يعدّ "ناصر عامر حمزة" من الأسماء التي لمعت على ساحة المحافظة في مهنة لها أبعادها الاجتماعية، حيث قدم أنموذجاً متطوراً لإدارة الفنادق والحفلات اقترنت بتدريب وشهادات أهلته للنجاح.

النجاح الذي يصفه "حمزة" أنّه نتيجة الدراسة والعمل على الأرض، واكتساب خبرات لم يكن ميسراً الوصول إليها، لكن المتابعة أثمرت خيراً بالنسبة له، كما تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 آب 2019، وقال: «كان الحلم إنجاز الدراسة الجامعية والمتابعة الأكاديمية، لكن الظروف الاقتصادية فرضت خيار العمل، وعملت بعد الشهادة الثانوية لأتمكن من إكمال الدارسة في كلية الاقتصاد، وكنت محاسباً في فندق "الشام" لأؤسس تجربتي الأولى في العمل، هنا كان الالتزام واكتساب خبرة العمل في الفنادق، وكان ذلك في عام 1991، ساعدتني التجربة بالتعرف على بيئة العمل الفندقي، وتابعت للسنة الرابعة دراسة اختصاص إدارة أعمال، ومنها انتقلت إلى فندق "الحياة" كمدير ليلي بعمر 24 سنة، وكانت خطوة باكرة لولوج عالم الإدارة بتجربة لا أنساها، وثقة كبيرة نلتها من شخص خبير مثل مدير الفندق في تلك الفترة "الحبيب بن ميم" المخضرم في هذا المجال، لكنني في ذات الوقت بدأت أتعرف على خفايا هذه المهنة، ونوعية الخدمات التي تقدمها للمجتمع، وكيف يمكن لمن أحبّ هذه المهنة أن يقدم نفسه بشكل حضاري ومهني يكفل له التطور واكتساب المعارف، فالعمل الذي قصدته لاكتساب الرزق أولاً، كان بداية لمستقبل تحولت به هذه المهنة إلى محور لمستقبلي».

متابعة البحث قادتني إلى أكاديمية "صناع الجودة العرب"، التي تعنى بالمقاييس الدولية والمواصفات وكان الفضل للشيف "وليم عزام" الأكاديمي والمؤهل، فاتبعنا مجموعة دورات لزيادة المعرفة بمواصفات الأيزو العالمية، والمواصفات الدولية التي أتقناها، ونلت مجموعة من الشهادات في تنمية الكادر البشري

السفر وضعه على طريق الاحتراف، كما قال، وأضاف: «لم يكن مجتمعنا يدرك أهمية الخدمات الفندقية تبعاً لقلّة انتشار الفنادق والمطاعم المحدود في منطقتنا، ولن أبالغ بالقول إنّ النظرة الاجتماعية في تلك المرحلة تظهر أنّها مهنة أقل درجة من غيرها من المهن، لكن عندما سافرت إلى "المملكة العربية السعودية" أدركت عن قرب أهمية هذه المهنة، وأثرها الواضح في المجتمع، كان السفر لأسباب اقتصادية، وعملي تحدداً بدائرة التسويق والمبيعات لمنشأة سياحية كبيرة، ومن فروعها فندق "روتانا جدة"، لأستمر في المبيعات خمسة عشر عاماً، حصدت بها معرفة التعامل مع جنسيات مختلفة، وأهمية الإدارة الناجحة في توجيه العمل السياحي القادر على ترك بصمة واضحة في الاقتصاد، خلال هذه الفترة حققت حلم الدراسة بالجامعة المفتوحة إدارة أعمال بهدف بناء ذاتي، همي الأول كان إعطاء وقت للدراسة والاطلاع، تضاف لساعات العمل التي كانت تتجاوز 12 ساعة يومياً، ليكون لديّ فرصة تطوير الإدراك للمهنة وتفاصيلها ومهاراتها، وما يطرأ عليها من تطورات هي نتاج علم وبحث من سبقنا في هذا المجال، ومن واجبنا الاطلاع والفائدة».

