مثّل المربي "توفيق حمزة" في الذاكرة الجمعية محطة مهمة في الأنشطة والعلاقة والتوثيق والتدوين لمسيرة حياته التي تجاوزت عقدها التاسع، ورحل بصمت الكبار؛ تاركاً خلفه إرثاً غنياً لا يمكن نسيانه بسهولة.

حول مسيرته وعطائه في التربية والتعليم والإدارة، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 كانون الثاني 2019، التقت "نبيل حمزة" نجل الراحل، الذي بيّن قائلاً: «عندما كنت أزور والدي التسعيني، أجده يقلب أوراقه القديمة ليستنبط منها قوائم تضمّ أسماء طلابه، ودورات الكشاف القديمة، فيكتب لكل طالب لائحة تضم اسمه وأسماء زملائه ويرسلها إليه. ولد الراحل في قرية "الثعلة" ضمن أسرة اجتماعية كلفة بالانتماء، وذلك عام 1930، درس المرحلة الابتدائية في قريته، والإعدادية والثانوية في مدينة "السويداء"، ودخل دار التأهيل للمعلمين. عشق العمل الاجتماعي منذ بداية حياته، فكان أول المتطوعين في أول فرقة كشفية بالمحافظة، وذلك في 17 أيار عام 1943، ومع بداية الخمسينات ومنتصف ستينات القرن الماضي شارك في سبع دورات تدريبية للمعلمين في وزارتي التربية في "سورية" و"مصر"، إضافة إلى المركز التدريبي الرياضي العربي بإشراف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في "دمشق" و"القاهرة". ومن منتصف الخمسينات إلى منتصف السبعينات شارك في تسع معسكرات كشفية عربية أقيمت في كل من "سورية ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب ولبنان"، وفي عام 1952 تم تكليفه بتدريس مادة التربية الرياضية في مدارس "السويداء"، ثم تم تكليفه بالإشراف على كافة المهرجانات الرياضية والكشفية والعروض الرياضية والمباريات الرياضية والمسيرات الليلية بالمشاعل، التي كانت تقام في المناسبات الوطنية والاجتماعية حينئذٍ».

تمّ تكريمه من قبل 12 جهة، حيث قدمت له شهادات التقدير والدروع والكؤوس والميداليات والهدايا الثمينة، وهذه الجهات هي: مديرية التربية التي قدمت له ثلاثة عشر كتاب شكر وتقدير، ومحافظ "السويداء"، والمكتب التنفيذي لنقابة المعلمين بـ"دمشق"، والمكتب الفرعي لنقابة المعلمين، ورئاسة كشاف سورية، واتحاد شبيبة الثورة، والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، وفرع الاتحاد الرياضي، وقيادة منظمة طلائع البعث، وفرع طلائع البعث لعدة مرات، والقنصلية الفخرية البرازيلية في "السويداء"، والنادي "العربي"، ولجنة الحكام الرئيسة لكرة القدم، واتحاد كرة السلة، والفرقتان الكشفيتان الأهليتان في مدينة "السويداء" التابعتان لفرع اتحاد شبيبة الثورة، وخلال وجوده في الوظيفة عاصر23 مدير تربية، و22 محافظاً

وأضاف: «انتخب لمهام عديدة، منها رئيساً لنادي "الفتيان" الرياضي بـ"السويداء"، وقائداً للفرقة الكشفية الأهلية فيه، وعضواً في الاتحاد القومي عن مدينة "السويداء" خلال مرحلة الوحدة بين "سورية" و"مصر"، وعضواً في أول مكتب تأسيسي لنقابة المعلمين في الإقليم الشمالي في الجمهورية العربية المتحدة حينئذٍ، كما تم تكليفه بعضوية مجلس رعاية الشباب في المحافظة، ثم أصبح أمين السرّ لهذا المجلس، ومع بداية الوحدة أصبح أول حكم معتمد رسمياً في المحافظة، وحكم مباريات كرة القدم ضمن وفد كشفي رسمي، وتمّ تكليفه من قبل رئاسة "كشاف سورية" بالتمثيل السوري في المؤتمرات الكشفية العربية التي عقدت بين عامي 1954-1974، وشارك في تسعة معسكرات كشفية في عدة دول عربية وعالمية، وصدر قرار من رئاسة "كشاف سورية" بتسميته مفوضاً له في محافظة "السويداء"، وانتخب عضواً في قيادة لجنة الدفاع عن الوطن في المحافظة في أعقاب حرب 1967، وعضواً في الهيئة التأسيسية في فرع اتحاد الشبيبة، وفي عام 1974 تم تكليفه كأول أمين لفرع الطلائع، وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي العام، وهو يقول: (دائماً الإنسان عامة والشباب خاصة هم الثروة الحقيقية للبلد، فإذا استطعنا المحافظة على هذه الثروة، حافظنا على بلدنا)».

أدهم البربور

وحول أهم التكريمات والتقديرات التي نالها من جهات مختلفة بين عامي 1953 و2009، دوّن قبل وفاته "عثمان حمزة" المهتم بالتاريخ والتوثيق: «تمّ تكريمه من قبل 12 جهة، حيث قدمت له شهادات التقدير والدروع والكؤوس والميداليات والهدايا الثمينة، وهذه الجهات هي: مديرية التربية التي قدمت له ثلاثة عشر كتاب شكر وتقدير، ومحافظ "السويداء"، والمكتب التنفيذي لنقابة المعلمين بـ"دمشق"، والمكتب الفرعي لنقابة المعلمين، ورئاسة كشاف سورية، واتحاد شبيبة الثورة، والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، وفرع الاتحاد الرياضي، وقيادة منظمة طلائع البعث، وفرع طلائع البعث لعدة مرات، والقنصلية الفخرية البرازيلية في "السويداء"، والنادي "العربي"، ولجنة الحكام الرئيسة لكرة القدم، واتحاد كرة السلة، والفرقتان الكشفيتان الأهليتان في مدينة "السويداء" التابعتان لفرع اتحاد شبيبة الثورة، وخلال وجوده في الوظيفة عاصر23 مدير تربية، و22 محافظاً».

وعن حالته الاجتماعية أوضح "أدهم البربور" مدير مدرسة "زياد العشعوش"، ومن الأسرة التربوية قائلاً: «يحمل الراحل "توفيق حمزة" تاريخاً وطنياً وتربوياً وثقافياً ووطنياً واجتماعياً، فهو لم يكن معلماً محباً لنشر العلم والمعرفة فحسب، بل كان أيضاً أحد أهم المبادرين للأعمال الخيرية الاجتماعية والثقافية، وساهم إضافة إلى ما شارك به خلال مسيرته التربوية والنضالية في تأسيس العديد من الجمعيات الأهلية الهادفة إلى ربط العلاقة الاجتماعية بالانتماء الوطني والثقافي والإبداعي، حيث تراه يشارك الناس -على الرغم من وصوله إلى العقد التاسع- بكل تواضع وحماسة لتجسيد القيم والأخلاق والنظم في العلاقات الاجتماعية والتربوية، وظل وفياً لمهنته التعليمية حتى آخر يوم في حياته؛ لأنه كان يحث المجتمع إلى الاستفادة من الطاقة الشبابية لتنمية الثروة الوطنية، ولهذا شهدت "السويداء" يوم 26 كانون الثاني 2019 يوماً مهيباً بالحضور والمشاركة في وداع المعلم الباقي في ذاكرة الوجدانية والأسرة التربوية والاجتماعية».

الراحل توفيق حمزة
من التكريمات