جمع الموسيقي "بسمان حرب" بين دراسة القانون والموسيقا، واتخذ لكل منهما طريقاً خاصاً به، وجعل لكل منهما دوافع ذاتية تدفعه إلى التميّز بهما معاً.

حول تميّزه بالقانون والموسيقا، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 تشرين الأول 2018، التقت الموسيقي "بسمان حرب"، فأوضح قائلاً: «في بيئة اجتماعية تعمل لتجسيد القيم المجتمعية وعاشقة للتراث الشعبي والفلكلور المحلي كانت ولادتي عام 1972، وحين كنت في المرحلة الابتدائية دفعني الفضول الطفولي إلى القيام بتجربة خاصة بي، بعد أن رأيت والدي يبني جداراً استنادياً مستخدما الخيوط الوترية في التوازن والاستقامة، فأقدمت على قطع بعض الخيوط الوترية ووضعتها على خشبة كانت مرمية على الأرض، وصنعت منها آلة وترية بدأت أعزف عليها أنغاماً عفوية طفولية من دون معرفتي بالموسيقا، وتطورت محبتي للموسيقا وتعلقي بها لأبدأ التعلّم على أنغام كؤوس الماء ونلت من العقاب الكثير لكسري عدد منها؛ فقد كنت أملأ سبعة كؤوس بالماء، وبواسطة الملعقة أقوم بتجربة الأنغام، وبالفعل كانت مرحلة تكسير للكؤوس الزجاجية ومعرفة بعض العلامات الموسيقية، إضافة إلى وجود آلة تراثية في المنزل؛ وهي "شبابة" قمت بمحاولة العزف عليها وهي آلة نفخية، لكن كان تعلّمي عليها في المرحلة الإعدادية؛ لأنني في هذه المرحلة كنت قد أتقنت إلى حدّ كبير العزف على آلة الكمان، التي كان دافعي الأهم للتعلّم عليها أنها هديتي من شقيقتي الكبرى "غروب حرب" عند نجاحي بالإعدادية، فهي معلمة رسم وتعي معنى الفن، ولمست الإتقان في عزفي. وفي المرحلة الثانوية عزفت مع الفرق الموسيقية كأصغر عازف كمان مع الشبيبة، وخلالها حصلت على الشهادة الثانوية عام 1990، لأدخل مرحلة مختلفة في حياتي، وأخوض التجربة الجامعية في كلية الحقوق.

يعدّ الفنان "بسمان حرب" واحداً من الموسيقيين الذين عملوا على توزيع التراث والفلكلور بطريقة جميلة، وهو اليوم يعدّ عاملاً مهماً في نشر ثقافة الموسيقا الثقافية من خلال معهده الذي يخرّج فيه طلاباً يجيدون العزف على آلات موسيقية متعددة، وهو واحد من عازفي آلة الكمان المميزين، واستطاع أن يجمع بين الموسيقا ودراسة القانون، ويعمل بهما معاً

وفي السنة الثانية من دراستي الجامعية تقدمت إلى المعهد العالي للموسيقا، وأثناء دراستي في المعهد الذي لم أستطع إتمام سنواته، تمّ اختياري لإعداد دورات للتدريب على الآلات النحاسية في دار المعلمين الثاني».

الفنان معن دويعر

وتابع الموسيقي "بسمان حرب" قائلاً: «وبعد أن تعرّفت إلى الموسيقي "سامر السمان" درست النوتة بصحبة الموسيقي "رعد خلف" عامين في المعهد العالي للموسيقا، وأيضاً "رياض سكر"، وقبلت كعضو في نقابة الفنانين بعد اختبار صعب جداً، وعملت مع فرق كبيرة، مثل الأوركسترا الوطنية للموسيقا الشرقية، وفرقة الموسيقا العربية، وقمت بتقديم مجموعة من الألحان الموسيقية التي تنتمي إلى قوالب التأليف الموسيقي، مثل: "لونغا، والسماعيات"، وإضافة إلى الموسيقا التصويرية قدمت مجموعة من المسرحيات نافت عن خمس مسرحيات نالت جوائز، وكذلك موسيقا تصويرية للفيلم السينمائي "أبو صابر" للمخرج "وليد العاقل"، وأعمل بشغف في الألحان التراثية الفلكلورية عبر توزيعها، لكن الموسيقا لم تبعدني عن التحصيل العلمي؛ إذ كان هدفي نيل الشهادة الجامعية، وبالفعل وبعد معرفتي بقواعد الموسيقا وقوانينها، كانت رغبتي أكثر بمتابعة دراسة الحقوق، وكان ذلك الحافز المهم لأنال بالفعل إجازة جامعية من جامعة "دمشق"، ولأن العمل الوظيفي قيمة، تقدمت للعمل في مدينتي "السويداء" لأعمل رئيساً لشعبة البناء، حيث ترتبط علاقتي بالضوابط القانونية والمحاكم الرسمية، حيث كوّن القانون لدي الشخصية الثقافية المحورية في الانطلاق نحو الفضاء الأوسع لمعرفة الوضع القانوني الوضعي، والموسيقا حلقت بي نحو الارتقاء الروحي، ولهذا أعدّ نفسي بين السماء والأرض؛ أتقن القانون الوضعي بدراستي للحقوق والجمال الروحي بالعزف والموسيقا، وحالياً أعمل على تدريب العديد من طلاب الموسيقا ومحبيها وأرعى مواهبهم».

عنه قال الفنان "معن دويعر" رئيس فرع نقابة الفنانين في "السويداء": «يعدّ الفنان "بسمان حرب" واحداً من الموسيقيين الذين عملوا على توزيع التراث والفلكلور بطريقة جميلة، وهو اليوم يعدّ عاملاً مهماً في نشر ثقافة الموسيقا الثقافية من خلال معهده الذي يخرّج فيه طلاباً يجيدون العزف على آلات موسيقية متعددة، وهو واحد من عازفي آلة الكمان المميزين، واستطاع أن يجمع بين الموسيقا ودراسة القانون، ويعمل بهما معاً».

بسمان حرب الإداري
بسمان حرب الموسيقي