ناصر عامر حمزة

وأضاف عن العودة للوطن، وبداية مشواره في العمل الإداري: «في هذه المدينة التي افتقدت للخدمات الفندقية كنت حاضراً بعودة "الفندق السياحي" للاستثمار، ونلت ثقة إدارته لإطلاق العمل كمدير إداري في عام 2010، وكانت مرحلة بناء حاولنا فيها صناعة حالة سياحية، وانطلقنا لنحصل على عدد جيد من الليالي الفندقية وننطلق بأجواء متفائلة ومشرقة، لكن أتصور أنّ العمل الحقيقي كان خلال مرحلة الحرب وكيف اتجهنا للسياحة المحلية، وبنينا خطوات جديدة اعتمدت على تطوير الفكرة، وتغيير مقومات العمل المعتاد على السائح المحلي، وحرصت على تقديم ذلك من خلال أفكار منظمة لإدارة الفندق، لنهتم بالقادم للمحافظة والتأسيس لفعاليات تشمل نقابات مهنية، وتتوجّه للشرائح الاجتماعية بعروض وحفلات جعلت الفندق مقصداً لعدد كبير منها، وتوسعت دائرة التفاعل مع المجتمع -بالنسبة لي كمدير إداري- من خلال خط عمل مميز لكنه مرهق، وارتبط بتنظيم حفلات الأعراس وطرح أفكار سياحية متوازنة، وتلاقت مع الحالة الاجتماعية في هذه التجربة أتابع عن قرب وبيدي كل تفصيل، لأنّني وبفضل الخبرة أعرف أهمية هذه الحفلات وصداها، وما معنى أن نكون شركاء الفرح مع شخصين في بداية حياتهما الزوجية، المشكلة الأخطر كانت عدم توافر العمالة المدربة، وكان علينا التأهيل والتدريب وتقديم مستوى جيد من الخدمات وكل ذلك تكلل بالنجاح، ورغم عدم ثبات الطاقم استطعنا الحصول على تدريب سريع، لكن شريطة أن يكون للإداري عمله المباشر ومتابعته الدائمة لنحصد النتائج».

انتسب إلى أكاديمية "صناع الجودة" التي أكدت حضوراً علمياً كما تابع بالقول: «متابعة البحث قادتني إلى أكاديمية "صناع الجودة العرب"، التي تعنى بالمقاييس الدولية والمواصفات وكان الفضل للشيف "وليم عزام" الأكاديمي والمؤهل، فاتبعنا مجموعة دورات لزيادة المعرفة بمواصفات الأيزو العالمية، والمواصفات الدولية التي أتقناها، ونلت مجموعة من الشهادات في تنمية الكادر البشري».

الشيف وليم عزام

عن تجربة "حمزة"، تحدث الشيف "وليم عزام" وقال: «من خلال متابعتي اليومية لعمله وطرق إشرافه في الإدارة التنفيذية في الفندق الذي يعمل به وغيره، لمست روحاً متدفقةً للعمل اقترنت بالبحث عن المعرفة بصورة تختلف عن كل ما نعرفه عن محترفي مهنة الفندقة، وتغيير النموذج المعتاد للتعامل معها في وضع أسس دقيقة نقلها لكل طلابه ومن مرنه على العمل، وإدراك المهنة كخطوة أولى، شخص متطور، راقٍ، قادر على الإدارة، امتلك خبرة عالية في اقتباس الإجراء الصحيح لتطويره لمصلحة العمل مؤسساً لخبرته الخاصة التي حققت له مكانة، وأظهرت دوره الإداري والعملي النابع من مرتكزات علمية لا تخفى على من يتابعه، هو الإداري البعيد عن سجن المكتب، يعمل بيده مقدماً قدوة جميلة لطلابه، ارتقى بالحصول على شهادات علمية تؤهله لموقع متميز في مجال المنشآت السياحية، وبالنسبة لي أفتخر بالتعاون معه والنهل من معرفته».

ما يجدر ذكره أنّ الشيف "ناصر حمزة" من مواليد 1973، درس التجارة والاقتصاد في جامعة "دمشق"، وهو خريج الجامعة المفتوحة في مجال إدارة الأعمال "AOU" عام 2009، ونال عدداً من الشهادات والتكريمات في إدارة حفلات ضخمة داخل وخارج "سورية".

من شهاداته