رغم حداثة سنواته العمرية، استطاعَ الدكتور "مجد الغضبان" أن ينتزع ثقة مرضاه، ومتابعة أحدث البحوث والدراسات العلمية، تنفيذاً لما ران إليه، ومتأثراً بمن أحبّ ليصبح طبيباً ناجحاً.

حول سيرته الاجتماعية والعلمية، مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 22 كانون الثاني 2020 التقت الدكتور "مجد الغضبان" الذي بيّن قائلاً: «ولدت في بيئة علمية كلفة بالتوجيه والإرشاد نحو المعرفة، وبعد أن أتممت المرحلة الإلزامية وصولاً للثانوية، كان التفوق حليفي لأدرس الثانوية في مدرسة المتفوقين بـ"السويداء" المسببة لقبولي بكلية الطب البشري بجامعة "الفرات" في "دير الزور" لأدرس بها سنوات أربع، وفي الخامسة انتقلت إلى جامعة "دمشق"، وتخرجت عام 2011

يعتبر الدكتور "مجد الغضبان" من أطباء الصدرية المهتمين بتطوير أنفسهم علمياً، إذ دائماً تجده متابعاً لأحدث الدراسات والبحوث العلمية العالمية، إضافة للمؤتمرات، وربما تميز عن أقرانه بتشخيصه للمرض بهدوء وسكينة ودقة علمية، ولكنه يعتمد على ما يتحلى به من ابتسامة وضاءة حين يفحص المريض، وبالتالي يعتبر أن العلاج الدوائي يكمن نجاحه في ابتسامة المريض وراحته النفسية، فهو يتابع مرضاه بشغف، عدا عن أجوره المجانية التي يقدمها لمن يحتاج

وقبلت باختصاص دراسات عليا في الأمراض الداخلية في الجامعة نفسها، وعملت في مشفى "المواساة"، و"الأسد الجامعي" لعامين، حيث قبلت باختصاص الأمراض الصدرية لصالح وزارة الصحة، ولكن ما كان يحملني في تيار العلم والمعرفة ذلك التأسيس من والديّ، فهما خريجا معهد خدمة اجتماعية، وقد زرعا في داخلي حب الكتاب منذ طفولتي الأولى، وما كنت أراهما قط في فراغ إلا والكتاب بين أيديهما، والأجمل هديتي عند اجتياز الصف الخامس؛ حيث كان اشتراكي في المركز الثقافي العربي في "السويداء"، ولهذا كان للكتاب دور أساسي في بناء شخصيتي.

د. سعيد العفلق

قرأت ما استطعت من الأدب الروسي لـ"غوركي"، "ايتماتوف"، و"كافيرين" الذين كانوا رفاق مراهقتي الأولى، وقد سحرني "مكارنكو" بقصيدته التربوية، ثم كانت فترة الفضول الوجودي فاطلعت على أساطير المنطقة الأولى وحضاراتها وولّد ذلك شغفاً ما زال مستمراً لمعرفة التاريخ وتفاصيل معيشة وتطور الحضارات السابقة».

وتابع الدكتور "الغضبان" الحديث عن مسيرته بالقول: «منذ طفولتي كنت دائماً أسأل عن الأسباب، لم أكن أقتنع بأي شيء مهما كان دون أن أعرف سبب حدوثه ومبرراته، ذاك الفضول الطفولي لتفسير كل شيء امتد ليطال البشر من أين يأتون وأين يذهبون بعد الموت وما هو الموت، ولما نموت.. ولما نمرض.. وما الغاية من خلق كائن ليمرض ثم يموت، كان يسحرني شخص الطبيب، وعندما كنت أزور طبيب الأطفال أحس أني أقابل ملاكاً يعرف إجابات كل تلك الأسئلة، وكثيراً ما كنت أسمع باسم أحد أخوالي المسافر بقصد الدراسة في "تشيك"، وفي المرات القليلة التي كان يتصل بها كان صوت جدتي يتغير وتزول تجاعيد وجهها وتشرق عيناها، ذاك الخال البعيد كان يجلب البهجة باتصال منه للجميع، فقررت أن أكون طبيباً أيضاً.

الدكتور مجد الغضبان

وأثناء دراستي للطب بدأت أكتشف أسرار الجسد البشري بتفاصيله الأدق وآليات عمله، وأجد إجابات ومع كل إجابة كانت تولد آلاف الأسئلة لتحفز مزيداً من البحث والدراسة، وحين كنت في السنة الرابعة تم تشخيص مرض لأحد المقربين منا بسرطان الرئة، وكان ذاك نقطة فاصلة في حياتي حيث شعرت بالذنب لأنّ تشخيصه تم متأخراً، وتمنيت لو استطعت أن أقدم له شيئاً، فقررت أن أختص بالأمراض الصدرية، وبالفعل درست ذلك، وفي فترة الاختصاص كانت أوضاع المدينة متوترة في محيط "دمشق"، وكنا بشكل يومي نتعامل مع ضحايا الحرب، وعلى تماس لصيق بأشخاص غرباء وهم في آخر لحظات حياتهم، فعشنا معهم خوفهم وألمهم ورعبهم، وفي لحظات كثيرة كنا كل ما تبقى من عائلاتهم. عامان مرهقان نفسياً، الأمر الذي ولد لدي مبادرات إنسانية لعلاج المرضى بالاعتماد على ابتساماتهم وتفاؤلهم، مستذكراً أسئلة الطفولة الأولى كيف لتلك القوة التي خلقت الحياة وأبدعت في تفاصيلها أن تسمح بذاك الألم، وكيف علينا المساهمة بصناعة العلاج وتخفيف الألم.

بعد الاختصاص عملت في مجمع "الوئام" الطبي في "السويداء" لعامين، ثم انتقلت إلى مركز "الأمل" حيث افتتحت عيادة الأمراض الصدرية، وولدت عندها حس مسؤولية جديد لدي، أولها تقديم الرعاية الطبية بأحدث التوصيات العلمية العالمية، لأنّه حق لمرضاي عليّ، وثانياً أن أخصص يومياً وقتاً للدراسة والاطلاع على ما هو الجديد في الطب؛ وخصوصاً الأمراض التنفسية، يقيناً أنّ التشخيص والعلاج مهنتي، أما ابتسامة المريض فهي سعادتي».

د. مجد الغضبان بجانب أجهزته

الدكتور "سعيد العفلق" مدير مركز "الأمل" الطبي بيّن قائلاً: «يعتبر الدكتور "مجد الغضبان" من أطباء الصدرية المهتمين بتطوير أنفسهم علمياً، إذ دائماً تجده متابعاً لأحدث الدراسات والبحوث العلمية العالمية، إضافة للمؤتمرات، وربما تميز عن أقرانه بتشخيصه للمرض بهدوء وسكينة ودقة علمية، ولكنه يعتمد على ما يتحلى به من ابتسامة وضاءة حين يفحص المريض، وبالتالي يعتبر أن العلاج الدوائي يكمن نجاحه في ابتسامة المريض وراحته النفسية، فهو يتابع مرضاه بشغف، عدا عن أجوره المجانية التي يقدمها لمن يحتاج».

يذكر أن الطبيب "مجد الغضبان" من مواليد "السويداء" عام 1988.