يمثّل "مفيد حديفة" حالة إبداعية في إتقانه عدة لغات أجنبية، واهتمامه بالبرمجة الإلكترونية، وعزفه وتأليفه للموسيقا وتدريسه لها، فكان الفنان الشامل، والمبرمج المجتهد الذي يعرف ما يريد.

حول حياته وسيرته، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 نيسان 2019، التقت المدرّس "مفيد حديفة"، حيث قال: «في قرية "الكفر" كانت ولادتي، وتحديداً يوم الخامس والعشرين من شهر نيسان عام 1966، لأدرس في مدارسها، وبعد إتمامي المرحلة الثانوية درست اللغة الإنكليزية نتيجة شغف لم أعرف سببه باللغات، وكان هدفي أن أتكلم أكثر من لغة، وما زال في مكتبتي مجموعة من كتب تعليم اللغات التي تعود إلى الثمانينات والتسعينات، إضافة إلى ذلك أنا الآن في صدد نشر قاموس سداسي اللغات بطريقة منهجية قد تكون جديدة أو أقرب إلى فهم اللغة، لكن جلّ اهتمامي كان بالموسيقا، وربما سرّ التوجه نحو الموسيقا كان بجذورها المغروسة التي تتعلق بالبيئة المحيطة والمؤثرات المحفزة، إضافة إلى التركيبة الدماغية التي تجعل من أحدنا يبحر في محيطاتها ليقطع مسافات متقدمة، وتجعل من الآخر يمثل فارقاً في تقبلها أو سماعها أو إهمالها كشيء لا يعنيه».

في قرية "الكفر" كانت ولادتي، وتحديداً يوم الخامس والعشرين من شهر نيسان عام 1966، لأدرس في مدارسها، وبعد إتمامي المرحلة الثانوية درست اللغة الإنكليزية نتيجة شغف لم أعرف سببه باللغات، وكان هدفي أن أتكلم أكثر من لغة، وما زال في مكتبتي مجموعة من كتب تعليم اللغات التي تعود إلى الثمانينات والتسعينات، إضافة إلى ذلك أنا الآن في صدد نشر قاموس سداسي اللغات بطريقة منهجية قد تكون جديدة أو أقرب إلى فهم اللغة، لكن جلّ اهتمامي كان بالموسيقا، وربما سرّ التوجه نحو الموسيقا كان بجذورها المغروسة التي تتعلق بالبيئة المحيطة والمؤثرات المحفزة، إضافة إلى التركيبة الدماغية التي تجعل من أحدنا يبحر في محيطاتها ليقطع مسافات متقدمة، وتجعل من الآخر يمثل فارقاً في تقبلها أو سماعها أو إهمالها كشيء لا يعنيه

وتابع عن علاقته مع الموسيقا قائلاً: «كان الشغف بالموسيقا لا يقل عن نظيره في اللغة، وقد ظهر ذلك منذ نشأتي حين أصبحت أتساءل عنها، وأبحث جاهداً عن مناهجها ومعلوماتها الأكاديمية أينما كانت. أما عملياً، ولأنه لم يكن بمقدوري شراء آلة موسيقية، فقد بدأت مشواري بالإيقاع حتى وصلت إلى درجة لم يعد الإيقاع يلبي طموحاتي، عندها بدأت ألحن بعض الأشعار، وأتخيل أنني أعزفها، وقد عملت "أوبريت" لمنظمة الطلائع بعنوان: "الشجرة" للشاعر الراحل "سليمان العيسى" قبل أن أعزف على آي آلة. وتتالت الأعمال اللحنية البسيطة حتى حصلت على أول عود غير كامل، فأخذته من صديق وأصلحته بطريقة غبية باستخدام المسامير وكسرات الخشب، لأبدأ بذلك هوساً موسيقياً يشغلني في صحوي ونومي، وفي المرحلة التي امتلكت فيها آلة مقبولة كانت الأعمال اللحنية قد تضاعفت، فبدأت أترجمها عزفاً وأقارن وأربط معلوماتي التي حصلت عليها مع ما كنت أتصوره عن اللحن المقصود».

بسمان حرب الموسيقي

أما عن خروجه من اللحن المنزلي إلى المهرجانات، فأوضح "حديفة" بالقول: «تحسنت الأحوال وبدأت تعلم العزف على الآلات واحدة تلو الأخرى؛ فقد عزفت في مهرجان الأغنية السياسية في مدينة "حماة" على آلة "الناي" وذلك عام 1989. وكنت أشارك في معظم نشاطات منظمة "شبيبة الثورة" من معسكرات ومهرجانات وأعزف على آلة الكمان. وأسست فرقة كورال في قرية "حبران" لأنني كنت أعمل هناك، وقدمت مجموعة أعمال عزفت فيها على الأورغ، ودرَّست الموسيقا في مدارس "السهوة الشرقية"، و"ميماس"، و"حبران" قبل أن أُدرِّس اللغة الإنكليزية. بعد هذه المدة، بدأت أطور معلوماتي الأكاديمية السابقة لتحقيق مرحلة متقدمة، ومهارات العزف لمجاراة المتميزين، وفي السنوات العشر الأخيرة حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية في مجال أغنية الطفل، وأصدرت كتاباً يحتوي مجموعة من أغنيات الأطفال التربوية الهادفة، وهو بعنوان: "القادمون"، وقدمت عملاً يمثّل حصيلة خبرتي السابقة مع ما استجد من معرفة، وهو بعنوان: "حول العالم في ساعة"، وما زالت أعمل في البرمجة المعلوماتية وصيانتها، وأقيم دورات تدريبية، وهي تجربة تحتاج إلى وقفة مع اللغة الإنكليزية التي شكلت في حياتي منعطفاً كبيراً في تطوير المفاهيم وبناء الشخصية، لكن الموسيقا ظلت غذاء روحي».

وعن حبه للموسيقا أشار الموسيقي "بسمان حرب" بالقول: «مذ عرفت الصديق "مفيد حديفة" وأنا أرى فيه التنوع المتميز، فحين تتحدث معه باللغات تراه يجيد مجموعة من اللغات، وأهمها الإنكليزية، وفي غفلة من الزمن تأتي إليه، وتجده وراء الحاسوب يعمل في المعلوماتية مبرمجاً يجيد الصيانة، يتطور مع أجيال المعلوماتية بحداثة العصر، وتطور تقنيات المعلوماتية الحديثة، لكن جل إبداعه تجده في الموسيقا؛ فهو مؤلف لألحان عديدة وطنية وأغنيات شعبية وخاصة للأطفال، وقدم للمكتبة كتابه "قادمون". وحالياً يعد كتاباً في الموسيقا ومقاماتها وأغصان المقامات المتفرعة من كل غصن من المقامات السبعة الأصيلة، إضافة إلى القاموس المترجم، وأطلق عليه اسم "المفيد" للعديد من اللغات الأجنبية، لكن ما إن تتحدث في مجموعة إبداعاته، تستمع إلى معلومات مهمة بمجملها، لكن سعادته تكمن في الموسيقا غذاء روحه على حدّ تعبيره».

مع الكورال الموسيقي
من أعماله