يعدّ الدكتور "مازن حمود حديفة" واحداً من الأطباء الذين يعملون على خلق مبادرات إنسانية متكئاً على إرثه الاجتماعي والعلمي، ومحققاً القسم الذي ألزم نفسه به في خدمة المجتمع.

حول عمله ومسيرته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 آب 2018، التقت الدكتور "مازن حمود حديفة"، الذي أوضح قائلاً: «في قرية تحمل بعداً وطنياً في التاريخ المعاصر، التي تعدّ فاتحة الانتصار لثوار الجبل في معاركهم ضد الفرنسيين إبان "الثورة السورية الكبرى"، في بلدة "الكفر" كانت ولادتي عام 1971، والدتي معلمة وتعي معنى العلم والمعرفة ومحبة للاجتهاد والمثابرة، والوالد واحد من نسور الجو بين صفوف ضباط الجيش العربي السوري؛ كانت حياتنا وفق تنقلاته في المحافظات التي عمل بها بين "حمص وريف دمشق"، حيث أنهيت المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة ابن الوليد "حمص"، وانتقلت إلى عالم آخر في قاعات جامعة "دمشق" بكلية الطب البشري. مذ كنت طفلاً زرع بنا الأهل كيفية التعامل مع الناس ومحاولة تخفيف معاناتهم، فالإنسان بالنهاية هو الرابط الروحي والإنساني والأخلاقي مع الحياة، ولهذا كان الحلم يتجدد مع الزمن لأكون طبيباً جراحاً ساعياً إلى تجسيد ما حملته من تربية في حب العلم الموسوم لدينا بدرجة القداسة وخاصة الطب. تفوقت في دراستي ودخلت كلية الطب البشري، وتخرجت فيها عام 1996، ودخلت بعدها اختصاص الجراحة العامة، وحصلت عليه عام 2001، وعلى الرغم من صعوبة هذا الاختصاص، إلا أنني أحببت فيه التعامل مع المرضى بأصعب الظروف لأجد لهم علاجاً لمعاناتهم، بعضهم أسموها مبادرة في البحث عن المرضى وتقديم العلاج، وأنا أعدّها واجباً مهنياً في التخفيف من آلام المرضى، يقيناً أن الحياة والموت يتساوى بهما الناس جميعاً، لم أكتفِ بهذا الحد من العلم، فقررت السفر إلى "فرنسا" لأنهل من علوم الغرب المتقدمة، وصلت إلى "باريس" عام 2002 وحصلت على شهادتي AFS وAFSA في الجراحة العامة والجراحة التنظيرية وجراحة الأورام خلال سنوات إقامتي السبع هناك».

قام الدكتور "مازن حديفة" بمبادرة خاصة به من خلال مساعدته الخفية من دون مقابل للمرضى، حيث يعمل على تحويل المرضى من الخاص إلى العام توفيراً لهم، وكذلك العلاقة التي بناها مع الطاقم والكادر الطبي في المستشفى، حيث استطاع إحياء مستشفى "سالة" بقسم الجراحة وجعله مؤسسة طبية تحمل الميزة النسبية والقيمة في العلاج والترتيب، والأمر الأكثر أهمية أن المريض الذي يعالجه يتابع حالته خارج أوقات الدوام الرسمي، ولا يمكن نسيان أن الظروف التي مرت على "السويداء"، وخاصة في المدة الأخيرة مثّل الدكتور "مازن" مع الطاقم الطبي والإداري نموذج العمل الإنساني، إذ لم يصل مصاب إلا وشفي، ولا جريح إلا وتمت معالجته

وتابع الدكتور "حديفة" مراحله العلمية وارتباطه بوطنه قائلاً: «كان هاجسي الدائم أن أتعلم كل جديد وأعود إلى الوطن الأم لأمارس مهنة الطب والجراحة على الرغم من كل المغريات المادية والنفسية في "فرنسا"، شعرت بأن تراب "الكفر" التي استطاعت كسر الفرنسيين في الماضي هي اليوم الأقدر على كسرها بالعلم ونشر ثقافة المبادرات الإنسانية والأخلاقية والقيمية، وقررت العودة عام 2010، واستقريت في "السويداء"، لكن بعدها بعدة أشهر قليلة بدأت المعوقات، والأزمة وضعت أوزارها بحقد لا مثيل له في تاريخ الشعوب، وبدأ الأطباء السوريون السفر خارج البلد، لم يكن قراراً سهلاً بالنسبة لي البقاء، وفكرت هل أبقى هنا أم أسافر من جديد شأني شأن الكثيرين من زملائي؟ لكن عندما تعاقدت مع مستشفى الشهيد "زيد الشريطي" في "السويداء" كاختصاصي بالجراحة العامة بدأت أرى جرحى الجيش يصلون بالعشرات، والشهداء بالمئات، فقررت البقاء هنا، وعيّنت رئيساً لقسم الجراحة والعمليات بمستشفى الشهيد "مؤمن طلايع" بقرية "سالة" عام 2014، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أمارس مهنتي، وما زلت مؤمناً ولن أغير قناعتي التي تربيت عليها بأن الطب مهنة إنسانية تطول المريض في أحلك الظروف النفسية والجسدية، لذلك يجب على الطبيب أن يتحلى بالعلم والأخلاق عندما يمارس هذه المهنة كي لا يفقد إنسانيته، وربما إحدى أمنياتي أن ينهض الواقع الصحي في "السويداء" علمياً وخدمياً وعلى كل المستويات، يقيناً بتوفر العلم والإمكانيات، لكننا بحاجة إلى الإرادة والتواصل بين الأطباء بكافة الاختصاصات لخدمة المريض».

الأستاذ بشار نصار

وعن علاقته بالمريض أوضح "بشار نصار" من أهالي قرية "سالة" قائلاً: «قام الدكتور "مازن حديفة" بمبادرة خاصة به من خلال مساعدته الخفية من دون مقابل للمرضى، حيث يعمل على تحويل المرضى من الخاص إلى العام توفيراً لهم، وكذلك العلاقة التي بناها مع الطاقم والكادر الطبي في المستشفى، حيث استطاع إحياء مستشفى "سالة" بقسم الجراحة وجعله مؤسسة طبية تحمل الميزة النسبية والقيمة في العلاج والترتيب، والأمر الأكثر أهمية أن المريض الذي يعالجه يتابع حالته خارج أوقات الدوام الرسمي، ولا يمكن نسيان أن الظروف التي مرت على "السويداء"، وخاصة في المدة الأخيرة مثّل الدكتور "مازن" مع الطاقم الطبي والإداري نموذج العمل الإنساني، إذ لم يصل مصاب إلا وشفي، ولا جريح إلا وتمت معالجته».

الدكتور مازن حمود حديفة