من التصوير الفوتوغرافي إلى السينما، موهبة تجسدت في أفلام قصيرة ومشاريع باشر بها في مراحل الدراسة، فتوجها "ريان العباس" بجوائز لتكون بداية مشوار فني بعمر قصير.

الانتقال من اللقطة الثابتة إلى الصورة المتحركة، تجربة فيها بوادر التميز والنجاح، جمعها "ريان" ليحقق طموحه بتجسيد فن يعدّه حالة شخصية، وطموح مشروع لتقديم الأفضل، حيث لم يكد يغادر مقاعد الدراسة حتى باشر تقديم نفسه ككاتب للسيناريو، ومخرج وفق رؤية شبابية، كما قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 كانون الأول 2017، وأضاف: «أن أتفاعل مع الكاميرا لأصبح محترفاً بمرحلة مبكرة حالة أشبه فيها الكثيرين من الزملاء، وفي أواخر المرحلة الثانوية العامة، وبعد دخولي الجامعة، فزت بالمركز الأول كأفضل مصور فوتوغرافي على مستوى الجامعة، وكانت نقطة التحول في شعوري اتجاه اللقطة الثابتة، والطموح أخذ يتكون لتغير الصورة التي طالما رأيتها ثابتة لا تتحرك، والانتقال إلى اللقطة المتحركة، حيث حركة الأشخاص والمجال التقني الواسع القادر على التعبير بوسائل مختلفة ومؤثرة.

سنوات الطفولة والشباب جمعتنا، وكانت مواهب "ريان" واضحة، فهو مصور من الدرجة الأولى، يشغله المشهد، يحلله، ويفصله برؤيته الفنية، ولديه اهتمام واضح في المجال، سعى بكامل طاقته إلى التميز، وانتقل إلى الكتابة والسينما بوجه خاص، وقد استثمر وجوده في "الإمارات" ليكتسب من الفرص الفنية والثقافية المتاحة. تابعته في مراحل إعداد الأفلام القصيرة وهي مرحلة عاشها بشغف، ورغبة بتقديم الجديد عبر مشاهد قصيرة، لكنها غنية بالفكرة التي طرحها برؤى شبابية متميزة، أتصور أنه حرق عدة مراحل بصعوده إلى مستويات أفضل معتمداً على جهده الخاص، وثقافته الفنية الكبيرة

تخصصت في الإعلام الإلكتروني، وتطور ولعي بصناعة الأفلام القصيرة لإحساسي بأن الصورة يمكن أن تحمل الكثير من المعاني العميقة، لكن تحريكي لها كان أداة أقوى للمس المشاعر وإيصال رسائلي بالطريقة التي أراها مناسبة، هنا بدأت أفكاري تقودني إلى مجالات أوسع وأعمق ترتبط بإمكانية تحميل رسائل مبدعة منثورة بين الأوراق بلا حراك، فقد تكون الفيصل لتغير حياة إنسان أو تأثر بالمجتمع ككل، وهذا أمر يستفزني ويحرضني على العمل، ووجودي في بلاد الاغتراب منذ صغري ولد لديّ حافزاً أقوى، وأن لدي مسؤولية في أن أخدم وأرفع اسم بلادي كمخرج مغترب من خلال الفن وموهبتي وأعمالي.

ريان العباس في أحد اللقاءات التلفزيونية في الشارقة

والدراسة في "الإمارات العربية المتحدة" تختلف عن باقي الدول، وذلك يرجع إلى كثير من الأسباب، منها تنوع الثقافات وتوافر طرائق التكنولوجيا الحديثة لارتقاء الطالب علمياً الى أعلى المستويات، واهتمامهم وتركيزهم على تهيئة الطالب في المجال العملي من خلال الدورات التدريبية والندوات التثقيفية قبل التخرج الذي هيأني لعمل كبير أثناء الدراسة».

