يعدّ الدكتور "عادل أبو حمدان" واحداً من الأطباء الساعين لخدمة مجتمعهم بمبادرات إنسانية تتضمن قضاء حوائج الفقراء والمساهمة في تنمية المجتمع لإشباع رغبة بداخله منذ الصغر.

حول مسيرته العلمية والطبية، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 أيلول 2018، التقت الدكتور "عادل أبو حمدان"، الذي بيّن قائلاً: «في قرية "رساس" التي تبعد نحو سبعة كيلو مترات عن مدينة "السويداء" كانت ولادتي عام 1963؛ في ظروف قاسية لأسرة فلاحية تأكل ما تجنيه من مواسم الحصاد والإنتاج الزراعي، لكن والدي الفلاح المحب للعلم صمّم أن أنحو نحو العلم والمثابرة، من دون أن أتخلّى عن الأرض وطبيعتها وثقافتها الملمة بالوجدان الإنساني، فدرست الابتدائية في قريتي، وكنت الأول على المدرسة، ودرست الإعدادية في بلدة "عرى"، وانتقلت إلى "السويداء" لدراسة الثانوية لأكون الأول على المحافظة وأختار مهنة الطب.

إن مهنة الطب إنسانية، والتعامل بها مع الإنسان بظروف استثنائية عند المرض خاصة، وهو بأمسّ الحاجة إلى الحنان والعطف؛ وهذه اللمسة العاطفية يقدمها معظم الأطباء، وعلاج الفقراء والمحتاجين له الأولوية عند معظم الزملاء، وأظنّ أن أفضل خدمة يقدمها الطبيب للمجتمع متابعته لأحدث الأبحاث العلمية الطبية، وحين نتقن هذه المهنة الإنسانية ونحصّنها بأحدث تطورات العلم والعلاج، نكون بالفعل قدمنا خدمة للمجتمع واختصرنا الكثير من المعاناة، وأصبحنا أصحاب مهنة إنسانية حقاً

منذ طفولتي وأنا شغوف بالمطالعة وقراءة الكتب الأدبية، وهناك أحداث من الظلم الواقعي تضمنتها الرواية العربية جعلتني أكوّن في مخيلتي حالة انطباعية تحمل مشاركة المجتمع لهمومه والتخفيف من آلامه، ولأنني أعمل مع والدي بالزراعة التي تعدّ من الأعمال الشاقة، فقد رأيت الناس يتألمون ويعانون العديد من الأمراض؛ وهو ما جعل الحلم يصبح هاجساً يومياً لدراسة الطب، كي أخدم أفراد المجتمع وأحاول التخفيف من آلامهم وتقديم العلاج لهم، هذا الحلم بدأ يتحول إلى واقع بعد أن دخلت كلية الطب عام 1981».

فضيلة الشيخ حمزة حمزة

وعن مسيرته العلمية بعد دراسة الطب تابع القول: «بعد تخرّجي في كلية الطب عام 1987، أحببت اختصاص الداخلية الذي يعدّ أم العلوم الطبية، ودرست في مشافي "السويداء"، و"المجتهد"، و"ابن النفيس" في "دمشق"، وبعد أن أنهيت فحص العملي بقي الفحص الكتابي، حيث تركته وسافرت إلى "الكويت"، وأقمت فيها سبعة عشر عاماً ونصف العام، حيث عملت في وزارة الصحة كطبيب، كوّنت خلالها علاقات إنسانية، إذ كان الحنين يدفعني إلى تقديم الخدمات الطبية والعلاجية لأهلنا السوريين هناك، وعملت على مبادرة تقديم المساعدة للفقراء الآسيويين من الهنود والإيرانيين والباكستانيين، لكن المفارقة بعد أكثر من سبعة عشر عاماً أعود إلى حضن الوطن مع بداية عام 2011، وأعود إلى الجامعة مجدداً، وقدمت امتحاناً جديداً وحصلت على شهادة الاختصاص الداخلية، من مبدأ أن لا شيء مستحيل، وقررت أن أدرس اختصاص الأمراض الهضمية أيضاً، وبالفعل أقدمت على ذلك، لكن من كان معي من الزملاء الأطباء هم أصغر مني سناً بكثير، ولا أبالغ إذا قلت من جيل أولادي، وعلى الرغم من فارق العمر والطاقة نلت "البورد" باختصاص الهضمية أيضاً. أما عيادتي، فهي للفقراء والمحتاجين كعمل تطوعي، وهذا الحلم الذي راودني منذ صغري تحقق إلى حدٍّ كبير في تخفيف آلام الناس وتقديم المساعدات لمن يحتاج إلى المساعدة».

وحول رؤيته العلمية الطبية في خدمة المجتمع، قال: «إن مهنة الطب إنسانية، والتعامل بها مع الإنسان بظروف استثنائية عند المرض خاصة، وهو بأمسّ الحاجة إلى الحنان والعطف؛ وهذه اللمسة العاطفية يقدمها معظم الأطباء، وعلاج الفقراء والمحتاجين له الأولوية عند معظم الزملاء، وأظنّ أن أفضل خدمة يقدمها الطبيب للمجتمع متابعته لأحدث الأبحاث العلمية الطبية، وحين نتقن هذه المهنة الإنسانية ونحصّنها بأحدث تطورات العلم والعلاج، نكون بالفعل قدمنا خدمة للمجتمع واختصرنا الكثير من المعاناة، وأصبحنا أصحاب مهنة إنسانية حقاً».

د. عادل أبو حمدان في عيادته

وعن علاقته بأهالي قريته بيّن الشيخ "حمزة حمزة" إمام القرية بالقول: «عرف الدكتور "عادل أبو حمدان" بالشخصية الإنسانية، فهو وإن جاء على المجتمع من رحم المعاناة والعصامية والجهد والتعب والفقر، إلا أنه حمل مع كل تلك الصفات القيم والأخلاق والشهامة. درس الطب لأنه الأول على أبناء جيله مذ كان في الصفوف الأولى حتى الجامعية، وعمل على نشر ثقافة المساعدات الإنسانية، إذ لا يبخل بعلمه ومهنته الطبية ليلاً نهاراً، وخاصة الحالات الإسعافية التي يعمل عليها مجاناً، ويقدم العلاج والتشخيص مجاناً للعديد من الفقراء والمحتاجين، ومن يزور عيادته من أصحاب الدخل المحدود والمعروف بضعف قدرته المادية، يقدم له ما يحتاج إليه مجاناً، إضافة إلى تطوعه في الجمعية الخيرية في القرية، وما تحتاج إليه من مستلزمات الحياة والتنمية بوجه دائم، ويعدّ من الأطباء المميزين بتجسيد قيم مهنة الطب، إضافة إلى الحياة الاجتماعية؛ فلا يفوته واجب إلا ويشارك به وبجميع المناسبات الاجتماعية من أفراح وأتراح».

د. عادل أمام منجزه العلمي