيقا التراثية، وبرز في "السويداء" كواحد من الفنانين المجتهدين، ويعدّ مجال التعليم من المعلمين البارزين.

حول علاقة التربية والتعليم بالموسيقا والفن، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 حزيران 2018، التقت الشاعر وعازف الربابة "برهان البربور"، وهو المعلم المجاز في التربية، ومدير إحدى مدارس التعليم الإلزامي في قرية "الهويا"، حيث قال: «جاء حبي للموسيقا والفن والتراث، لأنني عشت في كنف منزل يعنى بالثقافة التربوية والأدب والموسيقا، فقد بدأت رغبتي بالاتجاه الفني وأنا طالب في السنوات الأولى للمرحلة الإعدادية، حين كان والدي يستضيف في مضافته العديد من الأدباء والشعراء، وكانت آلة الربابة تصدح بأنغامها على أيدي عازفين مهرة لهم حضورهم على الساحة الفنية والأدبية والاجتماعية. ولم يكن ذلك بعيداً عن مساري الآخر في التعليم، لأن والدي "صقر البربور" هو أول معلم ينال إجازة في اللغة العربية في قريتنا "الهويا"، ولا أبالغ إذا قلت في المنطقة، وقد تخرج على يديه العديد من شبان القرية والقرى المجاورة وباتوا اليوم في مراحل علمية أكاديمية متقدمة، وبدأت رحلتي مع التعليم عندما نلت إجازتي الجامعية، إضافة إلى جماح رغبتي بالموسيقا والفن، وبدأت التعلم على آلة الربابة والاستماع إلى ألحان شعبية تراثية، وأحاول تطويرها بعد إتقاني للحن والاندماج به، يقيناً مني بأن العازف الذي يستطيع التماهي مع اللحن روحياً يمكن له أن يطور فيه ما يشاء، لهذا تراني أحببت ألحان "العتابا" على الربابة، ومعظمها تؤدى على مقامات شرقية من بين المقامات السبعة للموسيقا وأكثرها تداولاً هو "البيات"، لكن أدخلت فيها بعض الحركات التقنية في العزف، وجعلت اللحن يستساغ عند العديد من أفراد المجتمع ومحبي التراث، وبدأ اللحن يجد حضوراً عند من يستمع إليه؛ لأن المتلقي أحسّ بالتجديد».

لا أنكر أن علم التربية وتطبيقها في الصفوف المدرسية مع الطلبة والتعامل مع الزملاء المدرسين، أخذ حيزاً كبيراً من الهدوء والسكينة، إضافة إلى المنزل الذي يضج بالحياة، والأجمل أن شقيقي الأكبر مني سناً هو أيضاً عازف على آلتي الربابة والعود. إذاً في هذه البيئة الفنية مع والد عاشق للتراث يحمل مخزوناً أدبياً كبيراً من الشعر الفصيح والعامي، إلى ذاكرة غنية بالأحداث والوقائع القديمة مع السيّر المدعومة بالأشعار، كل ذلك جعلني أنحو نحو الفن والعزف، وأقدم على آلة الربابة ألحاناً متطورة متقدمة متكئاً على التراث والحكايات التي استمعت إليها في مضافات الجبل، وحين درست في المحافظات السورية، اقتبست بعض الألحان البيئية، وعملت على تطويرها وفقاً للرؤية المحلية التي تخدم الأذن والبيئة المحلية لجبل العرب

وعن علاقته بالتربية والفن تابع بالقول: «لا أنكر أن علم التربية وتطبيقها في الصفوف المدرسية مع الطلبة والتعامل مع الزملاء المدرسين، أخذ حيزاً كبيراً من الهدوء والسكينة، إضافة إلى المنزل الذي يضج بالحياة، والأجمل أن شقيقي الأكبر مني سناً هو أيضاً عازف على آلتي الربابة والعود. إذاً في هذه البيئة الفنية مع والد عاشق للتراث يحمل مخزوناً أدبياً كبيراً من الشعر الفصيح والعامي، إلى ذاكرة غنية بالأحداث والوقائع القديمة مع السيّر المدعومة بالأشعار، كل ذلك جعلني أنحو نحو الفن والعزف، وأقدم على آلة الربابة ألحاناً متطورة متقدمة متكئاً على التراث والحكايات التي استمعت إليها في مضافات الجبل، وحين درست في المحافظات السورية، اقتبست بعض الألحان البيئية، وعملت على تطويرها وفقاً للرؤية المحلية التي تخدم الأذن والبيئة المحلية لجبل العرب».

الشاعر حازم النجم

وعن تميزه بالأداء، أشار الشاعر "حازم النجم" بالقول: «كوّن الشاعر والعازف "برهان البربور" حالة فنية متكاملة، فهو شاعر وعازف متمكن على آلة الربابة، حافظ على رونق آلة الربابة من خلال الألحان البدوية والجبلية المتوارثة، التي أنتج من ذات سياقها ألحاناً تعدّ جديدة على الساحة الشعبية. يجيد الأنغام البدوية والجبلية والأهازيج والحداء التي تقدم في "جبل العرب" بصوت وأداء مميزين، وله حضور لافت حين يتكلم لأنه يمارس مهنة التعليم والتربية بجدارة، فهو أحد المجازين في علم التربية، ويعمل مديراً لمدرسة "جمال العطا الله" للتعليم الأساسي في قريته "الهويا".

هو شاعر يعرف مفاصل الكلام والألحان حق المعرفة، وقد استطاع التوفيق بين ثقافته ذات المشارب الفصيحة وبين الشعر النبطي من حيث الشاهدة واللفظة، وهذا الأمر لعب دوراً أساسياً في إنتاجه الفني. يتميز كذلك بذاكرته الغنية الحاملة للإبداع بأطياف متعددة من التراث الشعبي، وسير لقامات أثرت المجتمع بأعمالها وأفعالها النضالية».

الأستاذ برهان البربور بين طلابه

الجدير بالذكر، أن المدرّس "برهان البربور" من مواليد عام 1978 في قرية "الهويا" الواقعة شرقي مدينة "صلخد".