أفلام قصيرة أخذت صدى جيداً على المستوى المحلي، كانت بداية لعمل أكثر فاعلية، كما أضاف بالقول: «كطالب كانت مرحلة الدراسة تطبيقاً عملياً لما كنت أسعى إلى تجريبه، وفوزي في عدة أفلام على الصعيد المحلي وفي المهرجانات المحلية، مثل: مهرجان "حقوق الطفل" للأفلام القصيرة، وجائزة "البيئة" للأفلام القصيرة، والفوز في مهرجان "أوسكار الجماهيري" للأفلام القصيرة على مستوى الوطن العربي كأفضل فيلم عن فيلم "ورق جدران" من تأليفي وإخراجي، وكذلك إخراجي لفقرة "فانتازيا" ضمن برنامج "سيلفي الرياضي" على قناة "دبي الرياضية"، الذي حصل على جائزة فضية في مهرجان "الخليج للإذاعة والتلفزيون" في فئة البرامج الرياضية، خطوات هيأت لدخولي عالم الأفلام الروائية الطويلة لتكون تجربتي الأولى "كبريت"».

وسام عادل

فيلم "كبريت" شارك في مهرجان "دبي"، ووصل إلى التصفيات، نجاح يعدّه ثمرة عمل وجدّ، كما تابع بالقول: «هو تتويج لجميع أعمالي السابقة، وتعدّ التجربة الأولى لي في عالم الأفلام الروائية الطويلة، ونقلة كبيرة على المستوى العملي الفني، وكان دوري في هذا العمل المخرج الثاني، ومؤلف وكاتب القصة، حيث اعتمد الفيلم كوكبة من الممثلين الذين لديهم خبرة سابقة في السينما الخليجية، مثل: "عبد الله الجنيبي"، و"عبد الله بوعابد"، و"أشجان"، و"نيفين ماضي"، و"سوسن سعد"، إضافة إلى الوجوه الجديدة.

قصة فيلم "كبريت" درامية تتخللها أحداث مشوقة، ومواقف إنسانية درامية متسلسلة الأحداث برتم منطقي يوصلنا إلى نهاية مفاجئة وغير متوقعة، حيث يناقش الكثير من القضايا، أبرزها الإهمال الأسري، وهو عامل لضياع الأبناء، وأن القانون هو أساس الدولة، وغيرها من القيم التي يبرزها. وقد تم اختياره في مهرجان "دبي" السينمائي، ليدخل من ضمن المرشحين لنيل الجائزة، وقد وصل إلى التصفيات النهائية للمهرجان، ويعرض الآن في جميع صالات السينما الإماراتية».

ريان العباس

الطموح والشغف بالفن صفة طورها بالعلم والحرص على خوض التجربة، فكرة تحدث عنها "وسام عادل" صديق "ريان" المتخصص في مجال المحاسبة وإدارة مكاتب الطيران، وقال: «سنوات الطفولة والشباب جمعتنا، وكانت مواهب "ريان" واضحة، فهو مصور من الدرجة الأولى، يشغله المشهد، يحلله، ويفصله برؤيته الفنية، ولديه اهتمام واضح في المجال، سعى بكامل طاقته إلى التميز، وانتقل إلى الكتابة والسينما بوجه خاص، وقد استثمر وجوده في "الإمارات" ليكتسب من الفرص الفنية والثقافية المتاحة.

تابعته في مراحل إعداد الأفلام القصيرة وهي مرحلة عاشها بشغف، ورغبة بتقديم الجديد عبر مشاهد قصيرة، لكنها غنية بالفكرة التي طرحها برؤى شبابية متميزة، أتصور أنه حرق عدة مراحل بصعوده إلى مستويات أفضل معتمداً على جهده الخاص، وثقافته الفنية الكبيرة».

ما يجدر ذكره، أن "ريان العباس" من مواليد "السويداء" عام 1991، حاصل على شهادة بكالوريوس إعلام من جامعة "الشارقة" سنة 2016، قسم إذاعة وتلفزيون، تخصص إخراج. نال المركز الأول كأفضل مصور فوتوغرافي على مستوى الجامعة، وأفضل ممثل في فيلم "خسوف" للمخرج "مهند كريم" في "مهرجان "تروب فيست العالمي"، وجوائز على عدد من الأفلام القصيرة، ويحضر حالياً للدراسات العليا.